"Banat we Bass: das erste Frauen- Internetradio in der arabischen Welt"
٢٨ يناير ٢٠١١"ظل راجل ولا ظل حيطة ... مقولة يرددها كثيرون في آذان البنات غير المتزوجات في مجتمعنا. هدفي من تأسيس هذه الإذاعة هو مساعدة البنات المصريات والعربيات عموما على التفكير بشكل أفضل في مجتمع تحكمه العادات والتقاليد...هناك أشياء كثيرة تغيب عنهن في ظل ضغوط يعانين منها أهمها أنه يجب عليهن أن يتزوجن ... وبالتدريج وبدون وعي خلق المجتمع شبحا اسمه: الخوف من العنوسة".
هكذا بدأت أماني التونسي مؤسسة إذاعة بنات وبس حديثها مع دويتشه فيله. وتعبر التونسي عن استيائها من الأفكار النمطية في مجتمعها التي تظلم المرأة وتحصر حياتها في الزواج والعمل المنزلي. ومهما كانت المرأة ناجحة "يتم التغاضي عن كل ذلك والتركيز على موضوع واحد فقط: الزواج". وحتى لو تزوجت وحدث بعد ذلك طلاق فإن "أصابع الاتهام تتجه إليها مع أن الرجل يشاركها كل شيء في هذه الحياة".
وتروي أماني التونسي، البالغة من العمر 27 عاما، لدويتشه فيله، بأن فكرتها نجحت لأنها تصل إلى البنات في كل مكان في العالم وأن ما شجعها على الاستمرار هو أن "عدد مستمعي الإذاعة وصل إلى 15 ألف في الأسبوع الأول من انطلاقتها عام 2008". وتبرز أهمية الإذاعة في النهوض بوعي البنت العربية في تكوين شخصيه ناجحة، "فلو هي رغبت في الزواج فيمكنها اختيار شخص مناسب، لأن حالات الطلاق وصلت إلى 29% وأن إحصائية أخرى تقول إن هناك حالة طلاق كل ست دقائق في مصر".
"أفضل مشروع شبابي في الشرق الأوسط"
أما عن أهم المساعدات المعنوية التي تقدمها الإذاعة للبنات لاجتياز أزماتهن فتستطرد التونسي قائلة "نؤازرهن في العلاج من أزمات مثل الإدمان؛ فنوجههن لمؤسسات علاجية ويتم ذلك في سريه تامة. أيضا لو تعرضت إحداهن للتحرش أو الاغتصاب، فإننا نساعدها بالمجان في إعادة التأهيل. لقد قمنا حتى الآن بمساعدة 28 حالة تحرش و 9 حالات إدمان".
أما أكبر مؤشر على نجاح الإذاعة فهو تكريمها كأفضل مشروع في مؤتمر "شباب القادة العرب وشباب القارة الأوروبية" الذي استضافته العاصمة النمساوية فيينا مؤخرا. كما توّج المؤتمر مؤسسة الإذاعة بلقب "أصغر ناشرة في الشرق الأوسط" على مشروعيها: دار نشر "شباب بوكس"، الذي يمثل المتنفس لإبداعات أقلام الشباب، التي لا ترحِّب بها دور النشر الكبرى، بالإضافة إلى إذاعة "بنات وبس".
وتكشف أماني التونسي لدويتشه فيله بأنها فخورة لاختيارها من قِبل سفارة النمسا في القاهرة والاتحاد الأوروبي لتمثيل مصر وفوزها بجائزة أفضل مشروع. وتضيف "ألقيت كلمتي بعد كلمة السيد عمرو موسى، أمين عام جامعة الدول العربية، وتحدثت فيها عن نفسي وعن بنات وشباب بلدي. وكان معي 50 شابا وفتاة من 50 دولة في العالم يديرون مشروعات ناجحة. وزادت فرحتي بعد أن اختار المؤتمر ستة مشرعات فقط للمنافسة وحصلت على إثرها إذاعة بنات وبس على المركز الأول".
تبادل إعلامي مع دويتشه فيله
ولمؤسسة دويتشه فيله نصيب من المشروعات القادمة لإذاعة بنات وبس. فقد كشفت التونسي لموقعنا بأنها بصدد توقيع اتفاقية مع مؤسسة دويتشه فيله تنص على إذاعة برامج الأخيرة في إذاعة بنات وبس "فدويتشه فيله مؤسسةإعلامية ألمانية تهتم بتوصيل الأخبار والمعلومات بلغات عديدة منها العربية. إذن فنحن مشتركون في هدف توصيل رسالاتنا إلى العالم العربي. وأتوقع أن يشكل هذا التعاون تنوعا كبيرا ومفيد للبنات وللمجتمع العربي كله".
برامج متنوعة تدافع عن حقوق البنات
وبالرغم من أن اسم الإذاعة هو بنات وبس، وموجهة خصيصا للجنس الناعم، فإنها لا تتجاهل النصف الثاني من المجتمع، أي الشباب. فلهؤلاء برنامج في الإذاعة بعنوان "طب ولاد وبس" يعبرون فيه عن عالمهم و آرائهم. ويأتي على رأس السلبيات التي يمارسها الشباب تجاه البنات، والتي يدعو مذيع البرنامج محمد أحمد إلى الإقلاع عنها "ظاهرة التحرش الجنسي والعنف المعنوي الذي قد يمارسه الرجل تجاه المرأة".
ويحث المذيع مستمعيه من الشباب على "الرجوع إلى معاني الرجولة الحقيقية التي اشتهر بها المجتمع المصري في الماضي كالشهامة التي تمثلت في احترام الرجل للمرأة التي لا يعرفها في الأماكن العامة، وهو الشيء الذي اختفى من الشارع المصري". "أما الأحكام المسبقة التي يتهم بها المجتمع البنات جزافا" فيناقشها برنامج "وجع دماغ".
فهذا البرنامج يتطرق إلى قضايا حساسة كاتهام البنت، التي تعمل حتى وقت متأخر، كأن تكون عاملة في متجر أو طبيبة أو طالبة، بسوء الخلق. إذ إن هناك العديد من الشباب الذين يرفضون الزواج من هؤلاء البنات. وفي برنامج "ما تفتكرش إنك مجنون" يتم الاستعانة بأخصائيين نفسيين في الرد على الاستشارات النفسية التي ترد من البنات.
لا مشاكل مع الرقابة وذوي البنات
وحين تُسأل مُؤسسة الإذاعة عن الصعوبات التي تواجهها إذاعتها مع الرقابة أو مع أهالي البنات تقول بثقة: لا مشاكل. فالإذاعة "لا تتطرق إلى المحاذير الثلاثة: الدين، السياسة، والجنس". كما أن للأهل برنامجا خاصا بعنوان "أهالينا" يوفر "مساحة للحوار بين البنات والأهالي للوصول إلى حلول وسط".
وترى الكاتبة والصحافية هناء مكاوي بأن إذاعة بنات وبس "تجربة ومبادرة جيده جدا، خصوصا أن صوت البنات غير مسموع في مجتمعنا الذي يوصف بالمجتمع الذكوري. فالإذاعة تعد فرصه لهن لكي يعبرن عن آرائهن من خلال مذيعات ومذيعين جادين".
أميرة أحمد ـ القاهرة
مراجعة: أحمد حسو