تركيا تجمد علاقاتها العسكرية مع إسرائيل
٦ سبتمبر ٢٠١١أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان اليوم الثلاثاء (6 أيلول/سبتمبر) أن بلاده " ستعلق علاقاتها العسكرية تماما مع إسرائيل" وستعزز وجودها العسكري من خلال الدوريات البحرية في شرق البحر المتوسط في خطوة أخرى على طريق تعميق الخلافات القائمة بين أنقرة وتل أبيب بشأن حادث مقتل تسعة أتراك من المتضامين مع سكان غزة الذين قتلوا على ظهر سفينة " مرمرة" التي كانت ضمن قافلة عالمية لكسر الحصار على غزة العام الماضي. ونقلت وكالة رويترز عن إردوغان قوله: "نعلق بشكل كامل علاقاتنا التجارية والعسكرية وفي مجال الصناعة الدفاعية" مع إسرائيل. كذلك أشار إردوغان خلال لقائه بالصحافيين إلى "إجراءات عقابية أخرى" ستتخذ غير تلك التي أعلنت يوم الجمعة (2 أيلول/سبتمبر) ضد تل أبيب، دون أن يكشف تفاصيلها.
وكانت تركيا أعلنت نهاية الأسبوع الماضي طرد السفير الإسرائيلي وتعليق الاتفاقات العسكرية الثنائية وطلب تدخل محكمة لاهاي الدولية للنظر في "شرعية" الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة. كما أعلن المسئول التركي عن نيته زيارة غزة في إطار زيارة يقوم بها الأسبوع المقبل إلى مصر، مشيرا إلى أنه يجري مشاورات مع الجانب المصري تخص ترتيب هذه الزيارة. وستكون الزيارة الأولى من نوعها لزعيم تركي للأراضي الفلسطينية وقد تؤدي، إذا حصلت، إلى مزيد من التوتر في العلاقات بين أنقرة وتل أبيب، الحليفين الإستراتيجيين السابقين في الشرق الأوسط.
دوريات تركية بحرية لحماية أسطولها التجاري في البحر المتوسط
ورغم محاولة أحد مستشاري إردوغان التخفيف من حدة الإعلان التركي من خلال الإشارة إلى "أن التعليق يشمل التجارة الثنائية في مجال صناعة الأسلحة وليس التجارة عموما"، إلا أن المحلل السياسي التركي حسني محلي قال في حديث لإذاعتنا" إن تركيا بدأت بالفعل باتخاذ إجراءات وقائية لحماية أسطولها التجاري ونشاطاتها الاستثمارية في شرق البحر المتوسط وبالقرب من جزيرة قبرص تحسبا لأي إجراء طارئ من جانب إسرائيل". وأشار المحلل السياسي إلى أن تركيا ستعزز من دورياتها البحرية انطلاقا من قاعدتي " أكساز والاسكندرونة" المحاذية للمياه الإقليمية السورية واللبنانية.
وأشار المتحدث إلى أن الدوريات تملك من الأوامر والصلاحيات ما يمكنها من الرد على "أي استفزاز عسكري إسرائيلي" يمس المصالح العسكرية أو التجارية التركية في المنطقة. وتابع المتحدث حسني محلي حديثه بالقول "إن هناك اختبارا مهما سيجري في القريب يوضح الطابع الجدي للموقف التركي وهو عندما تبدأ تركيا بالتنقيب عن الغاز في البحر المتوسط قريبا وعندما تقوم سفن تركية برحلة تضامنية إلى غزة.
وفي أول رد فعل إسرائيلي على الإعلان التركي نقلت وكالة الأنباء الفرنسية أ.ف.ب عن مسئول إسرائيلي في القدس الغربية رفض الكشف عن هويته "إن إسرائيل لا ترغب في مزيد من التدهور في علاقاتها مع تركيا، وأشار المسئول للصحافيين إلى أن الأشهر القليلة الماضية شهدت العديد من المحاولات "لخلق ديناميكية إيجابية" للحفاظ على العلاقة بين إسرائيل وأنقرة، لكن هذه الجهود لم تنجح لحد الآن، حسب تعبيره.
حسن ع. حسين
مراجعة: سمر كرم