بعثة من مئة خبير لتفكيك الكيماوي السوري
٨ أكتوبر ٢٠١٣أوصى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مساء (الاثنين الثامن من اكتوبر/ تشرين الأول 2013) بتشكيل "بعثة مشتركة" من الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية قوامها مئة رجل من اجل إزالة الترسانة الكيميائية السورية. وقال في تقرير إلى مجلس الأمن الدولي إن الأمر يتعلق ب"أول مهمة من هذا النوع في تاريخ المنظمتين" وستكون قاعدتها العملانية في دمشق في حين ستكون قاعدتها الخلفية في قبرص. وستكون البعثة برئاسة "منسق مدني خاص" برتبة أمين عام مساعد.
ويوجد حاليا في سوريا فريق من 20 خبيرا من الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية منذ الأول من تشرين الأول/أكتوبر للبدء بعملية تفكيك الترسانة الكيميائية السورية. وأشرف الفريق الأحد على قيام القوات السورية بإبطال عمل رؤوس صواريخ وقنابل. ومن المقرر أن تستمر أعمال التفكيك حتى منتصف 2014. وجاء في التقرير أن هذا الفريق سيكون بمثابة نواة البعثة المشتركة "التي سيزيد طاقمها حتى يصل إلى مئة شخص" تابعين للمنظمتين.
وأشار التقرير إلى أن البعثة التي ستعمل لمدة "عام على الأقل" سوف "تجهد للقيام بعملية جيدة لم يتم اختبارها من قبل" ولكن لم يخف الأخطار الناتجة عنها. وقال بان أيضا "يجب أن تجتاز البعثة خطوط الجبهة وفي بعض الحالات الأراضي التي تسيطر عليها مجموعات مسلحة معادية لهذه البعثة المشتركة".
وأضاف بان أن الأسلحة التي ستتولى البعثة إزالتها، حوالي ألف طن، "هي خطيرة للتعامل معها وعملية نقلها خطيرة وعملية تدميرها خطيرة". وأوضح "هناك أولويتان عندي وهما إزالة البرنامج السوري للأسلحة الكيميائية وتأمين حماية طاقم البعثة المشتركة الذي تطوع للقيام بهذه المهمة الأساسية ولكن الخطيرة".
ويرى بان أن عملية نزع الأسلحة الكيميائية ستتم على "ثلاث مراحل" بدأت الأولى منها مع "التعاون التام" من قبل الحكومة السورية. والمرحلة الثانية حتى الأول من تشرين الثاني/نوفمبر والتي يجب أن تؤدي إلى تدمير جميع المنشآت التي تنتج أسلحة كيميائية. والأخيرة من الأول من تشرين الثاني/نوفمبر وحتى 30 حزيران/يونيو والتي ستكون "الأصعب": تدمير ألف طن تقريبا من المواد السامة موزعة على 40 موقعا.
وجاء في التقرير أيضا أنه في حين سيتكفل خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية القسم التقني، فإن دور الأمم المتحدة سيكون "تأمين التنسيق والاتصال مع الحكومة السورية ومجموعات المعارضة والترتيبات الأمنية واللوجستية والاتصالات والإدارة".
وعلى الرغم من أن الحكومة السورية ستوفر الأمن في المراحل الأولى من عملية التفكيك، قال بان إنه في المرحلة الثالثة والأخيرة "من المحتمل جدا أن تكون مساعدة الدول الأخرى الأعضاء ضرورية في مجال تقديم كل من المشورة الفنية والعملية والدعم والمعدات بالإضافة إلى الأمن." وعرضت روسيا حليف سوريا منذ فترة طويلة واحدى الجهات التي تزودها بالسلاح المساعدة في عملية التفكيك.
وطلب بان كي مون من الدول الأعضاء تقديم "دعم كامل لعمل البعثة المشتركة خصوصا من خلال مساعدة مالية ومادية وتقنية ويد عاملة". ودعا أيضا الدول التي لها نفوذ على المتحاربين على "استخدام هذا النفوذ من أجل تمكين البعثة من النجاح" وحماية أعضائها. وأضاف "لكن بالدرجة الأولى، يتوقف النجاح على رغبة السلطات السورية في الوفاء بالتزاماتها" بنزع الأسلحة طبقا لقرار مجلس الأمن الدولي الذي صدر في 27 أيلول/سبتمبر. وختم التقرير قائلا "حاول العالم للمرة الأولى منع الأسلحة الكيميائية عام 1925، واليوم أمامه فرصة تحقيق خطوة كبيرة في هذا الاتجاه".
ش.ع/ ح.ز (أ.ف.ب/ رويترز)