بروكسل تسعى إلى فتح صفحة جديدة في علاقاتها مع ليبيا
٢٨ فبراير ٢٠٠٨أقرت المفوضية الأوروبية أمس الأربعاء (27 شباط/فبراير 2008) خططا لإجراء مفاوضات مع ليبيا في مجالي التجارة والإصلاح، مشددة على أهمية احترامها لحقوق الإنسان وذلك فيما يمكن أن يعد خطوة من جانب الاتحاد الأوروبي لفتح صفحة جديدة في علاقته مع طرابلس. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي بنيتا فريرو فالدنر قولها: "إن الاتحاد الأوروبي لن يتخلى أبدا عن قيمه وحقوقه. فحقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون قيم أساسية بالنسبة للاتحاد".
"ليبيا لاعب أساسي في منطقة المتوسط وأفريقيا"
ويوكل النص الذي اقترحته المفوضية الأوروبية إلى المفوضية ومقرها بروكسل مهمة التفاوض مع ليبيا نيابة عن أعضاء الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرين في المسائل المتعلقة بتحرير التجارة وأمن الطاقة والإصلاح الاقتصادي والاجتماعي والتعاون على المستويين البيئي والثقافي. وأضافت فريرو فالدنر أن حقوق الإنسان والديمقراطية وقضية الهجرة الحساسة تشكل أيضا عناصر مهمة في الخطوط العريضة لهذه الاتفاقية التي يؤمل التوصل إليها بشأن التعاون المستقبلي بين الاتحاد الأوروبي وليبيا.
وقالت المسؤولة الأوروبية إن "ليبيا لاعب أساسي في منطقة البحر المتوسط وأفريقيا، وحتى الآن لا يوجد أي إطار عمل للعلاقات مع الاتحاد الأوربي"، مشيرة إلى جهودها من أجل حل النزاع في إقليم دارفور في غرب السودان. وأكدت فريرو فالدنر أن "تدشين المفاوضات حول اتفاقية جديدة هو نتيجة ناجحة للحوار المتبادل والتفاعل بين الجانبين، الذي بدأ عام 2004".
زوال العقبة الأخيرة
ويأتي اقتراح المفوضية بخصوص المفاوضات مع ليبيا بعد أربعة أعوام من المحادثات حول قضايا جوهرية، على رأسها احتجاز ليبيا لمجموعة من الممرضات البلغاريات بتهمة تعمد إصابة المئات من الأطفال الليبيين بمرض الإيدز. وأطلقت ليبيا سراح الممرضات في تموز/ يوليو الماضي، الأمر الذي وصفته فريرو فالدنر بزوال "حجر العثرة الأخير" أمام بدء المحادثات حول هذه الاتفاقية.
كما أوضحت فريروفالدنر أنه على الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي الموافقة على اقتراح المفوضية قبل البدء في إجراء المفاوضات المتعلقة بالاتفاقية، التي من الممكن أن يجرى توقيعها خلال نحو 18 شهرا إذا سارت المفاوضات بسلاسة. وكانت المفوضة الأوروبية للشؤون الخارجية قد تعهدت تقديم مثل هذا العرض إلى ليبيا خلال المفاوضات، التي انتهت بالإفراج عن الممرضات البلغاريات.
يُذكر أن العلاقة بين الاتحاد الأوروبي وليبيا ظلت تتسم بالفتور على الرغم من إلغاء كل العقوبات الأوروبية على ليبيا في عام 2004 بعد أن أعلن الزعيم الليبي معمر القذافي تخليه عن برنامج أسلحة الدمار الشامل. واستأنفت دول غربية عدة بينها فرنسا واسبانيا وألمانيا وايطاليا وبريطانية علاقاتها الرسمية مع طرابلس منذ تموز/ يوليو الماضي، فيما سارعت بروكسل إلى إدراج "الحوار الموسع" مع ليبيا على لائحة أولوياتها.