انطلاق الدورة الثامنة عشرة للأسبوع العالمي للمياه في استوكهلم
١٨ أغسطس ٢٠٠٨انطلقت في العاصمة السويدية استوكهلم فعاليات الدورة الثامنة عشرة للأسبوع العالمي للمياه التي ينظمها المعهد العالمي للمياه في استوكهلم. ويناقش حوالي ألفان وخمسمائة مشارك من علماء وخبراء وسياسيين وموفدين من كافة أنحاء العالم على مدى سبعة أيام، من السابع عشر من شهر أغسطس/آب إلى الثالث والعشرين من نفس الشهر، مواضيع حول الماء وكيفية التحكم في الموارد المائية، تتصدرها قضية المياه الملوثة بالصرف الصحي وتأثيرها على صحة الإنسان والتي يعاني منها خاصة عدد من البلدان النامية والفقيرة في جنوب شرق آسيا وإفريقيا جنوب الصحراء وفي عدد من بلدان أمريكا اللاتينية.
قضية المياه الملوثة في البلدان النامية والفقيرة
وتأتي أهمية هذا الموضوع على ضوء آخر الإحصائيات للمعهد الدولي لإدارة المياه في سيريلانكا والتي تشير إلى موت أربعة أطفال كل دقيقة وذلك جراء أمراض كان من الممكن تفاديها لو تم اتباع إجراءات صحية بسيطة. ذلك أن المياه الملوثة تسبب في قتل ملايين الأطفال، وهو رقم يناهز عدد ضحايا مرض الإيدز من الأطفال.
جاء ذلك في إطار دراسة قدمها في مستهل الأسبوع العالمي للمياه باحثون من المعهد الدولي لإدارة المياه حول الأخطار الصحية التي تتسبب فيها عملية ري المساحات الزراعية في عدد من المدن في البلدان الفقيرة بالمياه الملوثة بمياه الصرف الصحي. وأشار العلماء إلى أن استعمال هذه المياه يؤدي إلى تلوث المواد الغذائية التي من الممكن أن تسبب في تسميم وموت الكثير.
وشملت الدراسة 53 مدينة في شتى أنحاء العالم. وتبين من خلالها أنه يتم في حوالي ثمانين بالمائة من المدن استعمال مياه ملوثة بدرجات متفاوتة في المساحات الزراعية. وفي سبعين بالمائة من المدن تم استعمال مياه ملوثة بالصرف الصحي في ري أكثر من نصف المساحات الزراعية.
إجماليا تم استعمال المياه الملوثة في ري نحو عشرين مليون هكتار من المساحات الزراعية، خاصة في عدد من البلدان الآسياوية على غرار الصين والهند والفيتنام وكذلك في عدد من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء وفي مدن أمريكا اللاتينية. تجدر الإشارة إلى أن هذه المساحات تخصص بصفة كبيرة لزراعة الخضر والأرز.
جائزة استوكهلم للمياه
من جهة أخرى ستتم معالجة قضية الفساد في عدد من البلدان، ذلك أن حوالي خمسة وأربعين بالمائة من المبالغ التي تقدمها المنظمات العالمية كمساعدات لعدد من البلدان لتمويل برامجها في تنقية المياه وتوفير المياه الصالحة للشرب، تختفي في قنوات غير شرعية، وذلك بحسب منظمة الشفافية العالمية.
على صعيد آخر وفي إطار الأسبوع العالمي للمياه من المنتظر يوم الخميس القادم (الحادي والعشرين من شهر أغسطس/آب) أن يمنح المعهد العالمي للمياه الباحث البريطاني جون آنتوني آلان جائزة استوكهلم للمياه والتي تبلغ قيمتها المالية مائة ألف يورو (أي ما يعادل 150 ألف دولار)، وذلك تقديرا للمجهودات الخبير العلمية في مجال إدارة حكيمة للمخزونات المائية في العالم.