اندلاع اشتباكات بين جزائريين ومهاجرين صينيين في الجزائر العاصمة
٥ أغسطس ٢٠٠٩وقعت مواجهات بين جزائريين وعشرات الصّينيين على مدى يومين ابتداء من عصر يوم الاثنين الماضي (03 أغسطس/آب) في حيّ باب الزّوار بالعاصمة الجزائرية. وشهدت المواجهات تصعيدا أمس الثلاثاء (04 أغسطس / آب)، بحيث اندلعت اشتباكات بين نحو مائة شخص من الجزائريين والمهاجرين الصّينيين، اُستخدمت فيها الهراوات والسّكاكين وقضبان حديدية، بحسب شهود عيان.
شجار بين شخصين يتحوّل إلى اشتباكات بين العشرات
وعن سبب اندلاع المواجهات نقلت وكالة رويترز عن شهود عيان أن مشاجرة بين صاحب متجر جزائري وقائد سيارة صيني قد أشعلت فتيل التصعيد الذي استمرّ يومين. وكانت المشاجرة بدأت يوم الاثنين الماضي في حي باب الزوار شرق العاصمة الجزائرية والمعروف محليا باسم "الحيّ الصّيني" بمواجهة بين أصحاب المتاجر الجزائريين وأصحاب السّيارات الصّينيين. ونقلت وكالة رويترز عن عبد الكريم سالوده، وهو صاحب متجر جزائري، أن سبب الشجار يعود إلى أنّه طلب من سائق سيّارة صيني عدم وضع سيارته أمام متجره وأنّ هذا الأخير كان أهانه. وأضاف سالوده، الذي لفّ رأسه بالضمادات: "لكمته وظننت أن الأمر انتهى، لكن بعد حوالي نصف ساعة جاء ومعه ما لا يقلّ عن خمسين صينيا للانتقام"، مشيرا إلى أنّه كانت بمثابة "المعجزة أنني لا زلت على قيد الحياة." وأفاد شهود عيان أن نحو 60 من السّكان الجزائريين انضموا للمشاجرة. في حين، قال بعض السّكان المحلّيين إن "المهاجرين الصّينيين لا يراعون عادات المسلمين"، ففي سياق متّصل قال رشيد أزوج صاحب متجر في حيّ باب الزّوار: "لا نستطيع العيش معهم"، مشيرا بالقول:"إنّهم يشربون الخمر ولا يحترمون ديننا، وينبغي أن يرحلوا".
"المواجهات لن تؤثر على العلاقات الصّينية الجزائرية"
من جهته، أفاد لينغ يون، وهو دبلوماسي في السّفارة الصينية في العاصمة الجزائرية، إصابة عشرة صينيين بجروح وتعرّض خمسة متاجر مملوكة لمواطنين صينيين للنّهب. وقال الدبلوماسي الصّيني إن السّلطات المحلية تحقّق في الشجار، مؤكّدا بالقول: "نحن نثق في الشرطة الجزائرية لتسليط الضوء على خفايا الحادث". ولفت إلى أن الاشتباكات الأخيرة بين الصينيين والجزائريين لن تؤدي إلى فتور حماس الشركات الصينية إزاء الاستثمار في الجزائر، مشدّدا على أن الصداقة الصّينية الجزائرية قويّة. يذكر أن الصّين كانت حذّرت مواطنيها في الجزائر الشهر الماضي من هجمات محتملة من تنظيم القاعدة في بلدان المغرب للانتقام من حملة الحكومة الصينية في إقليم شينجيانغ الذي تقطنه الأغلبية الإيغورية المسلمة.
ارتفاع معدل البطالة يزيد المخاوف من العمالة الصينية
هذا، وتشير التقديرات الرّسمية إلى أن عدد الصّينيين في الجزائر يبلغ نحو 35 ألف شخص، في الوقت الذي يعتقد فيه العديد من الجزائريين أن العدد الحقيقي للجالية الصّينية في بلادهم يناهز ذلك بكثير. ويعمل غالبية الصّينيين في الجزائر بصفة أساسية في مشروعات بناء حكومية. ويقول مراقبون إن وجودهم في البلاد يثير استياء العديد في الجزائر، حيث يعاني سبعة أشخاص من بين عشرة ممّن تقل أعمارهم عن ثلاثين عاما من البطالة. ويرى البعض أن ما يزيد الطّين بلّة هو أن العمال الصينيين يقبلون أجورا أقلّ رغم أنهم أكثر تأهيلا من العمالة المحلّية. في حين يخشى البعض الآخر من توقّف مشاريع إنشاءات كبيرة ومتعدّدة إذا غابت العمالة الصينية.
(ش.ع / رويترز / أ.ف.ب)
مراجعة: ابراهيم محمد