بروكسل تطلق مهمة "أسبايدس" لحماية السفن من هجمات الحوثيين
١٩ فبراير ٢٠٢٤وافق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اليوم الإثنين (19فبراير/شباط 2024) على نشر مهمة بحرية تابعة للتكتل لحماية الشحن البحري من هجمات المسلحين الحوثيين في البحر الأحمر، وذلك حسبما صرح دبلوماسيون لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ).
وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن الاتحاد الأوروبي أطلق رسمياً مهمّةً للمساعدة في حماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر من هجمات الحوثيين في اليمن، وكتبت فون دير لاين على منصة "إكس"، "أوروبا ستضمن حرية الملاحة في البحر الأحمر، عبر العمل مع شركائنا الدوليين".
وأكد وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني إطلاق هذه المهمّة خلال اجتماع لوزراء الخارجية في بروكسل، واصفاً إياها بأنّها "خطوة مهمة باتجاه دفاعٍ أوروبي مشترك".
وحتى الآن، أعلنت فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبلجيكا نيّتها المشاركة بالسفن.
وقال الاتحاد الأوروبي إنّ المهمّة محددة لمدّة عام قابلة للتجديد، وتقتصر على حماية السفن المدنية في البحر الأحمر، ولن يتمّ تنفيذ أيّ هجمات "على الأراضي اليمنية".
وتتضمن المهمة البحرية الأوروبية، التي يطلق عليها اسم "أسبايدس" نسبة إلى الكلمة اليونانية القديمة التي تعني "درع"، إرسال سفن حربية أوروبية وأنظمة إنذار مبكر محمولة جوًا إلى البحر الأحمر وخليج عدن والمياه المحيطة.
وسيكون لدى سفن مهمة "أسبايدس" الحربية أوامر بإطلاق النار على المسلحين في حالة تعرضها للهجوم أولا، ولن يُسمح لها بإطلاق النار بشكل استباقي. ومن المقرر أن تكون قيادة العمليات في مدينة لاريسا اليونانية.
وقال مسؤول أوروبي إنّه ستكون هناك "اتصالات عسكرية مستمرّة" لتنسيق الإجراءات مع الولايات المتحدة والقوات الأخرى الموجودة في المنطقة، في إِشارة إلى التحالف الذي تقوده واشنطن تحت اسم (بروسبيريتي جارديان) أو "حارس الازدهار".
الحوثيون يواصلون استهداف السفن
وفي وقت سابق اليوم أعلن المتمردون الحوثيون في اليمن استهداف سفينة بريطانية في خليج عدن بصواريخ بحرية، مؤكدين أن السفينة أُصيبت "إصابة بالغة" ما أدى إلى "توقفِها بشكلٍ كامل" وهي "معرضة الآن للغرق"، حسب المتحدث العسكري يحي سريع.
وكانت شركة "أمبري" أشارت إلى تعرّض "سفينة شحن ترفع علم بليز، مسجلة في المملكة المتحدة وتشغّلها جهة لبنانية لهجوم" في مضيق باب المندب أثناء إبحارها "شمالًا من خورفكان في الإمارات إلى فارنا في بلغاريا".
كذلك أفادت وكالة "يو كاي أم تي أو" البريطانية التي تديرها القوات البحرية الملكية أن "سفينة أبلغت عن انفجار على مسافة قريبة منها ما أدى إلى أضرار" على بُعد "35 ميلًا بحريًا نحو جنوب المخا في اليمن". وأضافت في وقت لاحق، أن "سلطات عسكرية أبلغت أن الطاقم غادر السفينة" مشيرةً إلى أن " السفينة راسية والطاقم بخير"، بدون ذكر المزيد من التفاصيل عن مكان تواجدهم.
وفي البيان نفسه، أعلن المتمرّدون اليمنيون أنهم أسقطوا طائرة (MQ9) أمريكية في الحُديدة في غرب اليمن "بصاروخٍ مناسبٍ أثناءَ قيامِها بمهامَ عدائيةٍ ضدَّ بلدِنا"، لكنّ واشنطن لم تؤكد الأمر حتى الساعة.
واشنطن تواصل ضرباتها ضد الحوثيين "للدفاع عن النفس"
من جانبها أعلنت الولايات المتحدة أمس الأحد أن قواتها في البحر الأحمر "نفذت خمس ضربات بنجاح في إجراء للدفاع عن النفس" لإحباط هجمات من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن. وأوردت القيادة المركزية العسكرية الأمريكية (سنتكوم) في بيان أن الضربات شملت إحباط "أول استخدام ملحوظ من قبل الحوثيين لمركبة تحت الماء غير مأهولة منذ بدء الهجمات" في تشرين الأول/أكتوبر. كما استهدفت زورقًا مسيّرًا، وكان استخدام مثل هذه الزوارق نادرًا نسبيًا.
وأضاف البيان أن الضربات الثلاث الأخرى استهدفت صواريخ كروز مضادة للسفن، وتابع: "حددت القيادة المركزية الأمريكية صواريخ كروز مضادة للسفن، وسفينتين، واحدة تحت الماء والأخرى سطحية، في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، وقررت أنها تمثل تهديدًا وشيكًا لسفن البحرية الأمريكية والسفن التجارية في المنطقة"، مضيفًا أن الضربات هدفها "جعل المياه الدولية محمية وأكثر أمانًا".
ومنذ 19 تشرين الثاني/نوفمبر، ينفّذ الحوثيون المدعومون من إيران، هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وباب المندب.
وفي محاولة لردعهم وحماية الملاحة البحرية، شنّت القوّات الأمريكيّة والبريطانيّة ضربات على مواقع تابعة للحوثيين منذ 12 كانون الثاني/يناير. وينفّذ الجيش الأمريكي وحده بين حين وآخر ضربات يقول إنها تستهدف مواقع أو صواريخ ومسيّرات معدة للإطلاق.
وأدت الهجمات في البحر الأحمر إلى ارتفاع كلفة التأمين لشركات الشحن، ما أجبر العديد منها على تجنب البحر الأحمر، وهو طريق حيوي يمر عبره عادة حوالى 12% من التجارة البحرية العالمية.
م.ع.ح/ع.ج.م (د ب أ ، أ ف ب ، رويترز)