باتفاق غير مقنع.. قادة مجموعة الـ20 يتوجهون إلى "كوب 26"
٣١ أكتوبر ٢٠٢١تجاوزت الأهداف الواردة في البيان الختامي لقمة مجموعة العشرين في روما بقليل ما جاء في اتفاق باريس بشأن حصر الاحترار المناخي في 1,5 درجة مائوية، مع الالتزام بالتوقف عن دعم محطات الطاقة التي تعمل بالفحم في الخارج. لكن لم يوضع تاريخ واضح للتخلص التدريجي الكامل من الفحم أو الوقود الأحفوري، ولا لتحقيق الحياد الكربوني.
وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة "غرينبيس" جينيفر مورغن "إذا كانت قمة مجموعة العشرين تحضيرا لكوب26، فإن قادة العالم أضاعوا الفرصة". ونددت بالبيان الختامي لقمة مجموعة العشرين الذي وصفته بأنه "ضعيف ويفتقر إلى الطموح والرؤية". وقالت نائبة رئيس منظمة "غلوبال سيتيزن" فريدريكه رودر "كل ما رأيناه أنصاف إجراءات أكثر منه تدابير ملموسة".
"خيبة أمل"
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة أن قمة مجموعة العشرين في روما اختتمت الأحد على "خيبة أمل". وكتب أنطونيو غوتيريش على تويتر "أرحب بالتزام مجموعة العشرين المتجدد إيجاد حلول على الصعيد العالمي لكنني أغادر روما بآمال محبطة - حتى لو لم تُدفن بعد". وأضاف "في طريقي إلى كوب 26 في غلاسكو للحفاظ على هدف 1,5 درجة".
وقال رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي في كلمة اختتام قمة مجموعة العشرين التي ترأستها بلاده هذا العام "نحن ملتزمون بالحفاظ على هدف 1,5 درجة في متناول اليد... نحن فخورون بهذه النتائج، ولكن علينا أن نضع في اعتبارنا أن هذه مجرد بداية". وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون "لقد أحرزنا تقدما معقولا في مجموعة العشرين (..) لكن هذا غير كاف" محذرا "في حال فشل (مؤتمر) غلاسكو سيفشل كل شيء".
كم جهته أنحى الرئيس الأمريكي جو بايدن باللائمة على الصين وروسيا في إصابة الكثير من الناشطين في مجال المناخ بخيبة أمل، جراء نتائج قمة مجموعة العشرين. وقال بايدن إن "خيبة الأمل تتعلق بحقيقة أن روسيا والصين لم تظهرا أساسا أي التزامات للتصدي لتغير المناخ، وكان ذلك مدعاة لإصابة الأشخاص بخيبة أمل. وكان مخيبا لي". وعلى الرغم من ذلك، قال إن مجموعة الاقتصادات البارزة في العالم حققت تقدما كبيرا، بتقديم رؤية لمؤتمر المناخ في جلاسكو. لكنه أضاف أنه كان من الضروري النظر إلى ما لم تقم به الصين وروسيا والسعودية.
اجتماع يحدد مستقبل البشرية
بعد قمتهم في روما، يتجه قادة مجموعة العشرين مباشرة إلى غلاسكو حيث افتتح مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ الأحد، وهو اجتماع يستمر أسبوعين ويعتبر مهما لمستقبل البشرية. الإشارة التي ترسلها هذه المجموعة التي تضم الاقتصادات المتقدمة الرئيسية (الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة) ولكن أيضا الدول الناشئة الكبيرة مثل الصين وروسيا والهند والبرازيل، كانت منتظرة لأن هذه الأطراف تمثل 80 بالمائة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية.
علق ألوك شارما، رئيس مؤتمر الأطراف حول المناخ الذي سيستضيف أكثر من 120 من قادة العالم في غلاسكو الإثنين، أن تلك الدول يمكنها "تحقيق النجاح أو دفن الأمل في الحفاظ على هدف زيادة سنوية بـ1,5 درجة مائوية في متناول اليد".
وأكد البيان الختامي الذي تم التفاوض حوله حتى آخر ساعات ليل السبت الأحد، على هدف اتفاق باريس وهو "الحفاظ على متوسط الاحترار دون درجتين مائويتين بكثير ومواصلة الجهود لحصره ب 1,5 درجة فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية".
"إشارة جيدة" لقمة غلاسكو
لكنه شدد على أن "الحفاظ على (هدف) 1,5 درجة مائوية في متناول اليد يتطلب إجراءات والتزامات كبيرة وفعالة من جميع البلدان". وتلك "عبارات أقوى" مما كانت عليه العام 2015، وفق ما أكد لوكالة فرانس برس مصدران شاركا في المفاوضات.
بيد أن المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها أنغيلا ميركل اعتبرت القرارات التي اتخذتها قمة مجموعة دول العشرين بخصوص المناخ، ناجحة. وأضافت ميركل في روما اليوم الأحد أن هذه القرارات "إشارة جيدة" لمؤتمر قمة المناخ العالمي في غلاسكو. وأكدت ميركل على أن الاقتصادات البارزة الـ19 والاتحاد الأوروبي أعلنت التزامها المشترك لأول مرة منذ عام 2016 باتفاقية باريس لحماية المناخ لعام 2015.
دعم دول نامية أغلبها أفريقية
وعلى صعيد دعم التنمية، تعهدت دول مجموعة العشرين تحويل 100 مليار دولار للدول النامية من إجمالي 650 مليار دولار من حقوق السحب الخاصة الصادرة عن صندوق النقد الدولي، وفق البيان الختامي لقمة روما الأحد.
وقال الزعماء في البيان "نرحب بالتعهدات الأخيرة التي تبلغ قيمتها حوالى 45 مليار دولار كخطوة نحو طموح عالمي إجمالي قدره 100 مليار دولار من المساهمات الطوعية للدول الأكثر احتياجا".
وتسير بذلك دول مجموعة العشرين على خطى قادة مجموعة السبع الذين كانوا قد حددوا كهدف مبلغ 100 مليار دولار من حقوق السحب الخاصة لتحويلها إلى دول أغلبها إفريقية.
ع.ش/م.س (أ ف ب، د ب أ)