الوقاية من السمنة في بؤرة اهتمام الحكومة الألمانية
١١ مايو ٢٠٠٧أفاد تقرير نشرته صحيفة "زود دويتشه تسايتونج" الألمانية مؤخرا عن دراسة علمية حديثة بأن عدد المصابين بالسمنة في ألمانيا يفوق عددهم في أي بلد آخر في الاتحاد الأوروبي. وقال التقرير إن الدراسة التي حصلت الصحيفة على نسخة منها قبل أن تنشر يوم الأحد المقبل تذهب إلى أن معدل وزن 75 في المائة من الرجال و 59 في المائة من النساء في ألمانيا يزيد عن المتوسط الصحي، مما يضع ألمانيا في نفس مرتبة الولايات المتحدة على مستوى العالم بالنسبة لعدد الأشخاص الذين يظهرون زيادة في الوزن.
وتقول الجمعية الدولية لدراسة البدانة إن جمهورية التشيك و قبرص وبريطانيا كانت تحتل على الترتيب المراكز الثلاثة الأولى خلال الأعوام الماضية وذلك في قائمة الدول التي يعد مواطنوها الأكثر بدانة في العالم، علما أن خطر السمنة لا يتمثل فقط في أنها تؤدي إلى مشاكل صحية أخرى، بل وفي التكلفة الباهظة التي يتكبدها المجتمع نتيجة لها.
الوقاية خير من العلاج
وقد استأثرت هذه الحقائق باهتمام العديد من الجهات السياسية والإعلامية في ألمانيا مما دفع بالمسؤولين السياسيين إلى وضع خطة عمل للتغذية تساهم في نشر التوعية الاجتماعية بمخاطر هذه الظاهرة، تتبنى في مضمونها عدة اقتراحات لإجراءات عملية. لذا فقد صادقت الحكومة الألمانية في إطار هذه المساعي ودعما للجهود المبذولة حتى الآن في هذا الإطار على نقاط الخطة التي تشمل حملة إعلامية على مختلف الأصعدة تهدف إلى زيادة الوعي لدى المواطنين الألمان بالتغذية الصحيحة والمخاطر الصحية المترتبة عن البدانة، لكن دون اللجوء إلى إصدار قوانين منظمة في هذا الاتجاه. وكذلك العمل على إحداث تغيير في البنيات التحتية العمومية والخاصة من أجل تحفيز الألمان إلى مزيد من الحركة. كما يرى المسؤولون الألمان ضرورة تحسين أصناف المأكولات في المطاعم المدرسية ورياض الأطفال، ناهيك عن مطاعم القطارات والطائرات.
لكن وزيرة الصحة الألمانية أولا شميت أشارت إلى أن معظم الألمان لديهم معلومات كافية عن طرق المعيشة الصحية، غير أن ما ينقصهم بالفعل هو تطبيق تلك المعلومات على أرض الواقع. ودعت أيضا إلى تكثيف الجهود من أجل تطبيق خطة عمل للتغذية المقترحة من الحكومة وذلك بالتنسيق مع الولايات الألمانية والبلديات، فضلا عن إشراك عدد من الفاعلين الاجتماعيين مثل الجمعيات الرياضية ورياض الأطفال والمدارس في تلك الجهود. وشددت شميت على ضرورة توجيه الأطفال الصغار على وجه الخصوص إلى التغذية الصحية، منبهة في الآن ذاته على أن النقل المعرفي في مجال التغذية داخل المدارس الألمانية لا يتم بعد على نحو كاف، على حد تعبيرها. كما قالت في هذا السياق إنها سترحب باستحداث حصص صفية جديدة تختص بتوعية الأطفال في مجال التغذية الصحية، بيد أنها أشارت إلى أن مثل هذا الإجراءات تقع ضمن مسؤوليات الولايات الألمانية التي يجب أن تبت في هذه المسألة.
تحذيرات حكومية
وبدوره حذر وزير حماية المستهلكين في ألمانيا، هورست زيهوفر، كذلك من تزايد معدلات إصابة الأطفال بالأمراض بسبب التغذية الخاطئة وقلة الحركة. وقال زيهوفر في بيان للحكومة بالبرلمان حول خطة عمل للتغذية في البلاد: "من المفزع أن يصاب ستة آلاف طفل سنويا بمرض السكري". وأشار الوزير إلى قلة حركة الأطفال والإحصائيات التي توضح أن الأطفال يقضون نحو خمسة ساعات يوميا أمام شاشة الكمبيوتر أو التلفاز أو الألعاب الإلكترونية. وتشير الإحصائيات إلى أن نحو مليوني طفل في ألمانيا يعانون من السمنة والوزن الزائد.