انطلاق مسابقة دويتشه فيله الثالثة للمدونات الشخصية
٣١ أغسطس ٢٠٠٦أصبحت المدونات الشخصية جزءاً جوهريا في عالم الصحافة الإليكترونية، إذ حصرت ماكينة البحث الأمريكية Technorati أكثر من 50 مليون مدونة مسجلة في شتى أنحاء المعمورة، كما يفترض الخبراء أن هذا العدد في تزايد مستمر. وكانت بعض ماكنات البحث عن المدونات في الانترنت قد ألغت خدمة البحث في الوقت الحالي، كما حصل في موقع (blogstats.de و daypop.com) نظرا للتزايد المتواصل في أعداد المدونات التي تضاف يوميا إلى الشبكة العنكبوتية، الأمر الذي يزيد على قدرة وطاقة هذه الماكنات من استيعاب هذا الكم الهائل من المواقع الجديدة.
الرقابة على الانترنت مشكلة عالمية
لكن هذا التزايد والتهافت على المواقع الشخصية لا يعني بالضرورة أنه لا يمكن للحكومات الدكتاتورية ملاحقة المدونين وأصحاب هذه المواقع. جوليان بيين من منظمة مراسلون بلا حدود يعتبر أن "وضع المدونات العام في العالم مشجعا، خاصة لتناميها المتزايد"، مضيفا بأن "خبرة المنظمة في السنوات الخمس الأخيرة تشير إلى تزايد حرية التعبير في العالم، فمثلا كانت حرية الرأي والتعبير في بلاد آسيا مثل الصين أو فيتنام تعاني من مضايقات جمة، لكن هذا الوضع لا يمكن تعميمه على الوضع العام في الدول الأخرى." كما أصبحت الرقابة على الإنترنت مشكلة عالمية، وفي هذا السياق يرى بيين أنه المستقبل القريب ستحاول العديد من الحكومات الدكتاتورية السيطرة على الانترنت أو على الأقل الحد من حرية تبادل المعلومات فيها، مؤكدا على الدور الهام الذي تقوم به المدونات في عصرنا الحاضر: "ما يميز المدونات هو كونها شخصية وتنطق بلسان حال أشخاص كانت حريتهم مكبوتة ومقيدة، وأعطت المدونات المجال لأشخاص للتعبير عن أنفسهم في بلاد حرموا منها طوال السنين الماضية." وعقب بيين على التطورات الأخيرة قائلا: "امكان كل شخص أن يكون له مدونة خاصة، سواء كان تفكيره متوافقا مع الخط السياسي لوطنه أم لا. إنني مقتنع تماما بأن المدونات في العالم ستغير الوجه العام لوسائل الاعلام."
البوبز تحرك الرأي العام
وكما هو متوقع دفع المدونون ثمناً باهظاً من أجل الدفاع عن حرية تعبيرهم، إذ لم تقتصر ملاحقة الأجهزة الأمنية على الصحفيين فقط، بل قامت السلطات في العديد من الدول من ملاحقة المدونين واعتقال بعضهم، كما هو الحال في مصر مثلا. وهنا اعتبر جوليان بيين "مسابقة البوبز – افضل المدونات"، التي تنظمها دويتشه فيله بأنها تعطي المدونين في الوقت الحالي نوعا من الطمأنينة في مسيرتهم نحو ترسيخ حرية الرأي والتعبير لدى المجتمعات. ويذكر أن بيين هو أحد أعضاء هيئة التحكيم العالمية في هذا العام، والمكونة من صحفيين مستقلين ومدونين عالميين بإضافة إلى خبراء إعلاميين وخبراء انترنت. وبالإضافة إلى بيين سيشارك 12 عضوا في اختيار أفضل المدونات التي ستخوض السباق ومن ثم اختيار الفائزين من بينها.
الهولندية لغة المسابقة العاشرة
إلى جانب منظمة مراسلون بلا حدود يشارك في هذا العام راديو هولندا كأحد الداعمين للمسابقة العالمية، ولذا فقد أصبحت اللغة الهولندية هي اللغة العاشرة إلى جانب العربية والالمانية والانجليزية والاسبانية والصينية والفارسية والبرتغالية والفرنسية والروسية المشاركة في مسابقة دويتشه فيله العالمية للمدونات الشخصية. ويحق للمدونات من جميع دول العالم المشاركة في هذه المسابقة شريطة أن تكون المدونة مكتوبة بإحدى اللغات المذكورة. وابتداء من 31 آب/أغسطس وحتى 30 أيلول/سبتمبر يمكن للمستخدمين تقديم اقتراحاتهم وترشيخاتهم من خلال موقع المسابقة
(www.thebobs.com).
وابتداء من 1 وحتى 22 تشرين أول/أكتوبر سيقوم أعضاء هيئة التحكيم باختيار أفضل المدونات من بين الترشيحات التي ستصل من قبل المستخدمين لوضعها على الموقع وفتح المجال أمام المستخدمين للتصويت على هذه المدونات ابتداء من 23 تشرين أول/أكتوبر وحتى 11 تشرين ثاني/نوفمبر 2006 . كما ستقوم هيئة التحكيم بالاعلان عن أسماء الفائزين بجوائز المسابقة في يوم 11 تشرين ثاني/نوفمبر في برلين.
وستشمل مسابقة المدونات هذا العام على 15 فئة مختلفة ويمنح لكل فئة منها جائزة قيمة. وجانب اختيار أفضل مدونة عامة سيكون هناك جائزة البودكاست وجائزة المدونة المشتركة والتي قد تكون مدعومة من أحد المؤسسات أو كذلك أحد وسائل الاعلام. وفي فئة "البلوغ فورست" سيتم منح جائزة للمدونة التي تأخذ الطابع الغريب في تكوينها أو التي لا تمت للمدونات العادية بصلة من حيث المحتوى أو تلك المدونات الغريبة في النصوص والصور والاشكال (مدونة غريبة عجيبة)، فالمدونات المقترحة لهذه الفئة يجب أن تكون مختلفة.
البلوغوبيديا
وسيترافق الإعلان عن الفائزين مع نهاية مسابقة المدونات لعام 2006. لكن مع إضافة موسوعة المدونات "بلوغوبيديا" سيكون بإمكان المستخدمين تسجيل مدوناتهم في أي وقت يشاءونه وترشيح هذه المدونات للمشاركة في المسابقة. وعلى هذا النحو ستكون المدونات مرتبة وموزعة حسب المعطيات مثل البلد أو اللغة أو النوع، وهذه المدونات يمكن تقييمها او التعليق عليها من قبل المستخدمين. يشار إلى أن مسابقة المدونات في هذا العام تلقى دعم العديد من وسائل الإعلام المختلفة، منها على سبيل المثال موقع مكتوب العربي وجريدة ليموند الفرنسية.
تقرير: بيترا فوكسيل/ إعداد: زاهي علاوي