Berlinale Überblick
٩ فبراير ٢٠٠٩تواصل مدينة برلين عرض الأفلام المتميزة في إطار الدورة التاسعة والخمسين من مهرجانها السينمائي "البرليناله"، الذي يستمر حتى 16 شباط/ فبراير الجاري. وتُعرض في المهرجان أفلام من شتى أنحاء العالم لتتنافس على جائزة الدب الذهبي أو سعيا وراء اجتذاب محبي الفن السابع وأخرى تبحث عن فرص لتسويقها.
تنافس محموم على الدب الذهبي
وشهدت هذه الدورة من المهرجان عرض الفيلم البوليسي "في الضباب الكهربائي"، الذي يصور لويزيانا مسكونة بأشباح ماضيها المثقل بالعبودية ومدمرة بفعل الإعصار كاترينا. ويأتي هذا الفيلم الأمريكي الذي عرض مساء السبت في قاعة قصر المهرجان، في إطار المنافسة على الدب الذهبي في يوم واحد مع الفيلم الإيراني "بشأن إيلي" للمخرج أصغر فرهدي و الفيلم الألماني "العاصفة" لهانس كريستيان شميت.
والفيلم الأمريكي، وهو الفيلم الثاني الناطق بالانجليزية للمخرج الفرنسي تافرنييه بعد فيلمه "ديث ووتش" في عام 1980. والفيلم مقتبس عن قصة بوليسية للكاتب جيمس لي باركي حول شرطي يعمل في بلدة صغيرة نائية في ولاية لويزيانا، يعيش بهاجس واقعة شاهدها وهو طفل صغير لضرب رجل أسود حتى الموت.
ويكلف هذا الشرطي بالكشف والتحري عن جرائم قتل غامضة، تروح ضحيتها فتيات الليل. وعلى الرغم من تعقيدات اللغز، إلا أن الأحداث تتوالى بانسيابية في أجواء من الفساد داخل مستنقع صغير مسكون بأشباح ضحايا العبودية.
أما الفيلم الألماني "العاصفة" الذي أثار انفعال جمهور المهرجان وتأثره، فهو يبرز تعطش مدعية في محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة في لاهاي إلى العدالة، طارحا في أطار قصة مُتخيلة التساؤل التالي: من يعوض الضحايا عن الأضرار الجسيمة التي لحقت بهم: القضاء أم السياسة؟
الطفل الطائر "ريكي"
أما الفيلم الفرنسي الطفل الطائر أو "ريكي"، فيمزج بين الواقع والخيال، مبرزا معاناة الأطفال الذين ينشأون في كنف الأسر الفقيرة، ومدى انشغال الأهل بالبحث عن لقمة العيش. ويركز الفيلم على طفلة تخلى عنها والدها، تنشأ مع أمها العاملة في أحد المصانع. وفي الوقت الذي تنشغل فيه أمها بشؤون حياتها الخاصة، تبحث الطفلة عن العطف والحنان.
وتتعرف الأم على زميل لها في المصنع وتنشأ بينهما علاقة عاطفية ينتج عنها طفل جديد. وهنا تظهر مشاعر الطفلة المختلطة ما بين حب الضيف الجديد ورعايته وبحثها عن حنان أمها المنشغلة بالمولود الجديد. و يأخذ الفيلم منعطفا خياليا حيث يتبين أن هذا المولود الجديد ليس مثله مثل الأطفال الآخرين، فهو ذو قدرات خاصة، إلا أنه ينجح في جمع شمل الأسرة.
مشاركة عربية متواضعة
لم ينجح أي فيلم عربي في الدخول في قائمة الأفلام المتنافسة على جائزة الدب الذهبي. إلا أنه تم عرض فيلمين عربيين في إطار فعاليات المهرجان، أولهما الفيلم اللبناني "سمعان بالضيعة" للمخرج سيمون الهبر والآخر الفيلم المصري "ميكانو" للمخرج محمود كامل.
وتدور أحداث الفيلم الوثائقي اللبناني "سمعان بالضيعة"، الذي سبق عرضه في مهرجاني بيروت ودبي، في إحدى ضياع جبل لبنان الأخضر بعد اندلاع الحرب. والشخصية الرئيسية في الفيلم هي شخصية المزارع سمعان، وهو آخر من تبقى في قرية لبنانية بعد أن هجرها سكانها إثر اندلاع الحرب الأهلية. ويروي الفيلم في قالب سردي حياة هذا المزارع المنعزلة وكيف أنه أطلق على حيواناته أسماء أشخاص وكيف يتحدث إليها، كما لو كانت أشخاصا.
ويعكس الفيلم حياة العزلة التي خلفتها الحرب الأهلية على سكان القرى الذين تأثروا بالصراعات التي عاشها لبنان والذين آثروا البقاء في موطنهم مواجهين الدمار والتهجير.
"ميكانو"أولى تجارب تيم حسن السينمائية
أما فيلم "ميكانو" للمخرج المصري محمود كامل، فيسعى في هذا المهرجان إلى إيجاد مسوق له داخل دول الاتحاد الأوربي، فقد تم عرضه في قسم التسويق الدولي للمهرجان. والفيلم، الذي يقوم ببطولته الممثل السوري تيم حسن في أولى تجاربه السينمائية بالإضافة إلى خالد الصاوي ونور، يدور حول المهندس المعماري المبدع الذي يعمل من خلف الستار معتمدا على أخيه، لأنه لا يجيد التعامل مع الناس.
ويتعرف المعماري الخجول في حفل لأحد مشاريعه على مسؤولة التسويق التي تقع في غرامه على الرغم من تصرفاته الغريبة، وتتحول تلك العلاقةإلى أجمل وأسوأ علاقة حب نظرا لمرض هذا المعماري الشاب بفقدان الذاكرة كل فترة، ليعود إلى سن السادسة عشرة دون أن يتذكر كل ما مرّ بعد ذلك .