انتقادات ألمانية ودولية لخطط إسرائيل الاستيطانية الجديدة
٣ ديسمبر ٢٠١٢انتقدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في لهجة حادة غير معهودة خطط إسرائيل لبناء أكثر من 3 آلاف وحدة سكنية جديدة في المناطق الفلسطينية. وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت اليوم الاثنين في برلين إن الحكومة الألمانية في "غاية القلق" إزاء خطط الاستيطان الجديدة. وأضاف المتحدث: "إسرائيل تقوض بذلك الثقة في استعدادها للتفاوض"، مشيرا إلى أن ذلك سيزيد من تقليص مساحة الدولة الفلسطينية التي تريد ألمانيا أيضا إقامتها. وناشدت ميركل عبر متحدثها إسرائيل بالعدول عن تلك الخطط. وقالت إسرائيل الجمعة الماضي إنها ستبني 3000 وحدة سكنية جديدة في الضفة الغربية والقدس الشرقية وهي المناطق التي يريد الفلسطينيون إقامة دولة عليها في المستقبل إلى جانب غزة.
لندن وباريس تستدعيان سفير إسرائيل لديهما
من جهتها، قالت الخارجية البريطانية اليوم الاثنين (03 ديسمبر / كانون الأول) إنها استدعت السفير الإسرائيلي لدى لندن بسبب خطط إسرائيل توسيع البناء الاستيطاني بعد أن نجحت السلطة الفلسطينية في رفع مكانتها في الأمم المتحدة إلى دولة غير عضو بصفة مراقب. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية "استدعى أليستير بيرت وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط السفير الإسرائيلي إلى لندن دانييل توب بشكل رسمي إلى وزارة الخارجية هذا الصباح. وأوضح الوزير عمق المخاوف البريطانية." وأضاف "أي قرار بخصوص أي إجراءات أخرى قد تتخذها المملكة المتحدة سيعتمد على نتيجة مناقشاتنا مع الحكومة الإسرائيلية وشركائنا الدوليين بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي."
وتزامن الإجراء البريطاني مع استدعاء الخارجية الفرنسية للسفير الإسرائيلي يوسي غال احتجاجا على مشروع بلاده الجديد لبناء وحدات استيطانية جديدة في القدس والضفة الغربية وفق ما نقلت وكالة فرنس برس عن السفارة الإسرائيلية في باريس. وصرح المتحدث باسم السفارة يارون غامبورغ لفرانس برس أن "السفير استدعي الاثنين إلى مقر الخارجية الفرنسية"، التي لم تؤكد المعلومة، لكنها أعلنت أنها تبحث وسائل "الإعراب عن استنكارها".
وردا على سؤال حول معلومات نشرتها صحيفة هآرتز مفادها أن فرنسا وبريطانيا تدرسان استدعاء سفيريهما من إسرائيل للتشاور أكدت الخارجية الفرنسية أنها "شائعات صحافية".
وكانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية قد ذكرت في وقت سابق اليوم الاثنين أن فرنسا وبريطانيا تنويان استدعاء سفيريهما في إسرائيل للتشاور احتجاجا على قرار بناء وحدات سكنية استيطانية جديدة في الضفة الغربية. وقالت الصحيفة إن البلدين يريدان بذلك التعبير عن استيائهما من إعلان الحكومة الإسرائيلية بناء ثلاثة آلاف وحدة استيطانية في القدس الشرقية والضفة الغربية وخصوصا المنطقة "آي-1" بين مستوطنة معالي ادوميم والقدس.
وجاء إعلان إسرائيل ردا على منح فلسطين وضع دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة. وقال دبلوماسي أوروبي نقلت هآرتس تصريحاته "هذه المرة لن يكون الأمر مجرد إدانة. ستتخذ إجراءات حقيقية ضد إسرائيل". وصرح دبلوماسي آخر للصحيفة أن "لندن غاضبة من القرار المتعلق ب "آي-1".
روسيا تدعو إسرائيل إلى التخلي عن خططها
من جانبها، دعت روسيا اليوم الاثنين إسرائيل إلى أن تتخلي عن خططها لبناء مستوطنات جديدة في الأراضي الفلسطينية، وأن تعيد النظر في قرارها القاضي بتجميد عائدات الضرائب المستحقة للسلطة الفلسطينية. واعتبرت الخارجية الروسية في بيان لها اليوم أن القرارات الإسرائيلية جاءت ردا على رفع صفة تمثيل فلسطين في الأمم المتحدة. وقالت الخارجية في بيان أوردته وسائل إعلام محلية إن "هذه الخطط أثارت قلقا شديدا في موسكو"، مشيرة إلى أن "بناء المستوطنات على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في عام 1967 تعتبر غير شرعية وغير معترف بها من قبل روسيا، شأنها شأن المجتمع الدولي".
وشددت الوزارة الروسية على أن "تحقيق مشاريع الاستيطان واسعة النطاق المعلن عنها مؤخرا سيؤثر سلبيا في الجهود الرامية إلى استئناف المفاوضات المباشرة الهادفة إلى تجسيد حل الدولتين". وأوضحت الوزارة أن تجميد تحويل أموال الضرائب للسلطة الفلسطينية من شأنه أن" يؤدي إلى زيادة عجز الميزانية الفلسطينية، مما يعني أن الوضع الاقتصادي والاجتماعي والإنساني الصعب أصلا في الأراضي الفلسطينية سيزداد سوءا".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أكد أمس الأحد أن مشروع بناء وحدات سكنية استيطانية جديدة في القدس الشرقية والضفة الغربية يوجه "ضربة قاضية" لعملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين على أساس حل الدولتين. وقال المتحدث باسم بان كي مون في بيان إن "المستوطنات غير شرعية في نظر القانون الدولي، وإذا ما تجسد (هذا المشروع) فانه سيشكل ضربة شبه قاضية لأخر الفرص لضمان حل الدولتين".
ش.ع /ع.ج.م (د.ب.أ، أ.ف.ب، رويترز)