باستثناء تونس- العرب في مؤخرة مقياس حرية الصحافة 2020
٢١ أبريل ٢٠٢٠يُظهر التصنيف العالمي لحرية الصحافة لعام 2020، الذي يقيم 180 دولة، تحسناً طفيفاً في المؤشر العام على مدار السنة، لكنه لا يأخذ وباء فيروس كورونا المستجد في الاعتبار. وتتصدر قائمة التصنيف النرويج، للمرة الرابعة على التوالي، تليها فنلندا والدنمارك، لكن التهديد يواجه هذه الدول الثلاث مع ارتفاع العنف عبر الانترنت.
وحلت ألمانيا في المرتبة 11 أي أنها تحسنت مرتبتين عن تصنيف العام الماضي، وفي أسفل التصنيف جاءت كوريا الشمالية في المرتبة 180، يعني أنها حلت في المركز الأخير بدلا من تركمانستان، بينما بقيت إريتريا (المرتبة 178) أسوأ ممثل للقارة الأفريقية.
"سوريا الأخطر على الصحفيين عربيا"
وكشف التصنيف الذي أصدرته منظمة "مراسلون بلا حدود" اليوم (الثلاثاء 21 نيسان/ أبريل 2020) أن آثار الحروب قد خفت في الشرق الأوسط خلال عام، لكن المنطقة ما زالت في طليعة المناطق التي يُقتل فيها الصحفيون. واحتلت سوريا المرتبة 174 (بين 180 دولة) من حيث كونها الأخطر على الصحفيين في الشرق الأوسط، باقية في مكانتها مثل العام الماضي.
وفي المناطق العربية الخالية من الصراعات، احتلت المملكة العربية السعودية المرتبة 170 أي تحسنت مرتبتين عن العام الماضي، فيما احتلت مصر المرتبة 166 متأخرة ثلاثة مراتب عن تصنيف 2019، وتضم البلدان أكبر عدد من الصحفيين في السجون بعد الصين، صاحبة المرتبة 177 في مؤشر حرية الصحافة هذا العام. فيما جاءت إيران في المرتبة 173.
وكشف التقرير أن السلطات السعودية قد جمعت معلومات عبر حسابات تويتر عن أشخاص صنفتهم كمعارضين لنظام الحكم، كما أنها اخترقت هاتف جيف بيزوس مالك صحيفة واشنطن بوست التي كان يعمل فيها الصحفي السعودي القتيل جمال خاشقجي.
بقية الدول العربية ليست أحسن حالا
وشهد النصف الثاني من العام موجة احتجاجات غير متوقعة في لبنان المصنفة 102 على اللائحة والعراق المصنف 162 على اللائحة وقد جعل ذلك البلدين يصنفان على اللائحة السوداء لمنظمة مراسلون بلا حدود. وفي العراق وفيما سحقت السلطات الاحتجاجات والتظاهرات، فإن منسق الإعلام الحكومي علق ترخيص 9 قنوات تلفزة ومنعها من البث، كما حددت السلطات من استخدام الانترنت.
واحتلت إسرائيل المرتبة 88 في القائمة، فيما دئب رئيس الوزراء بنامين نتانياهو وداعموه على مهاجمة المؤسسات الخبرية واتهامها ببث أخبار كاذبة ودعاية يسارية، إلى درجة أن أحد الصحفيين الإسرائيليين الذي كشف عن قصة فضيحة الفساد، أجبر على طلب حارس شخصي يحميه ويحفظ سلامته، والكلام دائما لتقرير "مراسلون بلا حدود".
أما الصحفيون في فلسطين التي تحتل المرتبة 137 على قائمة المنظمة، فما برحوا يواجهون صعوبات جمة في تغطية احتجاجات يوم الجمعة ضد "الاحتلال الإسرائيلي" حسب وصف التقرير. وتصاعدت التوترات بعد إعلان الرئيس الأمريكي ترامب عن "صفقة القرن" وخطة السلام، ما أدى إلى تصاعد نسبة الصحفيين المصابين.
أما في شمال أفريقيا، فقد احتلت الجزائر المرتبة 146 في قائمة المنظمة التي اعتبرت أن اعتقالات الصحفيين وتخويفهم تتعاظم بتعاظم "الحراك الاحتجاجي"، وهو حراك لم يتوقف رغم انتشار فيروس كورونا.
واحتلت المملكة المغربية المرتبة 133 متقدمة بمرتبتين عن تقرير العالم الماضي، وذلك لسبب تشكيل مجلس الصحافة، رغم أن المجلس لم يفعل شيئا حتى الآن لتخفيض التهديد الذي يستهدف الصحفيين. وبهذا تستمر الملاحقات القضائية والمحاكمات العلنية لعدد من شخصيات الإعلام، وغالبا ما تصدر بحقهم أحكام ثقيلة.
واحتلت ليبيا المرتبة 164 مواصلة بقائها بين الأسوأ في قائمة مراسلون بلا حدود، بعد أن تدنت مكانتها لعدة مراتب. وما زال مرتكبو العنف ضد الصحفيين على مدى السنوات التسع الماضية في هذا البلد يمضون بلا حساب قانوني، فيما تشكل الحرب متعددة الأطراف بين شرق البلاد وغربها تهديدا كبيرا موسوما بالعنف للإعلام.
تحسن كبير في تصنيف السودان
وما زالت تونس بين الدول العربية الأفضل في تصنيف المنظمة، فقد احتلت المرتبة 72 في قائمتها، وما زالت تواصل مسيرة انتقالها الديمقراطي الذي ساهم في خلق قطاع إعلامي مستقل ومهني، على حد وصف التقرير.
وتقدم السودان بعد الثورة على البشير إلى المرتبة 159، متقدماً 16 مرتبة عن موقعه العام الماضي حسب تقييم تقرير منظمة مراسلون بلا حدود المستقلة المعنية بحريات الصحافة وحماية الصحفيين.
وقال كريستوف دولوار، الأمين العام للمنظمة لوكالة فرانس برس إن تناقل الأنباء المضللة عن فيروس كورونا المتسجد يشكل ذريعة لسن قوانين قمعية، مشيرا إلى أن المزج بين الدعاية والإعلان والإشاعات والإعلام "يخل بتوازن الضمانات الديموقراطية لحرية الرأي والتعبير".
وأشار ديلوار إلى أن الوباء سرع من الأزمة الاقتصادية للصحافة "ففي ليبيريا، توقفت الصحف الورقية عن الصدور، بينما فقد في الولايات المتحدة، أكثر من 30 ألف شخص يعملون في وسائل الإعلام وظائفهم منذ بداية الأزمة". وتساءل دولوار "ما هي الحرية والتعددية ومصداقية المعلومات حتى حلول عام 2030؟ إن الجواب على هذا السؤال يتم الآن".
م.م/ ص.ش (ا ف ب، تقرير مراسلون بلا حدود 2020)