بلينكن يلتقي بالسيسي في أولى محطات جولته الشرق أوسطية
٣٠ يناير ٢٠٢٣بحث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكنمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم (الاثنين 30 يناير/ كانون الثاني 2023) جهود منع التصعيد بين إسرائيل والفلسطينيين، وذلك ضمن جولة بالشرق الأوسط تستمر ثلاثة أيام. وعند وصوله أمس الأحد إلى القاهرة، قال بلينكن إنه يريد تعزيز "الشراكة الاستراتيجية" مع مصر التي هي متلقٍ رئيسي للمساعدات العسكرية الأمريكية وتلعب دور الوسيط التاريخي في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
واجتمع بلينكن مع نظيره المصري سامح شكري، ولم تعرف أيّ تفاصيل بشأن هذه المباحثات. وسيتوجه في وقت لاحق الاثنين إلى تل أبيب حيث سيلتقي برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كما سيزور رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وصرّح بلينكن لقناة "العربية" السعودية موضحاً أنه "يريد التحدث مع الحكومة الإسرائيلية وقيادة السلطة الفلسطينية". وأضاف "أريد أن أكون قادراً على سماع ما يقوله الأشخاص الذين يتأثّرون بشكل يومي".
وقال بلينكن إن واشنطن تعوّل على التنسيق الحثيث مع مصر لاستعادة الاستقرار وتحقيق التهدئة واحتواء الوضع بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في ظل تصاعد وثيرة العنف مؤخرا، خاصة بسبب الهجوم "المروّع" الذي وقع الجمعة الماضية في القدس الشرقية وأسفر عن مقتل سبعة إسرائيليين، حين فتح فلسطيني يبلغ من العمر 21 عاما النار على مجموعة من الاشخاص عند خروجهم من كنيس يهودي بعد الصلاة، وذلك في واحدة من أكثر الهجمات دموية في القدس منذ 15 عاما. وتلا ذلك عدد من العمليات العسكرية التي نفذها الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع عزة قُتل خلالها وفقاً للسلطات الفلسطينية تسعة فلسطنيين.
من جانبه، أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، على أهمية العمل بشكل فوري في إطار المسارين السياسي والأمني لتهدئة الأوضاع والحد من اتخاذ أي إجراءات أحادية من الطرفين، مشددا على موقف مصر الثابت بالتوصل إلى حلّ عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وفق المرجعيات الدولية.
وتناول الاجتماع مع السيسي أيضا قضايا إقليمية أخرى من بينها مساعي الانتقال السياسي في السودان والجمود بين الفصائل المتنافسة في ليبيا، بحسب بيان من نيد برايس المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية.
وعقب وصول بلينكن إلى القاهرة أمس الأحد، اجتمع مع أربعة نشطاء لبحث وضع حقوق الإنسان في مصر حسبما ذكر حسام بهجت أحد من شاركوا في الاجتماع. وشهدت مصر في عهد السيسي، الذي قاد عندما كان قائدا للجيش الإطاحة بأول رئيس منتخب ديمقراطيا في 2013، حملة قمع للمعارضة السياسية طالت المنتقدين الليبراليين والإسلاميين على حد سواء.
وتقول جماعات حقوقية إن عشرات الآلاف اعتُقلوا. وعلقت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بعض المساعدات العسكرية، متذرعة بالتقاعس عن تلبية الشروط المتعلقة بحقوق الإنسان، لكن الجماعات الحقوقية تضغط من أجل تعليق مزيد من المساعدات.
وفي الأشهر الماضية، أطلقت مصر سراح بعض السجناء السياسيين البارزين وسط خطوات للاستجابة للانتقادات الدولية، على الرغم من بقاء كثيرين خلف القضبان. وقال بهجت لرويترز بعد الاجتماع مع بلينكن "كان يدرك جيدا بالفعل حجم أزمة حقوق الإنسان في مصر وأن عدد السجناء السياسيين الجدد يفوق عدد الذين يزعم النظام أنه أصدر عفوا عنهم". وأضاف "أعتقد أن حكومة بايدن تسلم الآن بأن التعاون مع السيسي في قضايا حقوق الإنسان لمدة عامين لم يسفر عن الكثير من التحسن". ولم يعلق مسؤولون أمريكيون على الاجتماع مع النشطاء.
ويقول السيسي إن التدابير الأمنية خلال العقد المنصرم كانت ضرورية لتحقيق الاستقرار وإن السلطات تحمي الحقوق، بما في ذلك العمل على توفير الاحتياجات الأساسية مثل السكن والوظائف.
و.ب / ح.ز (رويترز / أ.ف.ب)