بدء محادثات ترتيبات ما بعد الاستفتاء في جنوب السودان
١٠ يوليو ٢٠١٠يبدو أن العد العكسي لمرحلة ما بعد الاستفتاء على مصير جنوب السودان قد بدأ. وحتى لا تأتي النتائج مفاجئة لطرفي الحكم في الشمال والجنوب، فقد دخل حزب المؤتمر الوطني، بزعامة الرئيس السوداني عمر البشير والحركة الشعبية لتحرير السودان، بزعامة نائبه ورئيس حكومة الجنوب سيلفا كير اليوم السبت (10 تموز/ يوليو 2010) في محادثات مباشرة حول تنظيم المرحلة الانتقالية. وتهدف هذه المحادثات إلى ضمان مرحلة انتقالية سلمية تلي الاستفتاء، حول مصير جنوب البلاد، المقرر إجراؤه في التاسع من كانون الثاني/ يناير لعام 2011.
وقال كبير المفاوضين في الحركة الشعبية لتحرير السودان باقان أموم، في أثناء احتفال في الخرطوم "نحن مجتمعون اليوم لإطلاق المفاوضات حول ترتيبات ما بعد الاستفتاء بهدف توضيح الرؤية حول استمرارية الحياة بعد الاستفتاء". وقد وضع حزب المؤتمر الوطني برئاسة البشير والحركة الشعبية لتحرير السودان سلة أفكار مشتركة تتناول المسائل الرئيسية التي يفترض تسويتها لتشجيع قيام مرحلة انتقالية مرنة بغض النظر عن نتيجة الاستفتاء، سواء كان تصويت الجنوبيين مع استقلال الجنوب أو مع الوحدة.
محادثات على وقع مظاهرات مؤيدة للاستقلال في جوبا
وستتناول المحادثات مسائل متعددة كالمواطنة والأمن والقضايا المالية والاقتصادية والمسائل الخلافية المتعلقة بتقاسم الموارد الطبيعية ولاسيما الثروة النفطية. كما سيجري الطرفان محادثات حول المعاهدات الدولية التي التزمت بها السودان وآليات الالتزام بها واحترامها. ولم يحدد الطرفان مهلة زمنية، لكنهما يأملان في التوصل إلى تفاهم حول كل هذه النقاط قبل تنظيم الاستفتاء للسماح للناخبين بتكوين فكرة واضحة حيال تداعيات التصويت.
وقبل بدء المحادثات بيوم واحد، وقبل ستة أشهر من تنظيم الاستفتاء على مصير الجنوب، جاب متظاهرون مؤيدون لاستقلال جنوب السودان شوارع مدينة جوبا كبرى مدن الجنوب. وقد تحدى المتظاهرون الأحوال الجوية الماطرة وساروا في وسط جوبا وهم ينشدون أغاني تدعو لاستقلال جنوب السودان. وحسب مصادر إعلامية فإن أغلب المشاركين في المظاهرة ينتمون إلى مجموعة تطلق على نفسها "الشباب من أجل الانفصال".
ولا يزال جنوب السودان يضمد جراح أكثر من عقدين من حرب أهلية دامية مع الشمال خلفت مليون قتيل وانتهت في 2005، بتوقيع اتفاق سلام شامل حول تقاسم السلطة وتنظيم استفتاء حول مصير الجنوب. وكان البرلمان السوداني قد صادق على تشكيل لجنة وطنية للاستفتاء، إلا أن هناك شكوكا في نجاحها في ضمان تنظيم الاستفتاء في الوقت المحدد له.
(أ.ح/ أ ف ب، رويترز)
مراجعة: هشام العدم