تبادل الاتهامات بين المغرب و"مراسلون بلا حدود" بشأن حرية الصحافة في المملكة
٣١ أكتوبر ٢٠٠٩أعلن مصدر قضائي يوم أمس الجمعة صدور حكم بالسجن مع وقف التنفيذ ودفع غرامة مالية بحق مدير صحيفة أخبار اليوم المغربية، توفيق بوعشرين، في ختام محاكمتين بعد نشره صورة كاريكاتورية غير لائقة بحق أحد أفراد العائلة الملكية. وأصدرت المحكمة أيضا حكما مماثلا على راسم الصورة الكاريكاتورية خالد قادر. وقدرت المحكمة قيمة التعويضات المالية التي فرضت على الصحافيين بـ ثلاثة ملايين درهم، أي ما يعادل 270 ألف يورو.
الجدير بالذكر أن منظمة "مرسلون بلا حدود" كانت قد أشارت يوم الثلاثاء الماضي إلى أن "حرية الصحافة تواجه تدهورا حقيقيا" في المغرب، وأعلنت عزمها إبلاغ وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون التي يفترض أن تزور المملكة قريبا بهذا الأمر. وقال الأمين العام للمنظمة، جان فرانسوا جوليار، في مؤتمر صحافي عقده في الدار البيضاء "براينا ثمة تشدد وتدهور حقيقي لحرية الصحافة "
المغرب ينفي اتهامات المنظمة
من جهتها انتقدت المملكة المغربية يوم الخميس الماضي موقف منظمة "مراسلون بلا حدود" واتهمتها بممارسة "الرقابة" و"الطمس المنهجي لكافة ايجابيات" المملكة، خصوصا في مجال حرية الصحافة. وقال وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، خالد الناصري، في حديث مع صحافيين إن "الطمس الممنهج لكافة ايجابياتنا لا يمت لأخلاقيات المهنة بصلة "وأشار الوزير إلى أن المغرب من الدول التي تتوفر فيها مؤسسات وقوانين رافضا المعاملة التي تخص بها منظمة "مراسلون بلا حدود " بلاده . وقال الوزير المغربي أيضا " تصرف المنظمة ومديرها العام الذي دخل بحرية إلى المغرب ونظم ندوة صحافية بدون ترخيص وبدون احترام للمعايير القانونية لا يليق بمنظمة غير حكومية ذات مصداقية".
أحكام بحق الصحفيين
وشهد المغرب في الآونة الأخيرة سلسلة محاكمات وإجراءات إدارية تعرضت لها بعض الصحف والصحافيين في قضايا تتعلق بالنشر ما تعتبره المنظمات الدولية تراجعا في مجال حريات الصحافة ومسعى من السلطات لتحجيم الصحافة وتقليص سقف حرياتها. وكان المغرب قد شهد بعض الإصلاحات في مجال الحريات وحقوق الإنسان منذ تولي الملك محمد السادس العرش في عام 1999. وظهرت عدة صحف مستقلة تنتقد وتتناول مواضيع كانت محظورة في عهد والده الملك الحسن الثاني. وتخشى المنظمات الحقوقية المغربية والدولية أن تؤدي هذه المحاكمات إلى تحجيم حرية الصحافة والتراجع عن المكتسبات التي تحققت في السنوات الأخيرة في هذا المجال.
(ح.ح/ ا ف ب/ رويترز/ د ب أ)
مراجعة: طارق أنكاي