انتقال الجدل حول الختان من ألمانيا إلى النمسا
٢٥ يوليو ٢٠١٢انتقل الجدل الذي أثير مؤخرا في ألمانيا حول الختان الديني للذكور إلى النمسا، حيث أوصت حكومة محلية يمينية محافظة هناك بامتناع الأطباء عن إجراء هذه العمليات. واعتبر رئيس حكومة ولاية فورارلبرغ بغرب النمسا، ماركوس فالنر، الحكم الذي أصدرته محكمة كولونيا الألمانية بتجريم عمليات ختان الذكور "رائدا"، مطالبا الأطباء بالامتناع عن إجراء الختان لأسباب دينية طالما أن القاعدة القانونية غير واضحة. ومن جانبه طالب الرئيس المحلي لحزب الحرية النمساوي اليميني المتطرف، ديتر إيجر، بحظر ختان الذكور في النمسا.
وفي المقابل انتقد وزير الصحة النمساوي، أليوس شتوجر، اليوم الأربعاء (25 تموز/ يوليو 2012) إثارة جدل حول هذا الموضوع في النمسا، واصفا ذلك بأنه "نقاش مفتعل". وقال شتوجر في تصريحات لوكالة الأنباء النمساوية "إيه.بي.إيه" إن هذا الموضوع مأخوذ من ألمانيا وليس له أهمية. من جانبهم رفض ممثلو المنظمات الإسلامية واليهودية في النمسا فرض قيود على ختان الذكور، مشددين على أهمية الحرية الدينية.
وأعلن مستشفى الأطفال في مدينة جراتس بولاية شتايرمارك النمساوية عزمه عدم إجراء أي عمليات ختان قائمة على دوافع دينية إلا بعد وضع معايير موحدة لهذا الأمر في النمسا.
يذكر أن البرلمان الألماني (بوندستاغ) وافق يوم الخميس الماضي بأغلبية كبيرة على قرار يدعو إلى إصدار تشريع يسمح من ناحية المبدأ بختان يتم بشكل طبي متخصص ولا يتسبب في ألم للأطفال الذكور. وتأتي هذه الخطوة بعد نحو ثلاثة أسابيع من الحكم الذي أصدرته محكمة في مدينة كولونيا حظرت بموجبه ختان الذكور معتبرة إياه انتهاكا جسديا للإنسان وتعديا على حرية اختيار الدين. ورأت المحكمة أن هؤلاء الذكور هم وحدهم الذين من حقهم تقرير ما إذا كانوا يريدون ختان أنفسهم أم لا وذلك لدى بلوغهم. وأثار هذا الحكم موجة ردود فعل واسعة داخل وخارج ألمانيا مما دفع بالمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إلى تأكيد بأنها لن تسمح بأن "يقال إن ألمانيا هي الدولة الوحيدة التي لا يستطيع فيها اليهود أداء شعائرهم.. وإلا سنصبح أضحوكة في العالم..".
(ع.ج.م/ د ب أ)
مراجعة: أحمد حسو