اليمنيون يواجهون سطوة القوة بالتعليقات الساخرة
٣١ أكتوبر ٢٠١٤للتهكم والسخرية قوة سحرية ومقاومة عجيبة قادرة على إلحاق الهزيمة بمعنويات أقوى الجيوش وتحويل دباباتها وعتادها العسكري الضخم إلى ما يشبه الدمى. DW عربية رصدت ردود فعل اليمنيين وسخريتهم من سطوة المسلحين : الحوثيين والقاعدة والقبائل، الذين يعلنون سيطرتهم على المدن فيما يتراجع دور الدولة إلى حد الانهيار.
سيطرة الجماعات المسلحة يلغي دور الدولة
الكاتب الصحفي اليمني خالد عبد الهادي وصف الطرق الحوثية لمحاربة الفساد بالـ"دون كيشوتية" فكتب على صفحته بالفيسبوك "اختفت شخصية دون كيشوت الخيالية التي عاصرت زمن الرمح والسيف، لكن رمحه الذي حمله ليحارب به طواحين الهواء تحول إلى بندقية كلاشنيكوف على كتف مقاتل حوثي يقتحم الوزارات والمؤسسات الحكومية ليحارب الفساد ويقضي عليه بمجرد زيارة عابرة". ويرى خالد في سقوط عاصمة الدولة بيد جماعة مسلحة "نكسة لفكرة الدولة والنظام العام وتطبيقهما العملي الذي يتجلى في وظائف المؤسسات التنفيذية والقانونية الحكومية".
ففي حين ينبه زكريا الشرعبي (ناشط) سكان تعز من " أنصار حمود المخلافي وصادق سرحان (من قادة حزب الإصلاح- الإخوان المسلمين) تجمعوا في 2011 لحماية الثورة السلمية ونهبوا نصف أراضيكم واليوم يتجمعون لمواجهة الحوثي .. حوشوا أرضكم بحين ". يسخر المهندس فؤاد الصيادي من تراجع دور المؤسسات الرسمية " تقوم السلطة بتوزيع العسكر على نقاط التفتيش بدلا عن الحوثي والقبائل وما هي إلا ساعات ويمر الحوثي يخلع ملابسهم الرسمية ويلبسهم مدني مع شعار الصرخة ... والناس يفهمون أن الحوثي احتل النقاط لا لا لا ... العسكر يحبوا الزي غير الرسمي ويموتوا في الصرخة".
ولكن أوراس الإرياني ، يتهكم على القول بسقوط الدولة " كيف يقولوا مافيش دولة وهم يخصموا راتبي كله.. دولة بس على راتبي الذي يكمل بيوميين وعشر دقائق".
النكتة في مواجهة التمدد الحوثي
تمدد الحوثيون خارج العاصمة بحثا عن اللواء علي محسن الأحمر أشعل عاصفة من النكت، ففيما تحكي إحدى هذه النكت سخرية سكان محافظة إب، الواقعة وسط اليمن، والمعروفة باللواء الأخضر، عند وصول الحوثييون إليها : " نحن اللواء الأخضر ولسنا اللواء الأحمر" . فيرد الحوثيون " جئنا نبحث عن مالك النجد الأحمر"، وهي هضبة مرتفعة جنوب مدينة إب، على الطريق إلى تعز. في حين يفسر سكان الحديدة الواقعة غرب اليمن وصول الحوثيون مدينتهم " لمعرفة صلة القرابة بين البحر الأحمر وآل الأحمر في صنعاء" ولكن سكان تعز يسخرون من وصول الحوثيين مدينتهم الواقعة جنوب غرب اليمن، " وصلوا للتأكد من نوعية العلاقة بين مفرق ماوية ( تقاطع طرق ) ومعاوية " في إشارة لكراهية الشيعة لمعاوية بن أبي سفيان . ومن جانبه كتب عواد المخلافي، ساخرا من الحديث عن سيطرة الحوثيين على باب المندب " يقولون إن الحوثيين اقتلعوا باب المندب وأعادوا تركيبه في صعده". أما الأكاديمي اليمني عبد الحكيم الفقيه فيكتب معلقا " الحوثيون نزلوا إب لمعاقبة المدرب احمد علي قاسم لأنه قاد منتخب الشباب للفوز على إيران ". ويفسر محمد منصور .. وصول الحوثيون تعز بأنهم " يدوروا أيوب يلحن لهم الصرخة "، في إشارة إلى الفنان اليمني الشهير أيوب طارش عبسي، ملحن النشيد الوطني لليمن. وأما الصرخة فهو شعار الجماعة التي اعتادت ترديده في كل لحظة ومناسبة.
استهجان التحالفات وتعدد الحروب
وفيما يتهم حزب التجمع اليمني للإصلاح (إخوان اليمن) وحلفاؤه في اللقاء المشترك، حزب المؤتمر الشعبي العام بزعامة الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، بالتحالف مع جماعة (أنصار الله) الحوثية، التي سيطرت على العاصمة ونهبت أسلحة ألمعسكرات وتُمدد وجودها المسلح إلى محافظات أخرى. بمبرر مواجهة إرهاب تنظيم القاعدة والقبائل المتحالفة معه، بدعم من قوات الحرس الجمهوري المستمر بولائه لقائده السابق العميد أحمد علي صالح، نجل الرئيس السابق، في حين يرد المؤتمر الشعبي التهمة لحزب الإصلاح بالتحالف مع تنظيم القاعدة، ودعم عملياته الإرهابية، ينعكس هذا الوضع على شكل نكت وتعليقات ساخرة على ألسنة العامة، فيعلق الصيادي ساخرا " اللي ما يعرفش الحرس الجمهوري في إب يقول إنهم حوثيين" ويتهكم الإرياني " سكتنا على نهب الدبابات لكن الكناشل ( أغطية أثداء النساء ) لا ..لن نسكت ماعاد باقي معانا إلا هم".
ويضيف معلقا على العمليات الإرهابية لتنظيم القاعدة " لو كان في أيام خالد بن الوليد (توجد ) أحزمة ناسفة انه ودف ( أوقع ) ببلال بعملية إرهابية". ولكن فؤاد يضيف معقبا " المسلمون قد يختلفون في مذاهبهم وفي كثير من شؤون الحياة لكن هناك قضايا مهمة يتوحدون لأجلها .. مثل وجوب قتل الجندي اليمني الرافضي الداعشي الكافر". ويقتنع أوراس بأن " الحل في هذي البلاد أن ينزل الله بكله يفهم القاعدة والحوثيين أنه مافيش جنة، عشان يتركوا السلاح ويتحولوا إلى مواطنين مش مجهادين. " أما عبد الحكيم الفقيه فيعلق متهكما على أدوار بعض أطراف العملية السياسية قائلا " علي صالح هوايته جمع العملات، والحوثي هوايته جمع الأسلحة، والاشتراكي جمع الطوابع " ويسخر من تعدد حروب الحوثيين قائلا " أنظروا الحروب والحرائق يبدو أن قائد المسيرة القرآنية لا يحفظ من القرآن إلا سورة الدخان". ويطلق الحوثيين على زعيمهم عبد الملك الحوثي :"قائد المسيرة القرآنية".