انفلونزا الطيور يواصل اقتحامه للقارة الأوروبية
١٨ أكتوبر ٢٠٠٥بعد رومانيا وتركيا، أضافت اليونان رسميا اسمها على لائحة الدول التي تشهد إصابات بمرض انفلونزا الطيور لتكون بذلك أول عضو في الاتحاد الأوروبي يظهر فيه المرض. وأعلنت وزارة الزراعة يوم الاثنين الماضي رصد أول حالة إصابة في البلاد اثر تحاليل أجريت على طيور في جنوب شرق البلاد. وأكد وزير الزراعة اليوناني ايفانغيلوس باسياكوس أنه "سيلزم ما بين سبعة وثمانية أيام لمختبر متخصص لكي يحدد ما إذا كان الأمر يتعلق فعلا بفيروس اتش5ان1 الذي تسبب بحالات وفاة للبشر في آسيا." وأضاف الوزير اليوناني أن الجهود تجري على قدم وساق من جانب ألف بيطري وموظف يعكفون على العمل وأن المختبرات والحكومية "تعمل ولا يجب أن تكون هناك أية حالة من الذعر"، حسب تعبير الوزير.
حالات جديدة في رومانيا
وفي رومانيا التي تعد أول دولة أوروبية يصل إليها المرض، أعلن وزير الزراعة الروماني جورج فلوتور اليوم الثلاثاء اكتشاف حالات جديدة مشتبه بها من انفلونزا الطيور في دلتا نهر الدانوب وأن إحدى الحالات رصدت قرب الحدود مع أوكرانيا. وقال الوزير الروماني إن نتيجة الاختبار على بضع بجعات "جاءت إيجابية فيما يتعلق بالأجسام المضادة لانفلونزا الطيور".
هلع في دول شرق أوروبا
في غضون ذلك، بدأت كرواتيا التي تعد من بين أحد طرق الهجرة الرئيسية الأخرى إجراء فحوصات على طيور نافقة عثر عليها مدنيون. غير أن السلطات الزراعية أكدت على عدم ملاحظتها أية طيور نافقة وعلى أن الأمر مجرد هلع بين الناس الذين يرونها الآن في كل مكان ويتصلون فورا بالشرطة. وكانت المفوضية الأوروبية قد طلبت من كرواتيا القيام "بأسرع وقت ممكن" بفحوصات على طيور برية عثر عليها نافقة قرب زغرب. وأعلنت وزارة الزراعة الكرواتية أنه تم إرسال أربعة طيور نافقة إلى دائرة الطب البيطري في زغرب وستعرف النتائج خلال خمسة أيام. من ناحيتها أجرت بلغاريا، الواقعة إلى الحدود من تركيا، فحوصا على عشرات الطيور النافقة لكن الجهات الصحية أكدت أنها لم تكتشف أية حالات يشتبه في أنها حاملة للفيروس. وفي المقابل بدا الوضع أكثر توترا في مقدونيا، حيث عثر خلال نهاية الأسبوع على حوالي ألف طير نافق والعديد من الحمام الميت، كما ذكرت مصادر صحفية محلية. وفي روسيا والى جانب قريتين في غرب سيبيريا، حيث أصيبت الدواجن بمرض انفلونزا الطيور فإن 19 بلدة أخرى تقع في منطقة نوفوسيبيرسك وضعت تحت المراقبة أثر وجود حالات مشبوهة، حسب وزارة الزراعة الروسية.
لا دليل على تحور الفيروس!
يقول علماء بريطانيون إنه لا يوجد دليل على أن فيروس انفلونزا الطيور القاتل "اتش 5 ان 1" يتحور بشكل مطرد لتخطي حاجز النوع كي يهدد البشر. وأضافوا أنه إذا حقق الفيروس مثل هذه القفزة بأعداد كبيرة، فإنه سوف ينتشر كالنار في الهشيم. وقال جون سكيل مدير المعهد القومي للأبحاث الطبية إن "التحور أمر عشوائي تماما"، مضيفا أنه حتى الآن لا يوجد اتجاه محدد بصفة خاصة في تحولات الفيروس. وقال سيكيل إنه كلما زاد عدد الأشخاص الذين تحور الفيروس عند إصابتهم كلما أصبح من المرجح أن ينتقل بسهولة أكثر إلى البشر و"هنا يكمن الخطر الحقيقي". لكن ألان هاي مدير مركز الانفلونزا العالمي قال إنه عندما يتوصل الفيروس إلى شكل من التحور الصحيح لكي يتكاثر بنجاح في الإنسان بإعداد كبيرة فسوف يحدث الوباء. "فور بدء انتشاره من المتوقع أن ينتشر حول العالم كله خلال شهور". وأكد هاي أن معدل تسبب الفيروس في الموت عندما ينتقل إلى البشر يوضح مدى خطورته. "إنه يواصل تحوره داخل الدواجن... وعلينا أن نراقبه بأكبر قدر ممكن من الحرص". من جانبه حذر كبير المسؤولين الطبيين في بريطانيا ليام دونالدسون من أنه إذا حدث وباء عالمي فانه عند لحظة معينة سيؤدي إلى 50 ألف حالة وفاة في بريطانيا وحدها، حسب قوله.
منظمة الصحة العالمية تحذر
وتقول منظمة الصحة العالمية إن الفيروس قد يتحور إلى شكل يمكن أن يقتل ملايين الأشخاص حول العالم ودعت الحكومات الى الاستعداد لمثل هذا الوباء. وحذرت المنظمة الدولية من انتشار فيروس إنفلوانزا الطيور وتهديده لحياة الإنسان على نطاق واسع غير أنها حذرت من المبالغة في ردود الفعل التحذيرية في مواجهة انتشاره، مذكرة بأن آسيا لا تزال مركز المرض الأساسي وإنه لا يمثل "حتى الآن" خطرا كبيرا بالنسبة للجنس البشري. يذكر أن منظمة الصحة العالمية أوصت الدول بتخزين ما يكفي من مضادات الفيروسات لعلاج 25 بالمئة من سكانها. وتجري المنظمة الدولية حاليا محادثات مع الشركة المنتجة بشأن زيادة إنتاج عقار تاميفلو المضاد للانفلونزا والذي ينظر إليه على أنه خط الدفاع الأول ضد أنفلونزا الطيور، غير أن باحثون أعلنوا مؤخرا أنهم رصدوا نسخة من فيروس إتش5 إن1 مقاومة لهذا الدواء الذي يعتبر الرئيسي المتوفر حاليا.
تقرير: عبده جميل المخلافي