بايرويث تحيي ذكرى الموسيقار الألماني رتشارد فاغنر
سواء دار الحديث عن المسرح أو السينما أو الموسيقى أو الغناء، فإن الحياة الثقافية في ألمانيا تعتبر أحد أهم المجالات الحيوية، إذ يكون المتابع في بعض الأحيان وخاصة في فصلي الربيع والصيف غير قادر على تفضيل فعالية ثقافية على أخرى. ويرجع هذا قبل كل شيء إلى العدد الضخم من النشاطات التي تقدمها البيوت الثقافية المنتشرة في المدن الألمانية التي تتحول في فصلي الربيع والصيف إلى منصات تقدم آخر الإنجازات الثقافية الألمانية والعالمية ويتهافت عليها سياح ليس فقط من ألمانيا، بل من جميع أنحاء العالم. وتعتبر مدينة بايرويث البافارية من أهم المدن الألمانية التي تستضيف سنويا مهرجانا موسيقيا يحول ليلها إلى نهار ويجتذب زوار من كل حدب وصوب.
موسيقى الأوبيرا
تشهد المدينة كل صيف من 25.07 الى 28.08 مهرجانا موسيقيا يحمل اسم الموسيقار الألماني الشهير ريشارد فاغنر(1813ـ1883). ويعتبر المهرجان الموسيقي من أحد أهم وأقدم المهرجانات الموسيقية في ألمانيا. وكان المهرجان انطلق سنة 1976 وأصبح في يومنا هذا أحد أكبر المهرجانات الموسيقية الألمانية. ويتخلل المهرجان حوالي 30 عرضا موسيقيا ويتوافد عليه آلاف الزوار من جميع أنحاء العالم. وعندما يذكر اسم بايرويث يتبادر إلى الأذهان اسم ريشارد فاغنر مؤسس المهرجان. يشار إلى أن عائلة فاغنر ما زالت تشرف على هذا المهرجان.
مهرجان بايرويث
تحاول المدن الألمانية تقديم أنواع مختلفة من الفعاليات الثقافية لكل الشرائح الاجتماعية، وذلك حتى تتمكن من تلبية رغباتهم. وكانت مدينة بايرويث قد شهدت موجات مختلفة من الموسيقى والنشاطات الثقافية. وفي هذا الإطار نجد الموسيقار فيكتور لوكاس الذي جاء إلى المدينة عام 1960 وانتابه شعور بان المدينة تشهد فراغا في النشاطات الثقافية والموسيقي. لذلك بادر إلى تأسيس مهرجان "موسيقى بايرويث" الذي تحول إلى أهم المهرجانات الموسيقية في المدينة وتشارك فيه فرق من مختلف مناطق العالم.
دار الأوبيرا تفتن الزائر
أما من الناحية المعمارية، فإن دار الأوبرا التي شيدت في عام 1748 وافتتحها عازف الأوبرا المشهور يوهانس أدولف هازه تعتبر من أهم المعالم المعمارية للمدينة. كما أن مبنى مسرح الباروك يعتبر جوهرة المدينة المعمارية وأحد أهم المسارح التي شيدت في ألمانيا في القرن الثامن عشر، الأمر الذي دفع الحكومة الألمانية على تقديم طلب لدى اليونيسكو من أجل اعتبار المسرح إرثا ثقافيا عالميا. كما تزخر المدينة بالمتاحف الجميلة والقصور القديمة التي تزينها حدائق خلابة تكون في فصل الصيف مقصدا للسياح من داخل البلاد وخارجها.
لقاء الفنانين الشباب
يعتبر مهرجان الفنانين الشباب من أهم المشاهد الثقافية المهمة في مدينة بايرويث وأحد أكبر الملتقيات الشبابية في أوروبا. وسيشهد المهرجان في هذا العام مشاركة حوالي 300 زائر من 30 دولة. ويعتبر المهرجان فرصة لتبادل الخبرات والتجارب بين الشباب. تقول مديرة المهرجان سيسي تامر إن الهدف من هذا المهرجان الذي يجمع فنانين من مختلف أنحاء العالم هو كونه مسرحا لتبادل الخبرات بين الفنانين الشباب وإعطائهم الفرصة للاحتكاك بمؤلفين موسيقيين كبار ومحترفين. إذ يتم أيضا إنتاج المقاطع الفنية التي أنجزوها.
هناك أيضا مشاريع للتكوين الأكاديمي في مجال الثقافة منها مثلا الحلقة الدراسية الخاصة بالمجال الثقافي، والتي تضم حوالي 50 طالبا كل سنة، بحيث تكون الفرصة لهؤلاء الشباب لجمع الخبرات وإنجاز مشاريع ثقافية يوظفون فيها مهاراتهم وتقنياتهم التي حصلوا عليها في هذه الحلقة الدراسية. وتساهم الجامعة أيضا في هذه الفعالية الثقافية والفنية، وذلك منذ تأسيسها عام 1976.