بيونغ يانغ تواصل إطلاق صواريخ بالستية وسط إدانات
٦ أكتوبر ٢٠٢٢أطلقت كوريا الشمالية صباح الخميس (السادس من تشرين الأول/أكتوبر 2022) صاروخين بالستيين قصيري المدى باتجاه البحر، مؤكّدة أنّ تجاربها الصاروخية هذه هي "الإجراء المناسب للردّ" على "التصعيد" المتمثّل في نظرها بالمناورات العسكرية المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتّحدة.
وأتى إطلاق هذين الصاروخين في وقت اجتمع فيه مجلس الأمن الدولي في نيويورك للبحث في إطلاق بيونغ يانغ قبل يومين صاروخاً بالستياً متوسط المدى حلّق فوق اليابان، في سابقة منذ خمس سنوات، قبل أن يسقط في المحيط الهادئ. وأعلنت هيئة أركان الجيش في سيول أنّ صاروخين بالستيين قصيري المدى أُطلقا صباح الإثنين من مشارف بيونغ يانغ باتجاه بحر الشرق الذي يُعرف أيضاً باسم بحر اليابان. وفي طوكيو، أكّد خفر السواحل اليابانية أنّهم رصدوا بدورهم إطلاق هذين الصاروخين.
وسارع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا إلى التنديد بإطلاق هذين الصاروخين، معتبراً أنّ هذه التجربة التسلّحية الكورية الشمالية، السادسة من نوعها في غضون أسبوعين، "مرفوضة بالكامل". من جانبه قال الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، الذي من المقرر أن يتحدث إلى كيشيدا هاتفيًا اليوم الخميس، للصحفيين إن بلده سيحافظ على أمنه بالتحالف مع الولايات المتحدة وبالتعاون مع اليابان.
من جهتها أدانت وزارة الخارجية الأمريكية عملية الإطلاق الصاروخي التي نفذتها كوريا الشمالية اليوم الخميس، ودعت بيونغ يانغ إلى الكف عن "الاستفزازات". وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيدانت باتيل، في تصريحات صحفية: "ندعو كوريا الشمالية إلى الكف عن المزيد من الاستفزازات والانخراط في حوار مستدام وموضوعي"، وأضاف: "التزاماتنا تجاه اليابان وجمهورية كوريا (الجنوبية) راسخة".
"إجراء مضاد"
وصباح الخميس أعلنت بيونغ يانغ أنّ التجارب التي أجرتها في الآونة الأخيرة على إطلاق صواريخ بالستية هي "إجراء مضادّ" للمناورات العسكرية المشتركة بين الجيشين الأمريكي والكوري الجنوبي. وقالت وزارة الخارجية الكورية الشمالية في بيان إنّ هذه التجارب الصاروخية "هي الإجراء المناسب من جانب الجيش الشعبي الكوري ضدّ المناورات العسكرية المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتّحدة والتي تتسبب بتصعيد التوترات العسكرية في شبه الجزيرة الكورية".
وأدانت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية دعوة الولايات المتحدة وحلفائها مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة حول التجربة الصاروخية التي أجرتها الثلاثاء.
وأتى إطلاق هذين الصاروخين بعد يومين فقط من إطلاق بيونغ يانغ صاروخاً بالستياً متوسط المدى حلّق فوق اليابان، في سابقة منذ 2017، قبل أن يسقط في المحيط الهادئ. وحلّق هذا الصاروخ لمسافة 4500 كيلومتر وبلغ أقصى ارتفاع له 970 كيلومتراً بينما بلغت سرعته القصوى 17 ماك (أسرع من الصوت 17 مرة). ودفعت هذه التجربة طوكيو إلى تفعيل نظام الإنذار والطلب من سكان بعض المناطق الاحتماء.
وردّاً على هذا الصاروخ البالستي المتوسّط المدى، أطلق الجيشان الكوري الجنوبي والأمريكي صباح الأربعاء أربعة صواريخ أرض-أرض بالستية قصيرة المدى على أهداف وهمية في البحر. كما أعلن الجيش الكوري الجنوبي الأربعاء أنّ حاملة الطائرات "يو إس إس رونالد ريغن" التي تعمل بالطاقة النووية ستعود إلى المنطقة بعد أن شاركت في تدريبات مشتركة مع البحرية الكورية الجنوبية في الشهر الماضي.
وبيونغ يانغ التي تمتلك السلاح النووي أجرت هذه السنة سلسلة تجارب غير مسبوقة من حيث الوتيرة. وبلغت هذه التجارب ذروتها الأسبوع الماضي حين أطلق الجيش الكوري الشمالي أربعة صواريخ بالستية قصيرة المدى.
اتهامات لروسيا والصين
وكثّفت كوريا الشمالية برامج أسلحتها المحظورة في ظلّ تعثّر المفاوضات مع الولايات المتّحدة، فأجرت عدداً قياسياً من التجارب العسكرية هذه السنة وأقرّت قانوناً جديداً يجيز لها تنفيذ ضربات نووية وقائية بما في ذلك ردّاً على هجمات بأسلحة تقليدية، في خطوة جعلت من قوتها النووية أمراً "لا رجعة فيه".
واتهمت الولايات المتحدة الصين وروسيا يوم الأربعاء بإتاحة الفرصة لزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون بحجب محاولة لتكثيف العقوبات على بيونغ يانغ في مجلس الأمن بسبب برنامجيها للأسلحة النووية والصواريخ البالستية. وقال نائب السفير الصيني لدى الأمم المتحدة قنغ شوا آنغ إنه يتعين على مجلس الأمن أن يلعب دورًا بناًء بدلًا من "الاعتماد كلية على لهجة الخطاب القوية أو الضغط".
وفي أيار/مايو استخدمت الصين وروسيا حق النقض (فيتو) ضد مشروع قرار تقوده الولايات المتحدة طالب بفرض المزيد من العقوبات على كوريا الشمالية بسبب استئنافها تجارب إطلاق الصواريخ البالستية، الأمر الذي تسبب في انقسام في مجلس الأمن لأول مرة منذ بدء فرض عقوبات على بيونغ يانغ في 2006.
م.ع.ح/خ.س (د ب أ، أ ف ب، رويترز)