انطلاق المرحلة النهائية لمسابقة دويتشه فيله العالمية للمدونات

تنطلق اليوم المرحلة النهائية لمسابقة دويتشه فيله العالمية للمدونات 2006، وذلك بعد أن تم الإعلان عن المدونات المرشحة لخوض المسابقة. فقد قامت هيئة التحكيم باختيار 10 مدونات متميزة لكل فئة من الخمس عشرة فئة التي تتكون منها المسابقة، ليتم التصويت عليها عبر موقع المسابقة (www.thebobs.de) ابتداء من 23 تشرين الأول/أكتوبر. وكان المدونون وزوار موقعنا قد قاموا بترشيح أكثر من 5500 مدونة بعشر لغات مختلفة، وبذا فإن عدد المدونات المرشحة هذا العام قد تضاعف عنه في العام الماضي.

عدد المدونات في تزايد مستمر في الوطن العربي، ففي مصر وحدها يتضاعف العدد كل ست شهور حسب ما قالته لنا منال حسن عضو هيئة التحكيم في مقابلة لموقعنا. ويذكر أن منال تملك وزوجها مدونة مصرية تحت اسم دول معلومات منال وعلاء، وكانت هذه المدونة قد فازت في العالم الماضي بجائزة مراسلون بلا حدود. وتحاول المدوِنة المصرية المساعدة على زيادة المدونين ليس فقط في مصر وإنما أيضا في الوطن العربي، خاصة وأنها تعتبر أن هذه المدونات تعبر عن رأي الشارع العربي وتعتبرها بمثابة الصحافة الشعبية.

التدوين بين الثقافة والسياسة

تتشعب مواضيع المدونات العربية لتتناول جميع القضايا المطروحة، لكن العدد الأكبر من هذه المدونات كما تضيف منال يهتم بالمواضيع السياسية، سواء الداخلية أو العالمية وخاصة ما يتعلق منها بالشرق الأوسط وعلاقة الدول العربية بدول العالم الأخرى. ولكن معظم المدونات العربية تهتم بالوضع العربي الداخلي، مثل أوضاع الفساد، التعليم والصحة وما إلى ذلك. وتعتبر منال بأن المدونات العربية تمثل الصحافة الشعبية وخاصة "أن وسائل الإعلام لا تعبر عن حقيقة الواقع السياسي والاجتماعي في الوطن العربي." وبهذه الطريقة فبإمكان الشعب التعبير عن نفسه من خلال المدونات.

إضافة إلى الاهتمام بالوضع السياسي العربي هناك مدونات تهتم بالوضع الفني والأدبي العربي والثقافة العربية. فمنها ما يهتم بالشعر والأدب والقصص القصيرة مثلا. وهناك أيضا مدونات تنقل مواضيعها عبر الصور. ولا ننسى أن هناك مدونات تهتم بتكنولوجيا المعلومات ومدونات الأطباء التي تتكلم عن الوضع الصحي أو العلاج والطب. "لكن ما يطغى على المدونات العربية هو التوجه السياسي والأدبي. وهذا التوجه ناجم عن طبيعة الظروف السياسية المحيطة بالمنطقة العربية، وطبيعة سياسة الحكومات العربية التي تدفع بالمدونين للتعليق عليها." حسب تعبير المدونة منال.

وتشير منال إلى أن هناك مواضيع تطغى في فترة من الفترات وهذا كان واضحا في فترة حرب لبنان بحيث أظهر العديد من المدونين تضامنه مع الشعب اللبناني حتى ولو لم يكن لديهم اهتمام سياسي. فهذه الحرب كانت بارزة في معظم المدونات العربية والمصرية بشكل رئيسي، حيث قام المدونون بوضع اللافتات Banners على مواقعهم منادين بدعم المقاومة ضد العدوان أو وقف الحرب.

الإعلان عن الفائزين في برلين

ستلتقي منال حسن مع باقي أعضاء هيئة التحكيم الاثني عشر في العاشر من تشرين الأول/نوفمبر من هذا العام في العاصمة الألمانية برلين لاختيار الفائزين. وسيتم في اليوم التالي 11 نوفمبر الإعلان عن هؤلاء الفائزين في جو احتفالي في صالة متحف الاتصالات (Museum für Kommunikation) هذه الحفل سيكون برعاية إدارة المتحف. وإلى جانب منظمو مراسلون بلا حدود يشارك راديو هولندا القسم الخارجي كداعم رئيسي لمسابقة المدونات، هذا إلى جانب مشاركة العديد من المؤسسات الإعلامية كشريك إعلامي مثل مكتوب وصحيفة لي موند الفرنسية.