بعد اعتزال قناصين هناك أزمة مهاجمين في الكرة الألمانية
٧ ديسمبر ٢٠١٦في الماضي كان يوجد في ألمانيا مهاجمون عظماء ينطبق عليه لقب "قناص"، نتذكر مثلا الأسطورة غيرد مولر، أحد أعظم المهاجمين في تاريخ الكرة، ويوب هاينكس، وكلاوس ألوفس، ورومينيغه وروبيش ويورغن كلينسمان ورودي فولر، وبيرهوف وميروسلاف كلوزه، الهداف التاريخي لنهائيات كأس العالم. وغيرهم كثيرون، حيث كان المدربون أحيانا في حيرة أمام قرار من يجلس على مقعد البدلاء ومن يعلب أساسيا. لكن الكرة الألمانية تعيش منذ مدة أزمة مهاجمين، فألمانيا لم يعد لديها مهاجم قناص. بل إن من كان يوصف بالقناص مثل ماريو غوميز أو توماس مولر أصبح عاجزا عن التهديف. فتوماس مولر لاعب بايرن، استطاع الموسم الماضي في الدوري الألماني (34 جولة) تسجيل 20 هدفا لكنه لم يسجل هذا الموسم هدفا واحدا حتى الآن رغم مرور 13 جولة. أما ماريو غوميز، الذي خاض 12 مباراة مع فريقه فولفسبورغ فلم يسجل سوى 3 أهداف.
ومن ينظر إلى جدول هدافي الدوري الألماني هذا الموسم بعد مرور 13 جولة سيجد أن المراكز الأربعة الأولى هي لغير الألمان. فالمتصدر هو لاعب دورتموند، الغابوني أوباميانغ (15 هدفا) يليه الفرنسي أنتوني موديسته، لاعب كولونيا (12 هدفا)، ثم البولندي ليفاندوفسكي قناص بايرن (9 أهداف) فالبوسني فيداد إبيسيفيتش لاعب هيرتا برلين (8 أهداف).
وفي المركز الخامس برصيد ثمانية أهداف أيضا يأتي الألماني تيمو فيرنر لاعب لايبزيغ، الذي أثار جدلا واسعا السبت الماضي عندما اتهم بادعاء السقوط في منطقة جزاء شالكه ليحصل على ركلة جزاء، افتتح بها هدفي فريقه في الفوز على شالكه 2-1، واسترداد المركز الأول من بايرن ميونيخ. وفي المركز السادس يأتي الألماني ساندرو فاغنر لاعب هوفنهايم برصيد 7 أهداف أي أقل من نصف ما سجله أوباميانغ. ثم تتوالي الأسماء الألمانية في فئة من سجلوا ثلاثة أهداف أو هدفين أو أقل.
"لم يعد هناك مهاجمون عالميون ألمان"
هذا الموسم اختفت أسماء كانت مميزة أيضا مثل شتيفان كيسلينغ لاعب ليفركوزن، وماكس كروزه لاعب بريمن الحالي، ولم يعد هناك مهاجم صريح ألماني يخشاه المنافس. بل حتى في المنتخب الألماني بعد اعتزال كلوزه لم يعد يوجد قلب هجوم يعتمد عليه يوآخيم لوف، وإنما يقوم مدرب منتخب ألمانيا بالاعتماد على لاعبين يتحركون في خط الوسط مثل أوزيل وغوتسه ورويس (عندما لا يكون مصابا)، ومولر أيضا.
المدير الرياضي الحالي لدى الاتحاد الألماني لكرة القدم هانزي فليك، الذي سبق أن عمل لمدة 8 سنوات مساعدا ليوآخيم لوف، يعتبر أنه على مايبدو فقد "انتهى عصر القناصين الألمان أصحاب المستوى العالمي."
جزء من أزمة الهجوم في ألمانيا كان نتيجة لتطور كروي على مستوى العالم، ففرق مثل مانشيستر يونايتد تحت قيادة أليكس فيرغسون أو برشلونة مع وجود ميسي أو المنتخب الأسباني (كلها) حققت نجحات بدون وجود مهاجم قناص تقليدي. ومعظم الأهداف أصبحت تسجل الآن من خلال التوغل السريع في منطقة جزاء الخصم وليس الانتظار عند نقطة الجزاء، حسب ما كتبت صحيفة بيلد. وقال فليك في حديث سابق مع الصحيفة الألمانية إن "التوجه حاليا هو الاعتماد على اللاعبين أصحاب المهارة التقنية والمورونة ولا يمكن للخصم التنبؤ بما يفعلونه، حيث يمكنهم الهجوم من الجناحين". ويؤكد مساعد لوف السابق أن "المهاجمين أقوياء البنية مثل إدين ديجكو وزلاتان إبراهيموفيتش ودييغو كوستا يمكنهم أن يخدموا أي فريق."
وفي الدوري الألماني لا يظهر الآن أي قلب هجوم يمكن ليوآخيم لوف الاعتماد عليه كبديل لكلوزه مثلا. فالمهاجمون من الشباب الواعد مثل دافي سيلكه مازالوا في بداية الطريق مع فرقهم في الدوي. ويرى هانزي فيلك أن من أسباب غياب قلب الهجوم في الكرة حاليا هو أن كل اللاعبين الناشئين يقتدون حاليا بنجوم متألقين ولكنهم ليسوا مهاجمين أصلا، ويوضح قائلا: " قدوة الأطفال حاليا هو كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي ومسعود أوزيل وماركو رويس وماريو غوتسه. هذه هي الأسماء الموجودة على القمصان التي يرتديها الأطفال وهؤلاء هم اللاعبون الذين يتطلعون إليهم ليصبحوا مثلهم."