انتقادات حادة لمخرج فيلم"رسائل إلى الرئيس"
١٨ فبراير ٢٠٠٩عُرض للمخرج التشيكي الأصل بيتر لوم فيلم "رسائل إلى الرئيس" في إطار الدورة التاسعة والخمسين من مهرجان برلين السينمائي، لكن عرض هذا الفيلم الوثائقي في العاصمة الألمانية قوبل بمظاهرات من قبل الإيرانيين المقيمين في ألمانيا، الذين طالبوا إدارة المهرجان بعدم التعامل مع الأفلام التي تتطرق إلى النظام الشمولي القائم في إيران. معتبرين أن عرض الفيلم ليس أكثر من حملة إعلامية لصالح الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد.
انتقادات حادة لمخرج الفيلم
وقبل عرض الفيلم تظاهر العديد من الإيرانيين أمام دار السينما، التي شهدت عرضه، بسبب انتهاك النظام الإيراني الحالي لحقوق الإنسان وإنكاره لحدوث الهولوكست. ومن جهة أخرى طالب نادي السينمائيين الإيرانيين والأوروبيين في برلين إدارة المهرجان بعدم إفساح المجال أمام الأفلام، التي لا تتطرق إلى الانتهاكات التي تحدث داخل إيران مثل انتهاك حقوق الإنسان وقمع حرية الرأي.
وفي هذا الإطار أوضح مدير المهرجان ديتر كوسليك، على لسان الناطقة الرسمية باسم المهرجان، أن المهرجان يتعرض دائما لمثل ردود الأفعال هذه من قبل المنظمة نفسها كل عام، حين يتعلق الأمر بعرض فيلم من إيران. كما علق كريستوف تيرهيشته مدير قسم المنتدى، الذي عرض في إطاره الفيلم في المهرجان، بالقول إن اتهام الفيلم بأنه نوع من الدعاية لصالح النظام الإيراني يعد سوء فهم من قبل المعارضين، الذين لم يشاهدوا الفيلم. وأكد تيرهيشته على أن الفيلم ليس موال لنظام الرئيس الإيراني محمود احمدي النجاد وإنما يريد كشف وتعرية توظيف النظام الإيراني الحالي للرأي العام، ما أتاح للفيلم المشاركة في المهرجان.
عشرة ملايين رسالة إلى الرئيس الإيراني
ويشير فيلم "رسائل إلى الرئيس" إلى أن الإيرانيين أرسلوا حتى الآن عشرة ملايين رسالة إلى الرئيس محمود احمدي نجاد منذ توليه منصبه، طالبين منه مساعدتهم ماليا. وفي الوقت ذاته يظهر الفيلم كيف يسيطر الرئيس الإيراني على الرأي العام بدعم من وسائل الإعلام الإيرانية المحلية. وفي إحدى المشاهد يسأل المخرج التشيكي لوم أحد الإيرانيين عن رأيه في النظام الحالي. وعلى الرغم من إجابته بأن النظام يعتبر نظاماً جيداً، إلا أن المشاهد سرعان ما يقرأ ما بين سطور الإجابة ويرى تعبيرات وجه هذا الإيراني، التي قد لا تتفق مع إجابته قط.
وفي مشهد آخر يزور احمدي نجاد إحدى القرى الإيرانية وتسارع إليه إحدى النساء طالبة منه مساعدتها في علاج ابنها المصاب بمرض السرطان. لكن الرئيس الإيراني يلتفت إليها قائلاًً: "لا تقلقي فالأطفال أقوياء وسيستردون عافيتهم!"
وفي حديث خاص مع دويتشه فيله أوضح المخرج التشيكي بيتر لوم أن هذا الفيلم يتطرق إلى إظهار حقيقة النظام الإيراني الحالي وأحوال الإيرانيين. وعلق لوم على المظاهرات، التي سبقت عرض فيلمه، قائلاً: "إنها كانت لصالح الفيلم"، واصفاً أيها بالدعاية المغرضة، التي لا تدفع المرء إلى التفكير وإنما تريد إلغاء عقل الإنسان. ويرى لوم أن هذا لا يتناسب مع الفيلم، الذي يبعث المشاهد إلى التفكير. إضافة إلى ذلك فإن لوم لا يعرف أن كان سيُسمح بعرض الفيلم في إيران.
ردود أفعال متباينة
ولاقى الفيلم بعد عرضه الأول ردود فعل مختلفة بين المشاهدين، فالبعض عبر البعض عن إعجابه بالفيلم، الذي نجح في اختراق العزلة الإعلامية في إيران، التي يصعب على الصحفيين الغربيين دخولها. بينما أبدى تفهمه لعدم نقد المخرج التشيكي للانتهاكات التي تتم داخل إيران، كما انه لاقى استحسان مشاهدين آخرين، الذي علقوا بالقول أنه "فيلم يحتاج إلى مشاهد دقيق الملاحظة ليفهم الرسائل المستترة التي أرسلها مخرج الفيلم".
أما المشاهدين الإيرانيين، الذي حضروا عرض الفيلم، فقد انتقدوا بشدة عدم تعرض الفيلم إطلاقا إلى القمع وتقييد حرية التعبير، التي تشهدها البلاد في إطار النظام الشمولي، على حد تعبيرهم.