انقسام في الجالية المصرية حول المشاركة في انتخابات الرئاسة
١٢ مايو ٢٠١٢خلال فترة انتقالية تتسم بالاضطرابات يتوجه مصريو الخارج إلى صناديق الاقتراع لاختيار أول رئيس للجمهورية منذ قيام ثورة 25 يناير. وبالرغم من أهمية هذه الفرصة المتاحة للجالية المصرية في الخارج للمشاركة في العملية السياسية لبلدهم الأم، إلا أن أفراد الجالية المصرية في ألمانيا لهم آراء مختلفة حول جدوى التصويت. ما بين مؤيد لعملية التصويت ومقاطع له، ليبقى مستقبل البلاد رهن صناديق الاقتراع.
سفير مصر بألمانيا: "نعمل كل ما في جهدنا لإنجاح العملية الانتخابية"
وفي اتصال لDWـعربية بالسفير المصري في ألمانيا رمزي عز الدين رمزي وصف السفير الانتخابات الرئاسية الحالية بكونها "نقطة فاصلة في تاريخ مصر المعاصر بعد الثورة". وفيما يخص طرق التصويت قال السفير أنه سيتم عبر ثلاث طرق: "عن طريق حضور الناخب بنفسه لمقر لجنة الانتخابات بالسفارة أو القنصليات" أو "عن طريق التصويت عبر البريد" أو "عن طريق إرسال مندوب أو ممثل واحد للشخص". و"سيفتح باب التصويت في الجولة الأولى في الفترة مابين 11 إلى 17 مايو/ آبار 2012 وفي جولة الإعادة ما بين 3 إلى 9 يونيو/ حزيران 2012"، على حد تعبير السفير المصري.
وفي معرض جوابه على سؤال حول عدد المصريين المسجلين في قوائم التصويت قال السفير "حسب الإحصائيات الألمانية يعيش في ألمانيا حوالي 11 ألف مصري حامل للجنسية المصرية، لكن ثلاثة آلاف ومائة وثلاثة عشر شخصا فقط سيدلي بصوته في الانتخابات الرئاسية".
مهاجرون متفائلون وآخرون محبطون
وبدوره عبر سامح الناقوري، رئيس جمعية الصداقة المصرية الألمانية، في تصريح لموقعنا عن سعادته وسعادة أبناء وطنه في المهجر من المشاركة في تحديد الرئيس المصري الجديد. ويقول الناقوري " كان من المفترض منح حق التصويت للمصريين منذ عقود، لأن المصري مصري سواء داخل الوطن أو خارجه".
إلا أن العديد من أفراد الجالية المصرية غير متفائلين بخصوص الوضع الحالي ومن بينهم الصحفية المصرية المقيمة بألمانيا نهلة الحناوي التي أعربت في اتصال مع DWعربية عن عدم مشاركتها في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وتقول الحناوي " مشاركة الجالية المصرية في التصويت في الانتخابات الرئاسية شيء جيد من ناحية، لكن غير جيد من ناحية أخرى، لأن معظم المصريين المقيمين بالخارج يوجدون في بلدان الخليج وتحديدا في السعودية وقطر ولهم توجهات إسلامية تخدم مصالح المرشحين الإسلاميين".
ولا توافق شيرين راضي هذا الرأي إذ قالت لموقعنا خلال اتصال هاتفي " المصريون المقيمون في ألمانيا مهتمون ويعتزمون التصويت بكثافة، رغم ان أغلبهم لم يقرر بعد لصالح أي مرشح سيصوت". وترد الصحافية الحناوي واصفة موقفها عبارة عن حالة "إحباط يعيشها الكثيرون بسبب عدم اقتناعهم بأي مرشح" وأيضا بسبب "العديد من المهازل التي شهدتها مصر سواء من طرف الإسلاميين والمجلس العسكري أومن قبل الفلول"، على حد تعبيرها.
"من يفقد الشرعية لا ينظم الانتخابات"
رغم أن الأقباط المصريين يشكلون أقلية مقارنة بالمسلمين، إلا أنهم يلعبون دورا أساسيا في الثورة المصرية ويشاركون في العملية السياسية لبلدهم. من بين الأقباط يوجد هناك من سيصوت في الانتخابات المقبلة ومنهم من سيقاطعها لأسباب ليس دينية بالضرورة. DWعربية تحدثت إلى (جوني) الذي قال إنه "سيقاطع الانتخابات الرئاسية لأنها ستجرى تحت حكم العسكر. والعسكر لن يدع الرئيس القادم يتصرف بحرية". ويضيف (جوني) قائلا "كل المصريين باختلاف دياناتهم مضطهدون بشكل أو بآخر". ضلوع المجلس العسكري في العديد من التجازوات هو نفس السبب الذي دفع سماح غانم إلى اتخاذ قرار مقاطعة الانتخابات وقالت في حديث مع موقعنا" العسكر فقد مصداقيته منذ 9مارس/ آذار الماضي"، وتضيف غانم "من يفقد الشرعية لا يجب أن ينظم الانتخابات من عدمه، بل يجب أن ينسحب ويتم تبديله بمجلس انتقالي مدني".
تبادل التهم بين مرشحين
وللمرة الأولى في تاريخها شهدت مصر مساء الخميس (10 مايو/ أيار)مناظرة تلفزيونية بين مرشحين للانتخابات الرئاسية، المرشح الإسلامي "المعتدل" عبد المنعم أبو الفتوح والأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى. واتهم موسى ابو الفتوح بكونه "يخدم مصالح جماعة الإخوان المسلمين وليس مصلحة مصر". بدوره، انتقد أبو الفتوح علاقة موسى بنظام الرئيس السابق حسني مبارك.
وبحسب بعد استطلاعات الرأي، فإن عمرو موسى يحظى بنسبة تأييد مرتفعة وكذلك أبو الفتوح ثم رئيس وزراء في عهد مبارك الفريق احمد شفيق ومحمد مرسي مرشح جماعة الإخوان المسلمين والمرشح الناصري حمدين صباحي. وقد تعهد المجلس العسكري الحاكم الحالي للبلاد بتسليم السلطة إلى رئيس مدني منتخب.
ويعول المسئولون المصريون على أفراد جاليتهم المقيمة في ألمانيا وأوربا، حيث يقول السفير رمزي عز الدين رمزي "مصر في حاجة إلى خبرة جاليتها في ألمانيا خصوصا في ميادين الصناعة والاقتصاد والتعليم". ". وحول ما تنتظره الجالية المصرية في ألمانيا من الرئيس المقبل يقول الناقوري "نحن نريد العدالة الاجتماعية وضمان حرية التعبير وإشراك جميع المواطنين في الحياة السياسية". ولا يخفي الناقوري تفاؤله من المستقبل " المصريون قادرون على تجاوز هذه الفترة الحرجة".
عبد الرحمان عمار
مراجعة:هبة الله إسماعيل