استقبال حافل لعباس وإسرائيل توقف التحويلات للسلطة
٢ ديسمبر ٢٠١٢استقبل آلاف الفلسطينيين الأحد (2 ديسمبر/ كانون الأول 2012) الرئيس الفلسطيني محمود عباس لدى وصوله إلى مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله قادماً من نيويورك، عقب حصوله على الاعتراف بدولة فلسطينية غير كاملة العضوية في الأمم المتحدة.
وبعد وضعه إكليلاً من الزهور على ضريح الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطاب ألقاه أمام المحتشدين: "نعم أصبح لنا الآن دولة، والعالم كله وقف معنا وقال لا للاحتلال ولا للاستيطان ونعم لحريتنا، وحتى الدول التي امتنعت عن التصويت هنأتنا بالإنجاز الذي تحقق".
وأكد عباس أنه سيعمل على تسريع تحقيق المصالحة الفلسطينية، مضيفاً في خطابه: "أوجه التحية إلى جميع الفصائل دون استثناء، التي اصطفت مع جماهير شعبنا بشكل وحدوي. وسندرس خلال الأيام القليلة المقبلة الخطوات اللازمة لتسريع خطوات تحقيق المصالحة".
من جانبها، أعلنت إسرائيل الأحد وقف تحويل عائدات الضرائب لهذا الشهر للسلطة الفلسطينية، والتي تصل إلى نحو 100 مليون دولار شهرياً، تجبى من الضرائب والجمارك لصالح السلطة. وبررت إسرائيل قرارها هذا بانتهاك الفلسطينيين للاتفاقات عبر سعيهم لترقية وضعهم في الأمم المتحدة.
لكن مسؤولين إسرائيليين قالوا إن السلطة مدينة لشركة الكهرباء الإسرائيلية بنحو 200 مليون دولار، وإن هذه الأموال ستخصم الآن من عائدات الضرائب. وتعتمد السلطة الفلسطينية على أموال الضرائب بدرجة كبيرة لصرف رواتب الموظفين الحكوميين.
وفي هذا السياق اعتبر ياسر عبد ربه، المسؤول الفلسطيني البارز، الخطوة الإسرائيلية "قرصنة ولصوصية وسوف نعرف كيف نرد عليها لأن العالم صار جاهزاً لمعاقبة إسرائيل على جرائمها وعلى سياسة العقوبات الجماعية التي تفرضها، وسوف نتابع الخطوات التي يتيحها لنا القانون الدولي في جميع الميادين والمحافل ضد التوسع والعنصرية".
وتعمد إسرائيل إلى تجميد تحويل عائدات الضرائب للسلطة عند تزايد التوتر الأمني والدبلوماسي، وهو أمر يثير انتقادات دولية قوية. وكانت إسرائيل قد أوقفت تحويل عائدات السلطة الفلسطينية عندما منحت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) الفلسطينيين عضوية كاملة في المنظمة قبل عام.
يشار إلى أن الاعتراف بعضوية غير كاملة لفلسطين شكل انتكاسة دبلوماسية للولايات المتحدة وإسرائيل، التي لم تنضم لهما سوى حفنة من الدول في التصويت ضد ترقية وضع الفلسطينيين من صفة مراقب بالمنظمة الدولية إلى "دولة مراقب غير عضو".
وبعد ساعات من التصويت في الجمعية العامة بنيويورك، قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية نقلا عن مصادر حكومية إن الحكومة الإسرائيلية وافقت على بناء 3000 وحدة سكنية للمستوطنين في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وإنها تعجل بالتخطيط لبناء آلاف المنازل الأخرى في منطقة يتسم موقعها الجغرافي بالحساسية قرب القدس ويقول منتقدون إنها ستبدد آمال الفلسطينيين في إقامة دولة لها مقومات الحياة.
واعتبرت الولايات المتحدة أن خطة التوسع الاستيطاني الإسرائيلية، التي أثارت انتقادات أوروبية قوية، ستؤثر سلباً على استئناف محادثات السلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني المتوقفة منذ سنة 2010.
ي.أ/ ع.ج.م (أ ف ب، رويترز)