وزير ألماني: برلين قد تفتح تحقيقاً حول انفجار "نورد ستريم"
٢ أكتوبر ٢٠٢٢بعد الانفجارات التي حدثت في أنابيب الغاز الخاصة بخط أنابيب نورد ستريم، صرح وزير العدل الألماني ماركو بوشمان بأنه يرى أنه من الممكن من حيث المبدأ أن يتم إجراء تحقيقات في الأمر بألمانيا أيضاً.
وقال بوشمان لصحيفة "بيلد أم زونتاغ" الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر اليوم الأحد (الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول 2022): "من الممكن أن يكون قد تم ارتكاب جريمة جنائية قد يتولى الادعاء العام ملاحقاتها الجنائية".
وأشار إلى أنه "صحيح أن مواقع الانفجار موجودة في بحر البلطيق بالمنطقة الاقتصادية الخالصة للدنمارك والسويد، إلا أن الأنابيب تمتد من روسيا إلى ألمانيا".
وتابع قائلاً: "من المحتمل أن يكون الأمر متعلق بتخريب مخالف للدستور يسفر عن تأثيرات على ألمانيا"، مضيفا أنه إذا تأكد هذا الاشتباه، سيتعلق الأمر حينئذ بالتعاون مع دول أخرى، لاسيما بالاتحاد الأوروبي، وأكد: "الهدف سيكون القبض على الجاني وتقديمه للعدالة في ألمانيا".
تجدر الإشارة إلى أن وفقًا للقانون الجنائي، يعاقب التخريب المخالف للدستور (بألمانيا) بالسجن لمدة تصل إلى خمس سنوات أو غرامة مالية.
توقف التسريب
من ناحية أخرى، أفاد متحدث باسم الشركة المشغلة لنورد ستريم2 وكالة فرانس برس السبت بأن تسرب الغاز من خطّ الأنابيب تحت بحر البلطيق انتهى نتيجة حدوث توازن ضغط بين الغاز والمياه.
وقال أولريش ليسيك: "أدى ضغط الماء إلى إغلاق خط الأنابيب في شكل يمنع تسرب الغاز الموجود داخله"، موضحا أنه "لا يزال هناك غاز في خط الأنابيب".
وكشف أولريش ليسيك أن شركة نورد ستريم 2 أبلغت هيئة تنظيم الطاقة الدنماركية في وقت سابق السبت أن تسرب الغاز انتهى.
ورداً على سؤال عن كمية الغاز التي يعتقد أنها في خط الأنابيب، قال ليسيك إن الكمية لم تحدد بعد. ولم تتوافر على الفور معلومات حول التسرب في خط أنابيب نورد ستريم1 والذي كان أقوى بشكل ملحوظ.
وخلص تقرير دنماركي - سويدي صدر الجمعة إلى أن التسربات نتجت من انفجارات تحت الماء تعادل في نطاقها استعمال مئات الكيلوغرامات من المتفجرات.
وقالت الدولتان إن "كل المعلومات المتاحة تشير إلى أن تلك الانفجارات كانت نتيجة عمل متعمد". لكن سبب الانفجارات يظل غامضاً مع نفي كل من موسكو وواشنطن مسؤوليتها عنها.
وأعلن خفر السواحل السويديون في وقت متأخر الجمعة أن التسربين في نورد ستريم 2 أظهرا علامات ضعف بسبب استنزاف الغاز الموجود في الأنابيب. وبات عرض قطر التسرب الظاهر على سطح البحر في المنطقة الاقتصادية السويدية الخالصة 20 مترا فقط، أي أقل بعشر مرات مما كان عليه في البداية.
يذكر أن خطي أنابيب نورد ستريم1 و2 الرابطان بين روسيا وألمانيا، صارا في صلب التوترات الجيوسياسية بعدما قطعت روسيا إمدادات الغاز إلى أوروبا في خطوة يعتقد أنها جاءت رداً على العقوبات الغربية التي فرضت عليها بعد غزوها لأوكرانيا.
ورغم أن خطي الأنابيب لا يعملان حاليا، إلا أن كلاهما كانا يحتويان على الغاز قبل أن يتعرضا لما يبدو أنه عملية تخريب أدت إلى حدوث أربعة تسربات.
برلماني ألماني بارز يحذر
حذر رئيس لجنة الرقابة البرلمانية المعنية بعمل الأجهزة الاستخباراتية بألمانيا من حدوث تخريبات أخرى لبنية تحتية حساسة في قيعان البحار.
وقال كوستانتين فون نوتس، الذي يشغل أيضا نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الخضر بالبرلمان الألماني "بوندستاج" لصحيفة "هاندلسبلات" في
تصريحات تم نشرها اليوم الأحد إن خطر "تعرض الخطوط الموجودة تحت الماء للتجسس أو للتخريب يعد عاليا".
وأوضح أن جيوشا مختلفة، بما في ذلك الجيش الروسي، لها أعينها في قاع البحر، وأضاف أنه لديها غواصات، "مهمتها الأصلية هي الفحص في الاتصالات عبر الكابلات البحرية، والتلاعب بالخطوط ، وإتلافها على نحو لا يمكن إصلاحه، إذا لزم الأمر".
يشار إلى أن الحكومة الاتحادية والاتحاد الأوروبي وكذلك حلف شمال الأطلسي "ناتو" يفترضون أن الانفجارات التي وقعت بخطي أنابيب نورد ستريم ترجع لعمل تخريبي.
ع.ح./ع.غ. (أ ف ب، د ب أ)