Kälte verhindert Luftbrücke
١٥ ديسمبر ٢٠١٣أصبحت سوريا عمليا بلدا مقسما، فهناك قطاع عريض يمتد من حلب في شمال غرب البلاد إلى الحدود مع العراق، بطول يقدر بحوالي ألف كيلومتر وبعرض مائة كيلومتر. وينضوي هذا الجزء تحت ما يسمى"دولة العراق والشام الإسلامية" التي يسيطر عليها الإسلامي المتشدد العراقي أبو بكر البغدادي الذي يفرض تصوراته حول "حياة تنسجم مع إرادة الله" على كل الذين يعيشون هناك.
ويقسم هذا الوضع سوريا عمليا إلى قسمين. وهما جنوب البلاد الذي تقع فيه مدن مهمة مثل دمشق وحمص وحماة وإدلب، وجزء أصغر ذو شكل مثلث في شمال شرق سوريا عند الحدود مع تركيا والعراق. وبات التنقل من جنوب البلاد إلى شمالها مستحيلا تقريبا، مما يترك آثاره على نقل المساعدات الإنسانية.
وكانت معظم شاحنات المساعدات قد انطلقت سابقا من دمشق ونقلت المساعدات من هناك إلى شمال شرق البلاد أيضا. ورغم أن هذا الطريق ليس منقطعا كليا، إلا أنه خطير جدا. ومنذ الاعتداء على شاحنة ونهب المساعدات فيها في أيار/ مايو الماضي تبحث المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن إمكانيات أخرى للوصول إلى اللاجئين.
نهب المساعدات
رغم أن تركيا تُعتبر منطلقا مناسبا لنقل المساعدات إلى شمال شرق سوريا، إلا أن الدولة التركية لم تسمح للمنظمات الخيرية بذلك حتى الآن. ولذلك لا يبقى حاليا إلا نقل المساعدات عن طريق العراق.
إلا أن ذلك صعب أيضا، فهناك بعض المناطق في شمال شرق سوريا يراقبها إسلاميون متطرفون. وتشهد هذه المناطق معارك شديدة بينهم وبين الأكراد الذين تمكنوا حتى الآن من الدفاع عن أنفسهم ضد استمرار تسلل الجهاديين إلى مناطقهم.
وقد عملت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين منذ فترة على فتح ممر جوي من أربيل العراقية إلى المنطقة السورية الشمالية التي تقع فيها مدينتا القامشلي والحسكة. وهذه خطة وافقت كل من الحكومة السورية والعراقية عليها.
"ضمان أمن العاملين الإنسانيين"
وسيسهل هذا الجسر الجوي الذي انطلق اليوم (الأحد 15 ديسمبر/ كانون الأول 2013)عمل المفوضية العليا وشركائها إلى حد كبير، إذ أنه سيمكن من التحليق فوق بعض المناطق الخطيرة أو حولها. إلا أن ذلك لا يحل جميع مشاكل المنظمات الإنسانية. " المشاكل الأمنية القائمة تعرقل الوصول إلى أولئك الذين يحتاجون إلى المساعدات أكثر من غيرهم"، كما يقول دان مكنورتون الناطق باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، مشيرا إلى أنه من الضروري ضمان أمن المساعدين كل يوم من جديد، مضيفا "كل مرة يجب التغلب على حواجز أخرى". ولذلك من الضروري التحدث مع جميع الأطراف، "بهذه الطريقة فقط يمكن أن تصل المساعدات المحتاجين إليها".
وكان من المقرر فتح الممر الجوي قبل بضعة أيام، إلا أن سقوط الثلوج الشديدة في المنطقة أخر العملية. وتشمل المساعدات الخيم والمشمعات البلاستيكية للحماية من الأمطار والثلوج والبطانيات السميكة ولوازم إعداد الأكل، فالناس هناك يفتقرون إلى كل شيء.
عشرة ملايين من المحتاجين
وكما يقول دان مكنورتون، فإن مفوضيته تسعى إلى تقديم الدعم إلى 60 ألف شخص في شمال سوريا، الذين يصفهم بأنهم "لاجئون داخل سوريا". وتواجه المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وغيرها من المنظمات الخيرية تحديات كبيرة في مناطق سورية أخرى أيضا، فكما أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية، يبلغ عدد اللاجئين السوريين داخل بلاده 5ر6 مليون شخص.
ويبحث 5ر2 مليون لاجئ عن الحماية في الدول المجاورة. ومن الضروري تقديم الدعم إليهم أيضا. وعلاوة على ذلك، فإن هناك أولئك "الذين بقوا في مدنهم وقراهم والذين يحتاجون إلى الدعم أيضا، كما يقول مكنورتون.