النزوح الكبير: DW تفتح ملف اللاجئين عبر البحر المتوسط
٢٦ أبريل ٢٠١٥بدأ فصل الربيع، ويأتي اللاجئون مجددا إلى أوروبا، والأسباب كثيرة، ومنها الفقر، الذي غالبا ما يكون فقرا شديدا، وغياب التعليم، وغياب فرص العمل، والأنظمة الدكتاتورية والاستبدادية أوالتعذيب، والاضطهاد والقمع والحروب الأهلية. وكثيرا ما يعود السبب أيضا إلى تفكك الدولة وسيطرة عصابات السلب والنهب على مقدراتها.
البؤس الكامل واليأس يدفعان بالناس للفرار إلى بلد أجنبي في محاولة للبحث عن حياة أفضل، وأملهم كبير في ابتسام الحظ لهم. إنهم يأتون من إريتريا والصومال وليبيا وسوريا، والعراق، وأفغانستان، ومن دول عديدة، ناهيك عن النزوح والهجرة داخل مناطق الأزمات نفسها.
تجارة الاستهزاء بالأرواح
يقدر عدد النازحين في العالم بنحو 50 مليونا. رحلتهم الطويلة شديدة الخطورة وغالبا ما تكون مميته، لأنهم لا ينظمون رحلتهم بنفسهم وإنما يسلمون أنفسهم لعصابات إجرامية لتوصيلهم إلى البلد المنشود. يقطعون غالبا طرقا خطيرة، قادمين على سبيل المثال من سوريا عبر تركيا إلى الجزائر، ومن هناك عبر الصحراء إلى ليبيا ثم يتوجهون إلى أوروبا على متن سفن الموت، حيث قد يتخلى عنهم الطاقم فيتركهم لوحدهم للمياة والغرق. ومنذ فترة طويلة تحولت هذه المسألة إلى شكل من أشكال تجارة الرقيق، يقدر بالمليارات.
عندما يصل اللاجئون إلى أوروبا يتم حشرهم في ملاجئ، ويتلقون أحيانا علاجا طبيا، وغالبا ما يتم إعادة ترحيلهم بعد وقت قصير، أو أنهم يهربون إلى عالم المهاجرين غير الشرعيين. ومن خلال القيام بأعمال غير قانونية، وغالبا ما تكون مهينة وشاقة، يحاولون النجاة بأنفسهم وقد يساعدون في إعالة أسرهم.
بعضهم يتلقى المساعدة والدعم من العائلة، وبعضهم يحصل على المساعدة من خلال مواطنين متطوعين، حيث يعملون على إنقاذ من جنحت سفنهم أوتقطعت بهم السبل. وقد يكون بعضهم محظوظا بعد الحصول على حق اللجوء في الدولة التي وصل إليها، غير أنه يتحتم على الكثيرين العودة إلى حياة الفقر واليأس، التي فروا منهما من قبل.
مكاسب صغيرة وخسائر كبيرة
وتخصص DW عبر وسائطها المتعددة، تلفزيون، راديو ومواقعها الإلكترونية، أسبوعا كاملا لموضوع مسيرة اللاجئين، بداية من وقت انطلاقهم، ومرورا بمسارالرحلة نفسها حتى وصولهم إلى أوروبا. وتسعى DW بذلك إلى إلقاء الضوء على البلدان التي يهرب منها الناس، ومتابعة المسيرة الطويلة الخطيرة التي غالبا ما تكون رحلة مميتة، وما ينتظره اللاجئون أو طالبو اللجوء هنا في ألمانيا وفي أوروبا.
من خلال الأسبوع المخصص لموضوع "مسيرة اللاجئين" يمكن شرح الوقائع والآمال وحالات الإحباط، والمكاسب الصغيرة والخسائر الكبيرة المرتبطة بهذا الموضوع. كما يمكن توضيح مواقف الناس وشرح أوضاع العجز السياسي أيضا؛ إلا أن استقبال اللاجئين ومساعدتهم على النجاة من الغرق واجب بشري وطبيعي. لكن ليس كل من يريد القدوم إلى أوروبا يمكنه أيضا الوصول إليها، وبالرغم من أن حق اللجوء حق مقدس، فالواقع لا يسمح بتحميله ما فوق طاقته وتبديده.
إلى جانب ذلك هناك أمر مهم بالنسبة لمئات الآلاف من الناس على شواطئ شمال أفريقيا، حيث إنهم ينتظرون ركوب القارب المتوجه إلى أوروبا. فالأمر بالنسبة لهم يتعلق بالوصول إلى أوروبا والبقاء على قيد الحياة خلال رحلتهم إليها.