برلين فقيرة، ولكنها مثيرة!
١٤ أكتوبر ٢٠١٣إذا كنت زائرا لبرلين وتريد أن تعيش كبرليني لمدة قصيرة، وترغب الاستماع في ليالي السهر في برلين، لا داعي للقلق، الملاهي والحانات موجودة في كل حي من أحياء المدينة ممتدة الأطراف، كما أن الأسعار مناسبة لكافة فئات المجتمع، لكن المهم أن تأتي بفكرة ترفيهية جديدة ومجنونة، حتى تجد تفاعلا من قبل البرلينيين.
ما يميز سكان العاصمة الألمانية، الذين يرددون دائما أنهم برلينيين أي اؤلئك الفخورين بقولبة كل شيء وفقا لإمكانياتهم المادية وانسجاما مع رغباتهم، لذلك أمست ثقافة الرث الأنيق رائجة.
فالمتجول في أحياء وشوارع المدينة، يندهش عندما يشاهد عرضا للأزياء داخل كنيسة، أو شراء ساندويش فلافل من معرض فني! لكن البرليني على العكس يستمتع.
في الآونة الأخيرة، أصبح كثير من الناس حول العالم يرغبون في اللحاق وراء هذا الكوكب المجنون الذي اسمه برلين، لان الدولة الفدرالية مازلت تدفع ثمن المتعة والانحطاط، ومع ذلك سكان برلين راضين تماما عن نمط حياتهم ويصرخون بأعلى صوت "برلين فقيرة ولكنها مثيرة".
" مدينة العالم "
بلغ عدد زوار العاصمة الألمانية في النصف الأول من 2013 نحو 5.3 مليون زائرا، أي بمعدل زيادة 5 % عن العام الماضي، وذلك حسب المعطيات الرسمية التي نشرها مركز الإحصاء الرسمي في برلين – براندن برغ، كما تتوقع التحليلات أن برلين على موعد من تحطيم رقم قياسي جديد للسياح، وتشير التقديرات إلى نحو 11 مليون زائرا مع نهاية السنة. و بدوره تحدث مدير موقع زيارة برلين، بوركارد كيكر، "عن عودة برلين كمدينة العالم خلال 20 عام الماضية".
"كل دقيقة يزور برلين 20 شخصا"
دون أدنى شك، تعتبر السياحة في برلين خلال السنوات القليلة الماضية، من أهم روافد ميزانية المدينة، وأكد عمدة برلين، عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي، كلاوس فوفيريت في كلمة ألقاها "انه يأتي نحو 20 شخصا إلى المدينة كل دقيقة" كما انه ازدادت عدد ليالي المبيت بنسبة أكثر من 9.2 % حتى أنها وصلت إلى نحو 12.4 مليون.
كما تشير الإحصاءات أن نحو ثلث الزائرين لبرلين هم دون سن 30 عاما ، الذين يفضلون التعرف على نمط الحياة المحلية أكثر من الاهتمام في اكتشاف الأماكن السياحية مثل بوابة براندنبرغ.
الجنة على وشك الذهاب الى الجحيم
بالرغم من سمعتها الرائجة في أنحاء العالم، وثبات تدفق المال إليها، كثير من البرلينيين حاليا يحاولون معرفة إذا كانوا يستمتعون مع المتسللين أو أنهم يفضلون العيش بسعادة بدون هم.
فالبعض يخشى من موجات السياحة التي قد تؤثر على أصالة المكان وخصوصيته، بالرغم من السمات الايجابية كازدهار العمارة كإنشاء الفنادق ، بنى تحتية حديثة، وغيرها من طرز الحداثة. لكنهم يفضلون المدينة كما هي ، بأحيائها الرثة الأنيقة وطرقها الباردة ، والاستمتاع في شراء القهوة بيورو واحد ، فضلا عن تناول وجبة إفطار بأسعار زهيدة . باختصار لا يريدون لهذا المشهد البوهيمي أن يتلاشى.