الناتو يجدد التزامه بأمن أفغانستان ويطمئن روسيا بشأن الدرع الصاروخية
٢١ مايو ٢٠١٢قال الرئيس باراك أوباما لدى استقباله قادة دول الحلف الثمانية والعشرين في مدينة شيكاغو مسقط رأسه: "سنقف معا متحدين في التزامنا بشأن استكمال هذه المهمة". ووصف أوباما حلف الأطلسي بأنه "أقوى حلف شهده العالم حتى الآن وأكثرها نجاحا". ومن المقرر أن يناقش قادة الحلف وشركاؤهم من قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) الاستراتيجية المقرر اتباعها للتقدم إلى الأمام في أفغانستان اليوم الاثنين (21 مايو / أيار). ومن شأن مشاركة نحو 60 دولة ومنظمة في تلك المحادثات أن تجعل هذه القمة هي الأكبر في تاريخ الناتو.
وفي اجتماع ثنائي على هامش قمة حلف الأطلسي، أكد الرئيس أوباما لنظيره الأفغاني حامد كرزاي أمس الأحد أن الشراكة مع أفغانستان ستستمر بعد انسحاب آخر قوات قتالية دولية من البلاد في عام 2014 . وقال أوباما لكرزاي في الاجتماع إن حلف الأطلسي سيؤكد على وجود "اتفاق واسع" يقضي بأن تعمل دول الحلف مع كابول لتسليم المسؤولية الأمنية للقوات الأفغانية.
من جانبه ، أكد كرزاي على التزام أفغانستان بعملية نقل المسؤولية الأمنية. وقال: "إن أفغانستان على دراية تامة بالمهمة التي تنتظرها". وأكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) أندرس فوغ راسموسين أنه لن يكون هناك "استعجال في الانسحاب" من أفغانستان، حتى بعد تعهد الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند بتنفيذ وعده الانتخابي بسحب القوات الفرنسية بحلول نهاية العام الجاري. من جانبه أعرب أولاند عن ارتياحه لتجاوب حلفائه الاطلسيين مع قراره سحب القوات الفرنسية المقاتلة من افغانستان قبل نهاية 2012 مشيرا الى انه توصل الى "توافق" معهم. وقال "سيتم سحب القوات المقاتلة من افغانستان بحلول نهاية السنة. وفي العام 2013 لن يكون هناك سوى مدربين لقوات الشرطة والجيش الافغاني، وسيتم ذلك في اطار عملية قوة ايساف" التابعة للحلف الاطلسي في افغانستان. وقال مبديا ارتياحه "تمكنا من التوصل الى توافق حول هذه المبادئ".
أما المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل فقالت إن بلادها تؤيد خطط حلف الأطلسي بسحب القوات القتالية الدولية في عام 2014 ، على أن يتولى الأفغان معظم المسؤولية الأمنية في البلاد عام 2013 .
قلق روسي من الدرع الصاروخية
وبشأن الدرع الصاروخية في أوروبا، أعلن قادة الناتو أن درع حماية الدول الأوروبية من الهجمات الصاروخية أصبحت تعمل بشكل جزئي، حسبما قال دبلوماسيون. وتعد هذه هي الخطوة الأولى نحو إكمال عمل الدرع الصاروخية بحلول عام 2020 . وقد وضعت هذه الدرع منظمة حلف شمال الأطلسي في مواجهة مع روسيا والتي - رغم الضمانات بأن هذا النظام الدفاعي لا يستهدف أراضيها- تصر على الحصول على ضمانات ملزمة قانونا لهذا الغرض.
وأكدت الولايات المتحدة علنا بأن الدرع مخصصة فقط لإحباط التهديدات الصاروخية من إيران. وقال أمين عام الحلف إنه لا يوجد ما يدعو روسيا إلى "الخوف من حلف الناتو" بعد أن أعلن قادة دول الحلف العسكري الـ28 أن الدرع الصاروخية التي تعارضها موسكو تعمل بشكل جزئي. إلا أن نائب وزير الدفاع الروسي اناتولي انتونوف حذر مجددا يوم أمس الأحد من مضي الناتو قدما في تنفيذ خططه مؤكدا أنها ستخل بالتوازن الاستراتيجي كما هددت موسكو بالرد العسكري.
(ع.ج/ آ ف ب ، د ب آ)
مراجعة: منصف السليمي