نصف الألمان مع حظر الختان والقضية أمام البرلمان
١٩ يوليو ٢٠١٢جاء في نتيجة استطلاع للرأي أن نصف الألمان تقريبا يؤيدون حظر ختان الذكور بين المسلمين واليهود. وتبين من خلال الاستطلاع الذي أجراه معهد "يوغوف" المتخصص باستطلاعات الرأي بتكليف من وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن 45 % من الذين شملهم الاستطلاع يرغبون في إنهاء هذه الشعيرة اليهودية والإسلامية الضاربة في القدم مقابل 42% يعارضون هذا الحظر، و13 % ليس لديهم رأي في هذا الأمر.
من ناحيته يعتزم البرلمان الألماني اعتماد قرار بالسماح بختان الذكور في رسالة منه للتأكيد على احترامه لشعائر الأديان الأخرى. ومن المنتظر أن تتفق الهيئات البرلمانية للأحزاب الممثلة في البرلمان على قرار يسمح بختان الذكور وذلك في إطار الجلسة الطارئة المقرر عقدها اليوم الخميس (19 تموز / يوليو) بشأن أزمة اليورو. وتنص مسودة الطلب الذي تقدم به أعضاء البرلمان بهذا الشأن، وحصلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) على نسخة منها على السماح من ناحية المبدأ بـ "ختان يتم بشكل طبي متخصص" ولا يتسبب في ألم للأطفال الذكور.
كما طالب الموقعون على الطلب الحكومة بالتقدم خلال الخريف المقبل بمشروع قانون يجعل ختان الذكور مشروعا. ولكن وزارة العدل شككت في إمكانية الانتهاء من مسودة المشروع خلال الخريف المقبل، حيث قالت متحدثة باسم الوزارة : "لا أستطيع أن أعدكم بخطة زمنية محددة.. الخريف هو الهدف ولكن نظرا لصعوبة المادة فلا يمكن أن أحدد موعدا بعينه..". غير أن المتحدثة أكدت أن الوزارة لن ترجئ هذا الموضوع.
الحكم الذي أثار الكثير من الجدل
يأتي ذلك بعد ثلاثة أسابيع من الحكم الذي أصدرته محكمة كولونيا التي حظرت ختان الذكور، معتبرة أنه يشكل انتهاكا جسديا للإنسان وتعديا على حرية اختيار الدين. ورأت المحكمة أن هؤلاء الذكور هم وحدهم الذين من حقهم تقرير ما إذا كانوا يريدون ختان أنفسهم أم لا وذلك لدى بلوغهم.
وأثار هذا الحكم موجة استياء واسعة في الأوساط اليهودية والمسلمة في ألمانيا، وجعل المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تؤكد آنذاك أنها لن تسمح بأن "يقال إن ألمانيا هي الدولة الوحيدة التي لا يستطيع فيها اليهود أداء شعائرهم.. وإلا سنصبح أضحوكة في العالم..".
وحث رئيس الجالية اليهودية في المانيا وأحد الأطباء البارزين الحكومة على سن قانون جديد ينص بشكل واضح على أن ختان الذكور لأسباب دينية قانوني.
ويعارض اتحاد أطباء الأطفال والشباب في ألمانيا "بي في كي جي" ختان الذكور، وحذر من التهاون بشأنه وأكد أنه يؤدي إلى إلحاق أذى بدني ونفسي بالأطفال يظل يلاحقهم طوال حياتهم حسبما قال فولفرام هارتمان، رئيس الاتحاد الذي رأى أن الحق الدستوري للأطفال في السلامة الجسدية يعلو فوق حق التدين.
(ع. ج/ د ب أ، رويتز)
مراجعة: عبده جميل المخلافي