المستشار شولتس يدين "وحشية" الغزو الروسي لأوكرانيا
١٦ يونيو ٢٠٢٢وصف المستشار الألماني أولاف شولتس الغزو الروسي لأوكراني بالوحشي وبأنه عنف عبثي، وقال إنه تم استهداف مدنيين أبرياء وتم تدمير منازل، وأشار إلى أنه تم تدمير ضاحية بأكملها لم يكن بها أية هياكل عسكرية من الأساس. وتابع المستشار الألماني من العاصمة الأوكرانية كييف: "هذا ينبئ بشكل كبير للغاية عن وحشية الهجوم الروسي الذي استهدف التدمير والغزو"، وأشار إلى أن أوجه الدمار في إربين تعد "نصبا تذكاريا مهما للغاية" يدعو لضرورة القيام بشيء.
وأضاف شولتس أنها تعد حرب مروعة، وقال: "روسيا تحرز تقدما فيها بأقصى درجات الوحشية دون مراعاة لحياة البشر، وهذا هو ما يجب أن ينتهي أيضا"، متعهدا لأوكرانيا بالتضامن الدولي.
وكتب المستشار شولتس على تويتر "لقد أصبحت إيربين، مثل بوتشا، رمزا للقسوة التي تفوق الوصف للحرب الروسية، وللعنف الغاشم... إن
التدمير الوحشي لهذه المدينة يطلق تحذيرا: هذه الحرب لا بد أن تنتهي".
يشار إلى أنه في هذه الضاحية تم العثور على جثث نحو 300 من المدنيين بعد انسحاب القوات الروسية من هناك في نهاية آذار/ مارس الماضي. ورافق شولتس في زيارته إلى كييف كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي والرئيس الروماني كلاوس يوهانيس، بهدف إرسال إشارة تضامن لأوكرانيا التي تضررت من الهجوم الروسي.
ونقلت وكالة أنباء "أنسا" الإيطالية عن دراغي قوله خلال الزيارة أمام مبنى مدمر "العالم يقف بجانبنا". وكان يعيش في الضاحية قبل الحرب نحو 60 ألف شخص. ولم تستطع القوات الروسية غزوها بشكل كامل. جدير بالذكر أن الحياة عادت إلى طبيعتها إلى حد كبير إلى ضاحية إربين.
من جهته، أشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ "بطولة" الأوكرانيين بعد زيارة قصيرة لإربين . وقال: "رأينا جميعنا صور مدينة مدمّرة، مدينة بطلة، فهنا أوقف الأوكرانيون، من بين أماكن أخرى، الجيش الروسي الذي كان متوجها إلى كييف".
في سياق متصل، وصف السفير الأوكراني في برلين أندريه ميلنيك، زيارة المستشار شولتس لبلاده بأنها "إشارة قوية". وقال ميلنيك إنه يجب "فتح فصل جديد من الدعم الألماني لأوكرانيا"، وأشار إلى أن هناك حاجة ضرورية لنقطة تحول فاصلة. وأضاف: "الأوكرانيون يأملون ألا يأتي المستشار الألماني خالي الوفاض، وإنما بحزمة قوية تشمل مساعدات عسكرية.
وأكد أنه من المهم أن تورد ألمانيا مزيدا من الأسلحة الثقيلة لأوكرانيا بأقصى سرعة ممكنة، لاسيما قطع مدفعية مثل مدافع "هاوتزر" ذاتية الدفع من نوع "بانزرهاوبيتز 2000" وكذلك قاذفات صواريخ متعددة.
وكانت وزيرة الدفاع الألمانية كريستيانه لامبرشت قد صرحت بأنه من الممكن توريد المدافع الثقيلة التي تم التعهد بها لأوكرانيا من ألمانيا قريبا، وقالت لامبرشت لبرنامج "مورغن ماغازين" بالقناة الثانية (زد دي إف) بالتليفزيون الألماني "التدريب أوشك على الانتهاء. ويمكن نقل الجنود الأوكرانيين الذين تم تدريبيهم إلى أوكرانياعلى متن مدافع هاوتزر".
وفي مقابلة مع شبكة ZDF التلفزيونية الألمانية، حض الرئيس الأوكراني زيلينسكي على "عدم السعي لإيجاد توازن بين أوكرانيا والعلاقة مع روسيا". ورأت ماريا هنكه مديرة مركز الأمن الدولي أن المشكلة الحقيقية هي حال "الارتباك" في سياسة المستشار الألماني بشأن النهج الواجب اتباعه حيال موسكو بعد عقود من الشراكة الوثيقة. وقالت "ليس هناك انطباع بوجود وجهة واضحة"، خلافا لسياسة الولايات المتحدة وبريطانيا والكثير من الدول الأوروبية التي اعتبرت روسيا خصما وهي سباقة في إمدادات الأسلحة لأوكرانيا.
ومجددا حذّر الكرملين من إرسال أسلحة غربية جديدة لأوكرانيا. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف "أتمنى ألا يركز زعماء هذه الدول الثلاث ورئيس رومانيا فقط على دعم أوكرانيا من خلال ضخ المزيد من الأسلحة"، مضيفا أن ذلك سيكون "غير مجد على الإطلاق وسيؤدي إلى مزيد من الأضرار التي لحقت بالبلاد".
ح.ز/ ع.غ (د.ب.أ / أ.ف.ب / رويترز)