تحت شعار "دعوة للحشمة والجمال ولا للعري": مسابقة لاختيار فتاة العرب المثالية
٢٧ سبتمبر ٢٠٠٧تضع المسابقة جمال العقل والأخلاق في المرتبة الأولي يليه الجمال الشكلي وتدعو للاحتشام وتنبذ موجة العري السائدة حاليا.
حصلت الفتاة البحرينية المحجبة "وفاء يعقوب" على لقب "فتاة العالم العربي المثالية" لعام 2007 بعد أن تنافست عليه مع 20 فتاة أخرى حضرن من 15 دولة عربية للاشتراك في المسابقة هذا العام والتي شهدت مشاركات لأول مرة من السعودية وفلسطين.
وقلدت "وفاء" التي تعد دراسات عليا بكلية الحقوق في جامعة البحرين تاج الفتاة المثالية العربية خلال احتفال كبير أقيم بفندق على نيل القاهرة، بينما فازت المتسابقة المصرية "شيماء محمد" بلقب الوصيفة الأولى والمتسابقة اللبنانية "عبير ليوس" بلقب الوصيفة الثانية.
الحجاب لا يمنع الفوز
وصمم التاج على شكل مزيج من أعلام الدول العربية المشاركة بطريقة مستوحاة من التراث العربي وهو تاج ذهبي مطعم بالأحجار الكريمة. وشهدت المسابقة هذا العام مشاركة ثلاث متسابقات محجبات بينهن الفائزة البحرينية ومتسابقتان من الكويت والمغرب بعكس العام الماضي الذي لم يشهد دخول أي محجبة.
"وفاء يعقوب" عبرت لقنطرة عقب إعلان النتيجة إنها كانت واثقة من فوزها باللقب منذ البداية رغم أن البعض كان يشكك في إمكان تحقق ذلك خاصة وأنها وفقت في كل مراحل المسابقة التي تأهلت لها من بين 25 فتاة بحرينية تقدمن للمشاركة بها.
وحول منح اللقب لها رغم كونها محجبة قالت "وفاء يعقوب" إن المسابقة لا علاقة لها بالحجاب لأنها ليست مسابقة جمال بالمعني المتعارف عليه، وإنما مسابقة ثقافية بالأساس تعنى بذكاء الفتاة ورجاحة عقلها أكثر مما تعنى بتفاصيل ومقاييس جسدها، مؤكدة أنه إذا كان الجمال وحده أساس الاختيار لما فكرت في المشاركة.
وعبرت أن حجابها جزء لا يتجزأ من تدينها وثقافتها وتحضرها وأنه في رأيها يكمل المثالية التي أقيمت المسابقة من أجلها ولا يعيقها عن فعل أي شيء مثلها مثل كل الفتيات في سنها.
فكرة المسابقة بدأتها الناشطة الاجتماعية "حنان نصر" التي تقوم بنشاط في عدة مجالات خاصة بالمرأة وأنشطة خيرية لرعاية الأطفال.
فكرت "حنان" في أننا نعيش في عصر يعتمد بصورة كبيرة على جسد المرأة دون النظر لما وراء هذا الجسد، ومن هنا رأت ضرورة وجود مسابقة للفتيات تنظر لهن على أنهن كائنات يمتلكن عقل وشخصية ولسن كائنات جنسية وسلع تعرض أجسادهن مثلما يحدث في مسابقات الجمال المتعارف عليها.
الثقافة والذكاء أولا
وأوضحت أن مثل هذه المسابقات لا تصلح للمنطقة العربية باعتبارها تضع شروطا لا تقبلها الثقافة العربية ولا الأديان مثل ملابس البحر وغيرها، لكنها أكدت أن الجمال ضروري لشروط المسابقة ولكنه لن يكون جمال فارغ، فالمتسابقات يحتجن الجمال إلى جانب العلم والثقافة والذكاء حتى يستكملن شروط المسابقة.
الهدف الرئيسي للمسابقة هو إظهار الصورة الحسنة للعالم العربي عن طريق إقامة مسابقة تجمع بين الثقافة والجمال في إطار مراعى للتقاليد والعادات الشرقية، ولذلك قررت أن ترتدي كل فتاة الزى الوطني لدولتها تأكيدا على التراث العربي والابتعاد عن تقليد الغرب.حسب تعبير "حنان نصر".
وقد وجهت الدعوة إلى جميع السفارات العربية وأمانات الشباب الدولية، وطلبت منها جميعا بما فيهم السفارة السعودية أن ترشح متسابقات وأعضاء في لجنة التحكيم.
شروط المسابقة
ومن شروط المسابقة أن تكون الفتاة المتقدمة غير متزوجة ويكون سنها من 18 إلى 24 سنة وحاصلة على مؤهل جامعي وتكون ملمة بقدر معقول من الثقافة والمعلومات العامة وألا يقل طولها عن 167 سم وألا يقل وزنها عن 50 كيلوجراما، بالإضافة إلى إجادتها إحدى اللغات الأجنبية وأن تكون حاملة لجنسية عربية وألا تكون أجرت أي عملية تجميل.
وخضعت المشاركات لاختبارات عديدة في السلوك والالتزام والمعلومات العامة والبرتوكول من خلال لجنة التحكيم التي تكونت من سيدات أعمال عرب ومصممين أزياء وخبراء تجميل وأساتذة جامعات.
ومن الشروط أيضا وعي الفتاة واستعدادها للعمل الخيري حيث إن الفائزات في المسابقة يقضين سنة كاملة في محاولة للتخفيف عن أطفال العالم العربي ذوى الاحتياجات الخاصة والأيتام والمشردين في جميع أنحائه المنكوبة. أما جوائز الفوز تتمثل في هدايا تعادل قيمتها 15 ألف دولار عبارة عن عطور ومستلزمات تجميل ورحلات.
جدل من رجال الدين المحافظين
ولكن لم تمر الأمور بسلام حيث تعالت الأصوات الرافضة وأثير الجدل حول المسابقة بعد إدانة عدد من علماء الدين المحافظين لها وأطلقوا عليها "محاولة الاختراق الجديدة".وأوضحوا أن رعاة هذه المسابقة من شركات أزياء وقنوات تليفزيونية هم نفس رعاة مسابقات العري المرفوضة شرعا، وأنهم غيروا المسمى كنوع من الخدعة والتحايل، مؤكدين أن الفتاة المثالية في منظور الإسلام هي التي تتصف بالحياء والمحافظة على نفسها، وليست من تعرض مفاتنها وتحول الحجاب إلى موضة ووسيلة جديدة للإغراء.
وأشار العلماء إلى أن تلك المسابقات التافهة ليس لها أي مردود إيجابي على مجتمعاتنا، حتى لو كانت تحمل أسماء ومعاني براقة وأنها فكر غربي ولكن بصبغة شرقية إسلامية.
نيللي يوسف
حقوق الطبع قنطرة
www.qantara.de