DW تتحقق: هل خربت مروحية أمريكية خطي نورد ستريم فعلا؟
٣٠ سبتمبر ٢٠٢٢يتدفق الغاز الآن في بحر البلطيق من خلال أربع نقاط تسريب، وذلك بعد تضرر خطي أنابيب وهما نورد ستريم 1 و 2 اللذان ينقلان الغاز من روسيا إلى ألمانيا. ويتحدث الخبراء والسياسيون عن سبب واحد فقط يمكن تصوره: التخريب المتعمد. وشدد جوزيب بوريل، منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، وبالنيابة عن دول الاتحاد السبعة والعشرين: "جميع المعلومات المتاحة تشير إلى أن هذه التسريبات حدثت بسبب عمل متعمد".
والآن هناك سؤال كبير يطرح نفسه: من الذي خرب خطي أنابيب نورد ستريم 1 و2؟
وفيما يشير كثير من الخبراء، بشكل أو بآخر، إلى روسيا، يزعم كثير من مستخدمي الإنترنت أن الولايات المتحدة هي المسؤولة عن التخريب المزعوم. الجدل حول وجود القوات البحرية الأمريكية في بحر البلطيق يتكرر باستمرار، بما في ذلك من قبل سياسيين من حزب البديل لأجل ألماني ا اليميني الشعبوي. وخلال الأيام الأخيرة انتشرت مثل هذه الادعاءات على نطاق واسع.
الادعاء: "يا لها من مصادفة ..."، يهمس أحد مستخدمي تيليغرام بسخرية، وهو ينشر خبراً عن "مروحية أمريكية تحمل علامة النداء FFAB123"، والتي يُزعم أنها طارت في الثاني من سبتمبر/أيلول "على طول مسار نوردستريم 2 ، وحتى أنها طارت تحديدا بين النقطتين، حيث وقع الحادث ". المنشور الأصلي الذي نشره مركز الأبحاث الروسي "فاتفور" والادعاءات التي قدمها حول المروحية الأمريكية حظي بـ1.7 مليون مشاهدة، وانتشرت هذه الرواية على تويتر أيضا.
فهل المروحية الأمريكية هي المسؤولة فعلاً عن التخريب المزعوم؟
تحقق DW من صحة الادعاء: ادعاء مضلِل
لم يتضح بعد من هي الجهة التي تقف خلف التخريب المزعوم لأنابيب الغاز.ووفقا لبحثنا فإن رحلة الهليكوبتر المذكورة لا يمكن أن تكون مرتبطة بالأمر لأسباب جغرافية أساسا. بحثنا أولاً عن الموقع الدقيق لتسريبات الغاز، ووجدنا أنها تقع في نطاق السيادة البحرية الدنماركية. ووفق المعلومات والتحذيرات الملاحية فإن ثلاثة من أربعة تسربات غاز تم اكتشافها تقع هناك. أما تسرب الغاز الرابع الذي اكتشفه خفر السواحل السويدي فلم يحدد موضعه بعد بشكل دقيق.
في الخطوة الثانية، بحثنا في مسار الرحلة FFAB123 وذلك باستخدام برنامج الطيران Flightaware. مسار طيران الرحلة ليوم الثاني من سبتمبر/أيلول أظهر مسار طيرانها بالقرب من بورنهولم، والذي يتوافق بالفعل مع الصورة المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي. حلقت الرحلة FFAB123 فوق بحر البلطيق شرق جزيرة بورنهولم، والمسار كان على شكل عدة حلقات. وإذا طابقنا الآن الإحداثيات الجغرافية لتسريبات الغاز مع مسار الرحلة على الخريطة، فستظهر صورة مختلفة عن تلك الصورة المزعومة في المنشورات المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي.
رحلة طائرة الهليكوبتر ذات الرمز FFAB123 لم تطر على طول خط الأنابيب ولم تقترب حتى من مواقع تسرب الغاز. كما يظهر في الغرافيك المرفق فإن تسربات الغاز بعيدة تماما عن مسار الرحلة. وبالتالي كان مسار رحلة FFAB123 على بعد 9 أو 30 كيلومترًا من موقع تسرب الغاز.
الخلاصة: الادعاء المنتشر على نطاق واسع على تيليغرام من قبل مركز أبحاث روسي بأن مروحية أمريكية تحمل علامة النداء FFAB123 هي التي كانت مسؤولة عنتسرب الغاز ، هو ادعاء باطل ومضلل. والمروحية لم تقترب من مواقع تسرب الغاز.
ولا يزال من غير الواضح من الذي قام بالتخريب المزعوم لخطي أنابيب الغاز نورد ستريم 1 و2، كما أن التخريب من الجو يبدو غير مرجح. يعتقد قبطان الفرقاطة الألمانية وخبير الأمن البحري، غوران سفيستك، أنه تم إحضار متفجرات خاصة بواسطة مركبات تسير تحت الماء. وقال سفيستك في حوار مع النقاة التلفزيونية الألمانية الثانية ZDF : "أعرف من خلال أبحاثي الخاصة أن روسيا في السنوات الأخيرة، أنشأت برنامجا بحثيا قويا فيما يتعلق بالمعدات تحت الماء". واختبرت روسيا مؤخرًا مثل هذه المركبات ذات القيادة تحت الماء، في بحر الشمال وفي شمال المحيط الأطلسي وأماكن أخرى غيرها، وبالتحديد بالقرب من كابلات الاتصالات المهمة.
يوشا فيبير/ف.ي