النتائج شبه النهائية للانتخابات الإسرائيلية تشير إلى تقدم كاديما على الليكود بمقعد واحد
١١ فبراير ٢٠٠٩تشير نتائج شبه نهائية للانتخابات الإسرائيلية إلى تقدّم حزب كاديما برئاسة وزيرة الخارجية تسيبي ليفني على حزب الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو بفارق مقعد واحد فقط. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية في موقعها الإلكتروني صباح اليوم الأربعاء (11 فبراير/شباط) أنه بعد فرز حوالي 99 بالمائة من أصوات الناخبين حصل حزب كاديما على 28 مقعدا في الكنيست والليكود على 27 مقعدا.
وأصبح حزب إسرائيل بيتنا برئاسة أفيجدور ليبرمان ثالث أكبر حزب في البرلمان وفي رصيده 15 مقعدا بينما حصل حزب العمل على 13 مقعدا فقط وهي أسوأ نتيجة في تاريخه. أما حزب شاس فحصل على 11 مقعدا وحزب اتحاد التوراة على خمسة مقاعد. وفاز الاتحاد الوطني وحزب الجبهة الديمقراطية السلام والمساواة (حداش) والقائمة العربية الموحدة على أربعة مقاعد لكل منها بينما حصل حزب البيت اليهودي وميرتس والتجمع الوطني الديمقراطي على ثلاثة مقاعد لكل منها.
وبلغت نسبة التصويت العامة في الانتخابات للكنيست الثامنة عشرة 65.2 بالمائة ممن لهم حق الاقتراع مقارنة مع 63.3 بالمائة في الانتخابات التي أجريت عام 2006. أما في الوسط العربي فبلغت نسبة الاقتراع 54 بالمائة مما يقل بنسبة اثنين في المئة عن معدل التصويت في الانتخابات السابقة.
ليفني ونتانياهو يعلنان فوزهما
ويبدو نتانياهو الذي يتمتع بدعم اليمين المتطرف والاحزاب اليمينية، في موقع افضل لتشكيل ائتلاف حكومي لتحقيق اغلبية من 65 نائبا من اصل 120. ولا تتمتع ليفني سوى بدعم نظري من 55 نائبا. وهذا الرقم يشمل في الواقع النواب ال11 الذين يمثلون الاحزاب العربية وترفض ليفني التحالف معهم لتشكيل ائتلاف.
وكان كل من نتانياهو وليفني أعلنا فوزهما في الانتخابات مساء الثلاثاء. لكن نتانياهو أكد أنه "واثق من أنه سيكون رئيس الوزراء المقبل". وقال إن "الشعب قال كلمته بوضوح والمعسكر القومي بقيادة الليكود يسجل تقدما واضحا". من جهتها، قالت ليفني إن "الشعب اختار كاديما". وأضافت متوجهة الى الليكود "يجب احترام خيار الناخبين واحترام قرار صناديق الاقتراع والانضمام الى حكومة اتحاد وطني بقيادتنا".
"صانع الملوك"
وفي هذه الصورة يبدو أن مفتاح تشكيل الائتلاف الحكومي يكمن في يد حزب افيغدور ليبرمان اليميني المتطرف، حتى أن وكالة الأنباء الفرنسية وصفت موقف الحزب على ضوء نتائج الانتخابات الحالية بأنه "صانع الملوك" لأنه لا يمكن تشكيا ائتلاف حكومي بدون دعمه.
وقال ليبرمان لانصاره "اردنا دائما حكومة وطنية، حكومة يمينية، وآمل ان نحقق ذلك (...) لقد اصبحنا الحجر الاساس في تشكيل الحكومة". واشترط ان تقوم الحكومة المقبلة "بالقضاء على حماس" التي تسيطر على قطاع غزة ورفض أي تفاوض أو تهدئة مع هذه الحركة. وفسّر محللون هذه التصريحات بانها دعم لنتانياهو مع أن ليبرمان قال إنه "لن يتخذ اي قرار" في هذه المرحلة.
ويفترض أن يبدأ الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز الاسبوع المقبل مشاوراته مع كل الاحزاب الممثلة في البرلمان. وسيعين بعد ذلك النائب الذي يتمتع بأكبر فرصة لتشكيل أغلبية. وسيكون أمام من يختاره بيريز 28 يوما يمكن ان تمدد 14 يوما اخرى لانجاز هذه المهمة.
قلق فلسطيني
نتائج الانتخابات الإسرائيلة أثارت قلق الفلسطينيين، ومن بينهم المفاوض الفلسطيني صائب عريقات الذي اعتبر ان النتائج تنذر "بشلل" عملية السلام. وقال عريقات أمس الثلاثاء لوكالة فرانس برس ان نتائج الانتخابات تظهر انه "لن تكون هناك حكومة اسرائيلية قادرة على تلبية متطلبات السلام الفلسطيني والعربي". وأضاف "واضح ان الناخب الاسرائيلي صوت لصالح إصابة عملية السلام بالشلل". من جهتها، قالت حركة حماس إن الاسرائيليين انتخبوا "الاكثر تطرفا والأكثر اثارة للحروب".