بواتينغ: يمكننا تأسيس عهد جديد كما فعلت أسبانيا

كان فوز ألمانيا على بولندا الجمعة الماضية ضمن تصفيات أمم أوروبا 2016 فاتحة خير على المانشافت حيث تصدر مجموعته واقترب تماما من التأهل لنهائيات البطولة التي تقام في فرنسا الصيف المقبل. ورغم أن الأداء كان غير ثابت على مدار شوطي المباراة، إلا أن الفوز جاء عن استحقاق ، كما يرى نجم دفاع منتخب ألمانيا وبايرن ميونيخ جيروم بواتنيغ. ففي البداية كانت هناك سيطرة كاملة للألمان، حيث أحرزوا على هدفين وكان بإمكانهم مضاعفتهما، ثم هبط الأداء، وكادت بولندا أن تتعادل، وتحسن الأداء في الشوط الثاني لتصبح المباراة رائعة بشكل لم يؤد مثلها المانشافت منذ عام بعد فوزه بمونديال البرازيل. وحذر نجم وسط ألمانيا "توني كروز" من المبالغة في الاحتفاء بهذا الفوز وقال " إنه فوز واجب ".

تطلع للإنجاز الأسباني

مانويل نوير حارس المنتخب الألماني أشار إلى أن زملاءه أظهروا أن "الولع بكرة القدم عاد إلى الفريق". ويتطلع جيروم بواتينغ (27 عاما) لحصد أمم أوروبا ومواصلة الإنجاز وقال في حديث مع مجلة "كيكر" نشرته في عدد يوم الاثنين (السابع من سبتمبر/ أيلول 2015) إن الفوز ببطولة أمم أوروبا "يورو 2016" هدف ضخم للمنتخب الألماني وأضاف: "بفوزنا بكأس العالم (2014)، والقدرات التي يتمتع بها منتخبنا، لدينا إمكانية تأسيس عهد مثلما نجحت في ذلك أسبانيا في الماضي."

لكن تحقيق ما أنجزه المنتخب الأسباني بنجومه كاسياس وبيول وراموس وبيكيه وأنيستا وألونسو وهيرناديز، وتوريس، وفيا وفابريغاس مسألة ليست بالسهلة. فقد حقق هؤلاء النجوم ما عجزت عنه كل الأجيال قبلهم في قارة أوروبا، عندما فازوا بكأس أمم أوروبا مرتين متتاليتين في عام 2008 و 2012. وبينهما حققوا أيضا انجازا تاريخيا بالفوز بمونديال 2010 بجنوب إفريقيا، قبل أن يسقطوا بشكل مدو في كأس العالم التالية بالبرازيل.

لا فراغ بعد اعتزال كلوزه ولام وميرتيساكر

ويرى المدافع جيروم بواتينغ أنه لتحقيق الإنجاز الأسباني "يجب علينا أن نبقى متعطشين للفوز، فأي شيء آخر لن يجدي في شيء على كل حال. فلاعبو الفرق المنافسة لا يقفون بعيدا عنك بمسافة متر خوفا منك لأنك بطل العالم، وإنما يفعلون غالبا عكس ذلك."

في منتخب ألمانيا الفائز بمونديال البرازيل 2014 أعتزل نجوم كبار اللعب، مثل القناص ميروسلاف كلوزه، الهداف التاريخي لكأس العالم، وكذلك المدافع العملاق بيير مرتيساكر وقائد الفريق ونجم دفاع بايرن فيليب لام. وهؤلاء الشخصيات الثلاث لها تأثيرها ولا شك على منتخب ألمانيا سواء من الناحية الفنية أو من ناحية القيادة والتعامل في المباريات، نظرا لخبرتهم الطويلة في الملاعب. ويعترف بواتينغ في حديثه مع "كيكر" أن هؤلاء الثلاثة "لاعبون رائعون تركوا بصماتهم على المنتخب لسنوات طويلة"، لكن لم يحدث هناك فراغ في قيادة المنتخب الألماني بسبب اعتزالهم "لأن مدرب المنتخب، حدد بسرعة جدا من سيسد الفراغ عند غياب هؤلاء."

رغم ذلك فإن العام الذي أعقب اعتزال هؤلاء كان عاما مخيبا بالنسبة لأداء المانشافت، حيث لم يظهر الفريق قبل مباراة بولندا الأخيرة في فرانكفورت بمظهر بطل العالم، حتى عندما سحق فريق جبل طارق بسباعية في يونيو/ حزيران الماضي.

وعموما فإن منتخب ألمانيا عاد في مباراة بولندا ليذكر بالصورة التي ظهر بها في البرازيل عام 2014، عندما أثار الإعجاب وكان اللاعبون يؤدون بطريقة سهلة ويستمتعون بلعب كرة القدم. وبرهن اللاعبون على أنهم في وضع التحدي محل ثقة. وكان مدرب المنتخب يوآخيم لوف قد توقع قبل مباراة بولندا أن لاعبيه الآن في حالة نفسية تختلف تماما عما كانت عليه في العام الماضي، وهم مستعدون من جديد لتعليماته فأصبحوا متعطشين للفوز.