برلين تستضيف اليوم مؤتمر إعادة إعمار أفغانستان
٣٠ يناير ٢٠٠٧ما زالت قوات الإيساف في أفغانستان تخوض بين الفينة والأخرى قتالا ضاريا ضد الجماعات المسلحة التي تنشط في جنوب وشرق البلاد وتعطل الجهود الدولية لإعادة إعمار أفغانستان. كما أن ضعف ملامح الاستقرار الأمني وعدم قدرة الحكومة المركزية في كابول على بسط سيطرتها الأمنية في كافة أطراف البلاد تلقي أيضا بظلالها على جهود استتباب الأمن في هذا البلد. ومن أجل مواجهة هذه التحديات وبحث كيفية دعم جهود اعادة إعمار أفغانستان يلتقي عدد من المسؤولين الأوروبيين والأفغانيين في مؤتمر حول أفغانستان تحتضنه اليوم (30 يناير/كانون الثاني 2007 ) العاصمة الألمانية برلين. ومن المنتظر أن يبحث المشاركون خلال هذا المؤتمر أيضا نوع المساعدات الدولية التي يمكن تقديمها لأفغانستان. ومن بين المشاركين في أعمال المؤتمر الترويكا الأوروبية ووزير خارجية أفغانستان رنجين سبنتا إضافة إلى المنسق الأعلى للسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي خافير سولانا والمفوضة الأوروبية للشؤون الخارجية بينيتا فيريرو- فلدنر بالإضافة إلى وزير خارجية البرتغال.
دعم مالي أوروبي
وفي إطار الالتزام الدولي بدعم أفغانستان، أعرب الإتحاد الأوروبي أمس عن استعداده دفع مبلغ 600 مليون يورو لدعم جهود الإعمار هناك. وتعد هذه الخطوة ـ حسب رأي عدد من الساسة الأوروبيين ـ مهمة للغاية، ذلك لأنها ستساعد أيضا في كسب "قلوب الشعب الأفغاني" الذي يتطلع إلى مستقبل جديد يطبعه الاستقرار الأمني والسياسي. وفي هذا السياق جدد وزير الخارجية الألماني فرنك فالتر شتاينماير التزام بلاده بدعم جهود إعادة إعمار أفغانستان حيث قال: "إننا نقف جميعا في صف أفغانستان". ومن جهتها أشارت المفوضة الأوروبية للشؤون الخارجية فلدنر إلى أن الإتحاد الأوروبي يرغب في توظيف هذه المنحة المالية، التي سيقدمها الإتحاد على مدى أربع سنوات، في تمويل إنشاء نظام قضائي أفغاني جديد. علاوة على ذلك، يرغب الإتحاد الأوروبي أيضا في محاربة مزارع الأفيون عبر تمويل برامج زراعية بديلة.
الدعم العسكري الألماني
على صعيد آخر يدرك الخبراء وعدد من الساسة الأوروبيين أن الدعم المالي وحده لا يكفي لبناء دولة آمنة تحكمها المؤسسات الديموقراطية وتخلو من أوكار الجماعات المسلحة. لذا يرى البعض أن توفير الدعم العسكري اللازم هناك ضروري في الوقت الراهن للتغلب على ظاهرة الانفلات الأمني في المناطق الجنوبية والشرقية وعودة جماعات محسوبة على طالبان إلى مزاولة نشاطاتها المسلحة في تلك المناطق. في هذا السياق أعرب الناطق باسم القوات الدولية في أفغانستان دومينيك وايط عن استعداد هذه القوات للقضاء على الثوار حيث قال: "سيتم سحق كل الثوار الراغبين في القتال". لكن وايط أكد في نفس الوقت على أهمية مواصلة عملية إعادة الإعمار التي ستساهم بدورها في إحلال السلام في تلك المنطقة وحول ذلك يقول: "كي نتمكن من تجفيف منابع التمرد علينا أن نطرح لهؤلاء الناس بدائل". واستطرد قائلا: "لا يمكن توفير ذلك إلا من خلال إدارة جيدة لشؤون البلاد ومن خلال إعادة الإعمار والتطوير وصولا إلى الاستقرار المنشود".
يذكر أن وزير الخارجية الأفغاني كان قد أوضح خلال المؤتمر بأن بلاده على أتم الاستعداد وراغبة في تحمل مسؤوليات أكبر في الحرب التي تشنها القوات الدولية ضد الإرهاب هناك، غير أنه اعتبر في حديث له مع الصحيفة الألمانية "زود دويتشه تسايتونغ" ان نشر طائرات تورنادو ألمانية جنوب أفغانستان أمر ضروري. لكن الحكومة الألمانية لم تتخذ بعد قرارا بشأن هذه المسألة، كما أن إرسال تلك الطائرات سيحتاج أيضا إلى موافقة البرلمان الألماني (البوندستاغ) الذي سيبث في هذه المسألة بداية شهر مارس/آذار القادم، الأمر الذي سيكون صعبا بسبب استمرار تحفظ الحزب الاشتراكي الديموقراطي ومعارضة أحزاب المعارضة على الأمر.