برنامج تدريبي جديد لتسهيل إندماج الأئمة في ألمانيا
٧ يوليو ٢٠٠٩في خطوة تعد فريدة من نوعها في ألمانيا أعلنت ولاية سكسونيا السفلى نيتها اطلاق برنامج تدريبي لتأهيل رجال الدين المسلمين مهنيا خلال السنوات الثلاث القادمة. يتيح هذا البرنامج الذي سيقدم في المعهد الإسلامي في مدينة أوزنا بروك فرصةً للائمة من أجل التعرف على النظام الاجتماعي والسياسي في ألمانيا، كما يقدم دورات لتعلم اللغة الألمانية.
ويقول الباحث السياسي بسام طيبي السوري الأصل إن هذا البرنامج مستحق منذ فترة طويلة، مناديا بما يسميه "يورو إسلام" والذي يعني بالنسبة له أن يقبل المسلمون المقيمون في ألمانيا فكرة فصل الدين عن الدولة. ويقول الباحث السياسي "لدينا في ألمانيا 2600 مسجدا، إلا أنني لا أعرف إماما واحدا حصل على تأهيل مهني أوربي". لذا يتسائل كيف يمكن لهؤلاء الأئمة إذن أن يقدموا النصح للمسلمين المقيمين هنا ويساعدوهم على حل مشاكل حياتهم اليومية. مضيفا "في الغالب سيقول هؤلاء الأئمة إن الاندماج غير مسموح به."
فكرة البرنامج حازت كذلك على إعجاب بولينت أوكار أستاذ التربية الدينية الإسلامية في أوزنا بروك، الذي يرى أن فكرة تدريب الأئمة مهنيا في ألمانيا خطوة هامة للإسلام في ألمانيا، ويضيف أوكار "من خلال ذلك سيكون لدينا زعماء دين على دراية بالمجتمع والثقافة الألمانية وقادرين على التعامل الملائم في المواقف المختلفة أثناء عملهم". يذكر أن 90 بالمائة من الأئمة في ألمانيا هم من الأتراك.
تعاون موسع مع الجمعيات الإسلامية
وحتى يومنا هذا يسير التدريب في مسار عكسي، فالأئمة الألمان ذوي الأصول التركية يسافرون إلى تركيا للحصول على تأهيل مهني. لذلك ينوي شونيمان وزير الشئون الداخلية لولاية سكسونيا السفلى، التعاون مع الجمعيات والمنظمات الإسلامية مثل المجلس الإسلامي في هامبورج والاتحاد التركي الاسلامي DITIB، وذلك من أجل وضع منهج البرنامج قيد التخطيط.
ومن المخطط توفير مناهج دراسية تكميلية لبرنامج التدريب، فالأئمة القادمين من تركيا بإمكانهم تسجيل أنفسهم في ثلاثة فصول دراسية لدراسة التربية الدينية، والتربية الاجتماعية وكذلك دورات اللغة الألمانية.
أئمة ومعلمون للتربية الدينية
وتنظر سكسونيا السفلى لنفسها كرائدة في هذا المجال. ويرى شونيمان أن اهتمام الولايات الألمانية الأخرى تدريجيا ببرنامج التدريب ينبئ بإمكانية توفر هذا البرنامج في معاهد عليا أخرى في المستقبل. ويقول "نفكر أيضا في إضافة شهادة الماجستير إلى جانب البكالوريوس، بحيث يمكن أن نكلف الأئمة بتدريس التربية الدينية فيما بعد". وسيكون لذلك فائدة مزدوجة من وجهة نظر فشونيمان الذي أكد على أن هناك حاجة إلى معلمين للتربية الإسلامية.
من ناحية أخرى تواجه المساجد صعوبة في تمويل الأئمة. فعادة يحصل الأئمة على أجورهم من تركيا، وتساهم المساجد بتمويل بسيط. وطبقا لما يخطط له وزير الشئون الداخلية لسكسونيا السفلى ستتوفر فرص عمل للأئمة كي يتمكنوا من تمويل أنفسهم.
مشوار طويل مليء بالصعوبات
غير أن الطريق إلى تطبيق هذا البرنامج ليست بالسهلة، فنسبة المعارضة لهذا المشروع كبيرة من قبل علماء الدين. فحوالي خمس الأئمة الذين يخطبون في المساجد في ألمانيا، ينتمون إلى تيارات متطرفة أو محافظة. هذا ما أظهرته نتائج دراسة حديثة قام بها رءوف سيلان، عالم الاجتماع في مدينة دوسبورج الألمانية. فنسبة كبيرة من الأئمة المقيمين في ألمانيا يرون أن الإمام الحق هو الذي نشأ منذ الطفولة في مجتمع إسلامي وتأهل مهنيا في بلده لتقلد هذا المنصب في ألمانيا فيما بعد. ووفقا لهذه الدراسة لا تندرج قضية الاندماج ضمن أولويات عدد كبير من علماء الدين الإسلامي في ألمانيا.
الكاتب: ميشائيل هولينباخ/دينا جودة
تحرير: هيثم عبد العظيم