تحت المجهر.. تغطية الإعلام الألماني للحروب والأزمات والإرهاب
١ مارس ٢٠٢٤ثناء وانتقاد متساو تقريبا هذه المرة في مجال التحكم الذاتي الطوعي للصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية الألمانية. يتضح ذلك بسرعة عندما يقوم مجلس الصحافة الألماني في برلين بتقديم تقريره السنوي لعام 2023. الخبر الجيد: "في قضايا كبيرة مثل الحروب في إسرائيل وغزة وكذلك في أوكرانيا، قامت وسائل الإعلام المطبوعة والالكترونية بالعمل بشكل جيد جدا"، كما تقول المتحدثة باسم المجلس، كيرستن فون هوتن.
النبأ السيئ هو أنه لم يحدث من قبل أن كان هناك الكثير من التوبيخ العلني لانتهاكات قانون الصحافة. في عام 2022 ، كان هناك 47 توبيخا أما في العام الذي يليه 73 - بزيادة قدرها 55 في المئة. وكثيرا ما يتم تجاوز حماية الخصوصية. حيث تم نشر صور لضحايا الجريمة في عديد من الحالات بدون موافقتهم أو في حالة الوفاة دون إذن من الأقارب.
شكاوى حول تغطية تظاهرات مؤيدة للفلسطينيين
لم يصدر مجلس الصحافة الألماني أي توبيخ حتى الآن فيما يتعلق بتقارير عن الحرب في الشرق الأوسط والهجوم الروسي على أوكرانيا. لكن منذ الهجوم الإرهابي الذي شنته حماس (المصنفة من قبل ألمانيا والاتحاد الأوروبي ودول أخرى كمنظمة إرهابية)، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 على إسرائيل، وحرب غزة اللاحقة، تم تقديم 83 شكوى من قبل قراء حتى نهاية العام. ومع ذلك، لا تزال هناك 24 حالة لم يتم فحص الشكاوى حولها بشكل نهائي.
من وجهة نظر مجلس الصحافة، من اللافت للنظر أن هذه الشكاوى لم تكن في كثير من الأحيان حول تقارير من مناطق الحرب، ولكن حول مقالات حول مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في ألمانيا. كانت هناك العديد من الاعتراضات، على سبيل المثال بسبب العنوان الرئيسي "كارهو اليهود يحتشدون في جميع أنحاء أوروبا للتظاهر". حجة المعارضين بأن "كارهي اليهود" تشير إلى أن جميع الأشخاص في المظاهرة كانوا معادين للسامية. ومع ذلك، من وجهة نظرهم ، كانت مظاهرة سلمية.
متى تكون كلمة "كاره اليهود" جائزة؟
تعارض سونيا فولكمان-شلوك، مستشارة مجلس الصحافة، هذا التقييم: في النص المعيب، أصبح واضحًا أنه تم خلال هذه التظاهرات التعبير عن تصريحات معادية للسامية وتم نفي حق إسرائيل في الوجود. "لذلك قلنا: مصطلح ' كاره لليهود' هو بالطبع مشمول بحقالتعبير عن الرأي ، لأنه تفسير مستند إلى حقائق."
كان هناك انخفاض في عدد الشكاوى حول المقالات التي تتناول حرب روسيا ضد أوكرانيا وتداعياتها. عددها كان 37 فقط، وهذا نصف عدد الشكاوى مقارنة مع العام الأول للحرب في 2022. وجه مجلس الصحافة في حالتين تنبيها لهيئات التحرير المسؤولة، والتنبيه لا ينشر على عكس التوبيخ.
مضلل: "روسيا تهدد بالضربة النووية الأولى"
كانت إحدى الحالات تتعلق بصحيفة يومية أعلنت على منصة "تويتر" المعروفة الآن بـ "X" عن مقال: "روسيا تهدد بالضربة النووية الأولى". من وجهة نظر مجلس الصحافة، كان العنوان مضللًا "وفي النص، أصبح واضحًا أن هذا مطلب لخبير روسي في السياسة الخارجية فقط"، تقول سونيا فولكمان-شلوك، مستشارة المجلس موضحة. وبهذا أثار الموضوع مخاوف بين القراء لم تكن مدعومة في النص.
ماذا بالنسبة للتلفزيون والراديو؟
زاد إجمالي عدد الشكاوى بشأن المقالات المنشورة في الصحف المطبوعة وعبر الإنترنت في عام 2023 من 1733 إلى 1850. في بداية جائحة كوفيد-19، كان العدد أكثر من الضعفين. ومع ذلك، اهتم مجلس الصحافة الألماني في 2023 فقط بـ 531 حالة من القضايا المقدمة.
في تقديره، كانت في جميع الحالات الأخرى لا توجد مخالفة لميثاق قواعد أخلاقيات مهنة الصحافة من النظرة الأولى. أو كانت هناك شكاوى حول تقارير التلفزيون والراديو، ولكن المجلس الذي يعتبر جمعية مسجلة رسميًا، ليس مسؤولًا عن هذه الوسائل الإعلامية.
الشفافية وثقافة الخطأ
يتم تمويل هذا العمل الطوعي والمجلس الذي تأسس عام 1956 من قبل عدة منظمات ناشرين ومنظمات للصحافيين، بالإضافة إلى دعم مالي من الحكومة. بالنسبة إلى عام 2024، تتوقع المنظمةالقيام بالكثير من العمل - بسببالتغطية المستمرة للحروب، ولكن أيضا بسبب الانتخابات الأوروبية والانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية.
"يمكن أن تؤثر هذه النتائج بشكل حاسم على الهيكل السياسي في ألمانيا"، كما قالت المتحدثة باسم المجلس، كيرستن فون هوتن. لذا، تناشد بشكل خاص مسؤولي التحرير في الصحف والأخبار عبر الإنترنت أن يقوموا بتقديم تقارير دقيقة وصحيحة، ويشمل ذلك "الشفافية في التغطية الإخبارية، وكذلك تصحيح الأخطاء من قبل فريق التحرير والتفاعل مع القراء"، فالدقة تخلق الثقة، كما تؤكد فون هوتن.
أعده إلى العربية: علاء جمعة