بوتين يدافع عن الحرب ولا يمانع دخول أوكرانيا التكتل الأوروبي
١٧ يونيو ٢٠٢٢قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة (17 يونيو/ حزيران 2022) إن قرار روسيا شن ما تسميه موسكو "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا صعب لكنه ضروري. جاءت تصريحات بوتين في خطاب ألقاه في منتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي الدولي.
وبرر بوتين مرة أخرى الحرب ضد أوكرانيا، المستمرة لما يقرب من أربعة أشهر، قائلا إنه لم يكن هناك بديل سوى خوض هذه الحرب. وقال "في الوضع الحالي، وعلى خلفية المخاطر والتهديدات المتزايدة التي تواجهنا، كان قرار روسيا بإجراء عملية عسكرية خاصة (...) قسريا وضروريا".
وردا على سؤال حول الروس الذين يخجلون من هجمات على جيشهم في الدولة المجاورة، قال بوتين: "كما تعلمون، الذين يخجلون هم الذين لا يربطون مصيرهم وحياتهم وحياة أطفالهم ببلدنا".
وأضاف بوتين أن روسيا تتوقع استعادة العلاقات مع أوكرانيا بعد انتهاء "العملية العسكرية الخاصة" في ذلك البلد. وأضاف بوتين، خلال جلسة أسئلة وأجوبة مع رئيس قازاخستان قاسم غومارت توكاييف "عاجلا أم آجلا، سيعود الوضع إلى طبيعته".
"الاتحاد الأوروبي ليس الناتو"
وقال بوتين إن بلاده ليس لديها "أي شيء ضد" انضمام أوكرانيا المحتمل للاتحاد الأوروبي الذي أوصت مفوضيته بمنح كييف وضع المرشح للعضوية. وقال خلال الجلسة العامة لمنتدى سانت بطرسبورغ الاقتصادي "ليس لدينا أي شيء ضد ذلك، إنه قرارهم السيادي بالانضمام إلى اتحادات الاقتصادية أم لا... إنه شأن يخصهم، شأن يخص الشعب الأوكراني".
وأضاف أن "الاتحاد الأوروبي ليس تحالفا عسكريا على عكس حلف الأطلسي". لكن الرئيس الروسي اعتبر أن "أوكرانيا ستتحول إلى شبه مستعمرة" للدول الغربية إذا انضمت إلى الاتحاد الأوروبي، وأردف "هذا رأيي".
وأكد بوتين أن الهجوم الذي تشنّه بلاده في أوكرانيا ليس له أي علاقة بالصعوبات الاقتصادية العالمية، ولا سيما تضخم أسعار الطاقة، محملا مسؤوليتها للغرب و"سياسته الاقتصادية الخاطئة".
وتابع الرئيس الروسي منتقدا "الأخطاء المنهجية للإدارة الأمريكية والبيروقراطية الأوروبية... عمليتنا تمثل لهم طوق نجاة لتعليق كل شيء على ظهورنا".
وتواجه الولايات المتحدة والدول الأوروبية تضخما متسارعا وصل إلى 11 بالمئة في المملكة المتحدة، وهو مدفوع خصوصا بارتفاع أسعار الوقود. وروسيا ليست استثناء، إذ سجلت زيادة في الأسعار بنسبة 16,7 بالمئة خلال عام واحد.
كما ندد فلاديمير بوتين مجددا بالعقوبات "المجنونة والعبثية" التي يفرضها الغرب على روسيا، مؤكدا أن العواصم الأوروبية تعاني أكثر من موسكو. وأكد الرئيس الروسي مجددًا أن بلاده وجيشها لم يمنعا أوكرانيا من تصدير حبوبها إلى الخارج، معتبرا أن كييف لديها خيارات عديدة و"لسنا نحن من قام بتلغيم موانئ البحر الأسود". وزرعت أوكرانيا ألغاما قبالة سواحلها لحماية نفسها من إنزال عسكري لروسيا التي هاجمتها في 24 شباط/فبراير.
وتتفاوض الأمم المتحدة منذ عدة أسابيع مع موسكو وكييف وأنقرة للتوصل إلى اتفاق يسمح بتصدير ملايين الأطنان من الحبوب الأوكرانية العالقة. وإذا تم التوصل إلى اتفاق، فسيؤدي ذلك إلى انخفاض أسعار المواد الغذائية وتخفيف المخاوف من حدوث أزمة غذائية في العالم. ومع ذلك، أوضح بوتين أيضا أن شحنات الحبوب الأوكرانية كانت ضئيلة على المستوى العالمي. وأضاف أن أوكرانيا تصدر نحو 5 إلى 6 ملايين طن من القمح وكمية مماثلة من الذرة، مشيرا إلى أن هذه الكمية ليست مهمة للاقتصاد العالمي.
واتهم بوتين الولايات المتحدة وأوروبا كذلك بزيادة وارداتهما من المواد الغذائية مما يجعل الظروف أكثر تنافسية في الأسواق العالمية. وزعم بوتين أن هذه العملية بدأت قبل فترة طويلة من الحرب الأوكرانية.
ز.أ.ب/ص.ش (د ب أ، رويترز، أ ف ب)