تباين مواقف المعارضة السورية إزاء مؤتمر جنيف2
٢٦ نوفمبر ٢٠١٣أكد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الثلاثاء (26 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013) رفض مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد في "هيئة الحكم الانتقالي" التي ستخرج عن مؤتمر جنيف 2، وذلك غداة إعلان تحديد موعد المؤتمر الدولي الهادف إلى إيجاد حل للأزمة السورية في 22 كانون الثاني/ يناير. وجاء في بيان أن الائتلاف "يؤكد التزامه المطلق بأن هيئة الحكم الانتقالية لا يمكن أن يشارك فيها بشار الأسد أو أي من المجرمين المسؤولين عن قتل الشعب السوري، كما لا يمكن لهم القيام بأي دور في مستقبل سوريا السياسي".
أما هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي السورية فقد رحبت بتحديد موعد عقد مؤتمر جنيف الثاني للسلام في سوريا شهر يناير كانون الثاني. وقال أحمد العسراوي عضو الهيئة في مؤتمر صحفي في دمشق إن لهيئة التنسيق الوطنية للتغيير الديمقراطي "يرحب بإعلان موعد انعقاد مؤتمر جنيف2" و "الذي يؤكد على التمسك بالبنود الستة الواردة في مقررات جنيف1 ويدعو جميع الأطراف إلى العمل لإنجاح العملية السياسية للانتقال إلى نظام سياسي ديمقراطي في سوريا المستقبل". وأضاف أن الهيئة "تؤكد على أهمية التوافق الدولي والإقليمي والعربي والتوافق الوطني بين قوى المعارضة المدعوة للمشاركة في مؤتمر جنيف من خلال وفد موحد يشمل الجميع في حال الوصول الى رؤية موحدة وآلية تفاوض ومطالب موحدة. وإن تعذر ذلك بسبب رفض بعض القوى لابد من التنسيق بين الوفود قبل المؤتمر حول الرؤية والمطالب لأن فشل مؤتمر جنيف يشكل خطرا كبيرا على سوريا وشعبها وعلى المنطقة بأسرها".
وتتألف هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي من أحزاب كردية وأخرى تميل إلى اليسار وكذلك نشطاء ومستقلين. وتقبل بمبدأ التفاوض مع الرئيس بشار الأسد وحكومته.
من جهته، قال قائد الجيش السوري الحر المعارض الثلاثاء أن مقاتليه لن يشاركوا في مؤتمر جنيف 2 الذي سيعقد في المدينة السويسرية في يناير/ كانون الثاني وإنهم لن يوقفوا القتال وسيواصلون معركتهم للإطاحة بالرئيس بشار الأسد خلال فترة المحادثات. وقال اللواء سليم إدريس لقناة الجزيرة إن الظروف غير مواتية لمحادثات جنيف 2 في الموعد المقرر لها وإن الجيش الحر والقوى الثورية لن تشارك في المؤتمر. وأضاف أن مقاتليه لن يوقفوا القتال أبدا خلال مؤتمر جنيف أو بعده وأن كل ما يهم هو الحصول على الأسلحة التي يحتاجها المقاتلون.
"عدم إجراء محادثات عابرة"
واعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الثلاثاء أن مؤتمر السلام حول سوريا الذي حددت الأمم المتحدة موعده في 22 كانون الثاني/ يناير في جنيف سيعقد بين ممثلي النظام- بدون الرئيس بشار الأسد- والمعارضة المعتدلة. وقال الوزير لإذاعة محلية إن "جنيف 2 سيعقد، لكن أُذكر بان هدف المؤتمر هو عدم إجراء مباحثات عابرة حول سوريا، وإنما موافقة متبادلة بين ممثلي النظام- بدون بشار- والمعارضة المعتدلة للوصول إلى تشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات". وأضاف فابيوس "إنه أمر صعب جدا لكنه الحل الوحيد الذي يؤدي إلى استبعاد بشار الأسد والإرهابيين".
وقال "انه موقف صائب. الأمريكيون الآن يدعمون هذا الموقف". وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اعتبر الاثنين أن مؤتمر جنيف سيشكل "أفضل فرصة (...) لتشكيل حكومة انتقالية عبر توافق مشترك". وسيلتقي المبعوث الاممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي مرة جديدة في 20 كانون الأول/ ديسمبر مسؤولين روس وأمريكيين للتحضير للمؤتمر وخصوصا لاختيار المشاركين.
إيران تبدي استعدادها للمشاركة
من ناحيته، قال وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف الثلاثاء إن بلاده مستعدة للمشاركة في محادثات السلام المقررة في جنيف يوم 22 يناير/ كانون الثاني بشأن سوريا إذا وجهت إليها الدعوة. وقال ظريف لقناة برس تي.في "نرى أن مشاركة إيران في جنيف 2 إسهام مهم في حل المشكلة. قلنا دائما إنه إذا دعيت إيران فسنشارك دون أي شروط مسبقة".
ع.ش/ ح.ز/ع.ج.م (رويترز، أ ف ب)