باس دوست الماكينة الهولندية المدوية في سماء فولفسبورغ
٣ مارس ٢٠١٥
11 هدفا في ست مباريات منذ انطلاق موسم الإياب للدوري الألماني لكرة القدم، بل ثمانية أهداف في أسبوع واحد. إنه باس مهاجم فولفسبورغ صاحب المركز الثاني في الترتيب العام للدوري الألماني لكرة القدم. ومن عشر تمريرات مباشرة أحرزت الماكينة الهولندية تسعة أهداف. صحيح أن مواطنه نجم بايرن ميونيخ الطائر آريين روبين أحرز 16 هدفا لكن ذلك تحقق في 18 مباراة. أيضا كان نصيب مهاجم فرانكفورت أليكس ماير 14 هدفا في 21 مباراة.
المثير في الأمر هو أن دوست، ومنذ وقت ليس بالبعيد، لم يلعب دورا مهما في صفوف فولفسبورغ. فقد تركه المدرب ديتر هيكينغ في مقعد البدلاء إلى غاية الأسبوع 14 من منافسات الدوري، ولم يشركه إلا نادرا وفقط لفترة أقل من 14 دقيقة. وفي المباراة أمام هانوفر لعب دوست لـمدة 23 دقيقة أحرز فيها هدف السبق، لتنتهي المباراة بفوز فولفسبورغ بثلاثة أهداف مقابل هدف يتيم.
في الأسبوع 17 من بوندسليغا، أحرز دوست هدفه الشخصي الثاني لصالح فولفسبورغ وعلى حساب كولن. لكن فور انطلاق الشطر الثاني من الموسم، ضرب دوست بقوة مظهرا علو كعبه للقاسي والداني، محرزا بالقميص الأخضر 13 هدفا ومساهما في صناعة أهداف أخرى.
"فليسدد هدفين كل أسبوع!"
"كنا دائما متأكدين أنه لاعب من الطراز الرفيع"، يقول هيكينغ مضيفا "إنه متعطش لتسديد الأهداف، وعينه لا تفارق بقية اللاعبين وهذا هو سبب تألقه حاليا. فليحرز هدفين كل أسبوع، ليس لدي أيّ اعتراض على ذلك". أما هو، فتعليقاته كثيرا ما تكون متواضعة، فقد حول الهدفين اللذين أحرزهما لفولفسبورغ (الفائز بـ5-3) أمام بريمن، "كنت أريد هدفا واحدا، لحسن الحظ أحرزت اثنين"، دون أن ينسى الإشادة بزملائه: "كنا مؤمنون بالفوز، لقد أثبتنا دائما أننا قادروين على قلب الكفة"
ليس هناك من شك أن تألق اللاعب الهولندي يطرح العديد من التساؤلات حول دوافع هذا التحول. ولعلّ أبرزها استعادته للياقته البدنية. فدوست عانى كثيرا من الإصابة وبالتالي تم إبعاده عن حسابات المدرب الأساسية، فشعر بتذمر في صفوف فولفبسبورغ وأظهر رغبته في الرحيل. لكن هيكينغ أكد لمدير أعماله "من الأفضل أن لا يتكلم دوست كثيرا. المطلوب أن يتعافى فقط". وبالفعل أثبت في الأسابيع الماضية أن المدرب كان على حق تماما فيما قاله.
المنافسة والدعم
أيضا، ساهم انتقال المهاجم الكرواتي إيفيكا أوليتش إلى هامبورغ في فتح المجال لدوست كي يسطع نجمه ، وهذا ما أكده بشكل مبطن مدير نادي فولفسبورغ كلاوس ألوفس قائلا "انتقال أوليتش قد يكون قد ساعد في تألق دوست". وبدلا عن أوليتش تعاقد الفريق مع الألماني الدولي أندريه شورله الذي يلعب حسب المدرسة الأوروبية الكلاسيكية. وينظر إليه إلى أنه عنصر داعم لدوست وليس منافسا له، حسب تحليل كلاوس ألوفس الذي كان مهاجما سابقا. ويوضح ألوفس أن "المهاجم الذي يلعب إلى جانب كيفين دي بروين وفييرينها لا بد وأن يسطع نجمه". في إشارة إلى أنه سيستفيد من تجارب هؤلاء اللاعبين خصوصا في دوري أبطال أوروبا.
ورغم كل ذلك فلا زال هناك شك في فولفسبورغ يساور كلا من مدير الكرة ألوفس والمدرب هيكينغ حول باس دوست. فالبداية المتعثرة للاعب مع الفريق تبقى حاضرة في الأذهان، وتدفع إلى التشكك من مدى قدرة اللاعب على الاحتفاظ بهذا المستوى. وفي هذا السياق صرح المدرب هيكينغ أنه "لا يجب علينا أن ننتظر هدفين أو ثلاثة منه في كل مباراة"، واستدرك بخصوص مباراة فريقه الأخيرة أمام بريمن أن دوست "لم يلعب جيدا"، وإنما "كان موقعه جيدا". أما كلاوس ألوفس فيعتبر من جهته "أن النادي يسعى دائما إلى تحسين مستوى اللاعب"، من دون أن يبعد فرضية التعاقد مع مهاجم جديد في فترة الانتقال الصيفية. ما يعني أن دوست ورغم أهدافه القياسية لم يضمن بعد ثقة فريق فولفسبورغ الذي أعلن حربا طويلة على بايرن ميونيخ المتصدر.