بيونغ يانغ: التجارب الصاروخية تحاكي ضربات نووية ضد سيول
١٠ أكتوبر ٢٠٢٢أعلنت كوريا الشمالية اليوم الإثنين (10 أكتوبر/تشرين الأول 2022) أنها أجرت محاكاة لضربات "نووية تكتيكية" خلال الأسبوعين الماضيين بإشراف الزعيم كيم جونغ أون شخصيًا، ردًا على "التهديد العسكري" الذي قالت إن الولايات المتحدة وحلفاءها يمثلونه.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية الإثنين: "نظمت وحدات الجيش الشعبي الكوري المسؤولة عن استخدام الأسلحة النووية التكتيكية تدريبات عسكرية من 25 أيلول/سبتمبر إلى 9 تشرين الأول/أكتوبر بهدف اختبار وتقييم قدرة الردع والهجوم النووي المضاد للبلاد، وهو ما يمثل تحذيرًا شديدًا للأعداء".
وأضافت الوكالة أن عمليات إطلاق الصواريخ البالستية التي نفذتها كوريا الشمالية كانت "محاكاة لحرب حقيقية"، موضحة أن التدريبات تضمنت "محاكاة لتحميل رؤوس نووية تكتيكية" على متن صاروخ جرى إطلاقه بعد ذلك من صومعة في شمال غرب البلاد في 25 أيلول/سبتمبر.
وشملت الاختبارات الأخرى التي أجريت في الأيام التالية، محاكاة "لتحييد مطارات" في كوريا الجنوبية و"ضرب مراكز القيادة الرئيسية" و"الموانئ الرئيسية للأعداء"، وفق وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية. وقالت الوكالة: "لقد تم إثبات الفعالية والقدرة القتالية العملية التي تمتلكها قواتنا القتالية النووية بشكل كامل حيث إنها على أهبة الاستعداد لضرب وتدمير الأهداف في أي وقت ومن أي مكان".
وذكرت الوكالة أنه بالنسبة إلى المقذوف الذي حلق فوق اليابان في 4 تشرين الأول/أكتوبر فكان "نوعًا جديدًا من الصواريخ البالستية المتوسطة المدى أرض-أرض". وقطع هذا الصاروخ 4500 كيلومتر قبل أن يسقط في المحيط الهادئ وهو ما يقدر الخبراء أنه أطول مسافة قطعها حتى الآن مقذوف كوري شمالي أثناء الاختبار.
وأطلق نظام بيونغ يانغ سبعة صواريخ بالستية خلال الأسبوعين الماضيين، اثنان أمس الأحد. وحلق أحد هذه المقذوفات فوق اليابان للمرة الأولى منذ 2017. ويتوقع المجتمع الدولي أن تجري كوريا الشمالية قريبًا تجربة نووية ستكون أيضًا الأولى من نوعها منذ خمس سنوات.
كيم جونغ أون: لا حوار مع "العدو"
وفي مواجهة هذا التهديد المتزايد، كثفت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان تعاونها العسكري. وأجرت الدول الثلاث مناورات بحرية وجوية واسعة حول شبه الجزيرة الكورية في الأسابيع الأخيرة، شملت خصوصًا نشر حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس رونالد ريغان" العاملة بالطاقة النووية.
لكن كوريا الشمالية تعتبر هذه المناورات بمثابة استعداد لغزو أراضيها. وربطت الوكالة الاختبارات الكورية الشمالية بالمناورات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية في المنطقة والتي وصفتها بأنها "موقف مؤسف يزيد حدة التوتر في المنطقة ويشكل تهديدًا عسكريًا مفتوحًا" لكوريا الشمالية.
وذكرت أن "كيم جونغ أون، الأمين العام لحزب العمال الكوري ورئيس لجنته العسكرية المركزية، قادَ التدريبات العسكرية على الأرض" و"قدم توجيهات ميدانية". ونشرت الوكالة الإثنين الكثير من الصور لكيم ولعمليات الإطلاق الصاروخية. ونقلت الوكالة عن كيم قوله: "على الرغم من استمرار العدو في الحديث عن إجراء الحوار والمفاوضات، فليس لدينا أي شيء نتحدث عنه ولا نشعر بالحاجة إلى القيام بذلك".
عدد قياسي من التجارب وسط خلاف في مجلس الأمن
وأجرت كوريا الشمالية عددًا قياسيًا من التجارب منذ بداية العام. وقد تبنت عقيدة جديدة في أيلول/سبتمبر تؤكد أن وضعها بصفتها قوة نووية "لا رجعة عنه". وقال المحلل الأمني أنكيت باندا "إنهم يبحثون عن التزود بسلاح نووي تكتيكي، هذا أمر مؤكد"، مضيفًا أنه يشتبه في "أنهم سيعملون تدريجيًا على تحويل الكثير من صواريخهم الجديدة القصيرة المدى إلى أسلحة نووية".
ويرى محللون أن بيونغ يانغ استغلت الخلاف داخل مجلس الأمن الدولي لإجراء مزيد من التجارب. وعقد مجلس الأمن الأسبوع الماضي اجتماعًا طارئًا بعد تحليق صاروخ كوري شمالي فوق اليابان. لكن خلال هذا الاجتماع وجهت الصين، الحليف التاريخي لبيونغ يانغ ومصدر دعمها الاقتصادي أيضًا، انتقادات لواشنطن لأنها تسببت بعمليات الإطلاق هذه من خلال مناوراتها في المنطقة.
وتحذر سيول وواشنطن منذ أشهر من أن بيونغ يانغ ستجري تجربة نووية أخرى، على الأرجح بعد مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني المقرر افتتاحه في 16 تشرين الأول/أكتوبر. كما زعمت كوريا الشمالية أنها أجرت "محاكاة لهجوم جوي مشترك واسع النطاق" تضمن "أكثر من 150 طائرة" وأشرف عليه أيضًا كيم جونغ أون.
وقالت كوريا الجنوبية الخميس إنها أطلقت 30 من مقاتلاتها بعد رصد 12 طائرة كورية شمالية تحلق في تشكيلات وتجري تدريبات على إطلاق نار قرب الحدود بين الكوريتين. وقالت سو كيم المحللة في "راند كوربوريشن" لوكالة فرانس برس "يريد كيم على الأرجح أن يقول للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية إن أي إظهار للتضامن ولاستعدادات التحالف سيذهب سدى". ووفقًا لهذا الخبيرة "ربما لن نرى كوريا الشمالية تتراجع في أي وقت قريب، وكل شيء يدفع إلى الاعتقاد بأن الحلفاء لن يخضعوا بسهولة هذه المرة أيضًا".
م.ع.ح/خ.س (د ب أ، أ ف ب، رويترز)