من أين يستمد عبد الملك الحوثي قوته؟

اعتذر رئيس الوزراء اليمني المكلف أحمد عوض بن مبارك عن عدم الاستمرار في منصبه وتشكيل حكومة جديدة في وقت مبكر اليوم الخميس (التاسع من أكتوبر/ تشرين الأول 2014)، بعد ساعات من دعوة زعيم الحوثيين الشيعة عبد الملك الحوثي إلى احتجاجات حاشدة ضد ما وصفه بالتدخل الأجنبي في قرار تعيينه.

وكان عبد الملك الحوثي قد حذر في كلمة أذاعتها فضائية المسيرة التابعة للحوثيين من أن الاحتجاج سيقترن بخطوات لم يحددها للمساهمة في دفع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي التراجع عن تعيين بن مبارك. وقد فرض عبد الملك الحوثي نفسه في المشهد السياسي الجديد في اليمن بقوة، بعدما كان نفوذه، وحتى وقت قريب لا يتجاوز محافظة صعدة شمالي اليمن.

وللحديث عن أسباب تنامي نفوذ قائد جماعة "أنصار الله" الحوثية عبد الملك الحوثي، حاورت DWالخبير الألماني في الشؤون العربية رودولف كيميلّي.... وفي ما يلي نص الحوار:

DWعربية: من أين يستمد زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي قوته؟

رودولف كيميلّي:يستمد عبد الملك الحوثي قوته من شعبيته الواسعة بين أفراد عشائر جماعته. وساعده في ذلك انتشار الجفاء ضد السلطة المركزية في صنعاء بشكل عام. هذا الجفاء يوجد منذ مدة طويلة ولأسباب مبررة، وهو ما ساعده على الظهور واحتلال المكانة التي وصل إليها الآن. وهذا أمر لا يدعو للاستغراب بالنسبة إلي.

كيف تفسر ظهور متعاطفين أو حتى أنصار لعبد الملك الحوثي حتى من خارج الجماعة الحوثية؟

يمكن تفسير ذلك بالسخط على النظام الحاكم في اليمن الذي يسود جميع مناطق البلاد من الشمال إلى الجنوب. وهو ما يتم التعبير عنه من خلال العديد من المظاهرات والاحتجاجات التي تعرفها البلاد منذ سنوات.

ما مدى قوة وتنظيم جهاز سلطة الحوثي، بما في ذلك ميليشياته المسلحة؟

أعتقد أن ميليشياته منظمة بشكل جيد. فالميليشيات العشائرية في اليمن كانت معروفة دائما بقوة تنظيمها. وبما أن الأمر يتعلق هنا بجماعة كبيرة تضم عشائر مختلفة، فهي تبدو قوية ومنظمة أيضاً. الحوثيون يقاتلون ضد السلطة المركزية في صنعاء منذ سنوات، ولم تكن ميليشياتهم لتصمد لو لم تكن قوية ومنظمة.

هناك من يقول إن الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح هو من ساعد الحوثيين من خلال نفوذه للوصول إلى العاصمة صنعاء؟

أنا شخصيا لا أعتقد ذلك. لقد سمعت مثل هذا الكلام الذي لا يمكن تأكيده أو نفيه. إذا كان في نية علي عبد الله صالح أن يخلق مشاكل للنظام الجديد، فبإمكانه أن يقوم بأشياء كثيرة في هذا الاتجاه، لكن لا يمكن الجزم في ذلك. لكني أرى أن السياسة التي كان يتبعها علي عبد الله صالح طيلة سنوات حكمه هي المسؤولة عن ما آلت إليه الأمور الآن.

رودولف كيميلّي، صحفي ألماني متخصص في القضايا العربية.