الخروج من أفغانستان و"الدفاع الذكي" يتصدران قمة الناتو
٢٠ مايو ٢٠١٢يستقبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما قادة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في مسقط رأسه بمدينة شيكاغو اليوم الأحد (20 مايو/ أيار) في قمة تستمر يومين. وستشارك نحو 60 دولة ومنظمة في المحادثات الأمر الذي يجعل القمة هي الأكبر في تاريخ الحلف العسكري والأكثر أهمية منذ إنشاء الحلف الأطلسي قبل أكثر من ستين عاما.
ومن المتوقع أن تكون القضايا الاقتصادية مصدر قلق كبير لقادة حلف شمال الأطلسي، حيث يكافح الحلف من أجل الحفاظ على قوته العسكرية في الوقت الذي تخفض فيه الدول الأعضاء ميزانياتها الدفاعية. ويرجع هذا الاتجاه جزئيا إلى مفهوم جديد للتجمع والمشاركة يعرف باسم "الدفاع الذكي" الأمر الذي سيظهر لأول مرة في مؤتمر شيكاغو.
وستكون أفغانستان هي القضية الأبرز في أجندة المحادثات يوم غد الاثنين، حيث سينصب التركيز على شكل التدخل في هذا البلد بعد انتهاء الدور القتالي لحلف الناتو في عام 2014 . وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسين قد أكد أمس السبت أن الحلف سيواصل مساعدة أفغانستان بعد الانسحاب. وأضاف "سيمثل استكمال عملية التسليم في نهاية عام 2014 نهاية للدور القتالي للناتو، وليس نهاية تعاوننا.. الناتو ملتزم بشراكة مستدامة مع أفغانستان، وتوفير التدريب للقوات الأفغانية سيظل ضرورة بعد عام 2014".
وكان راسموسين قد دعا في السبت باكستان إلى دعم الجهود الدولية لإرساء الاستقرار في أفغانستان، مشيرا إلى أنه "لا يمكننا معالجة المشاكل في أفغانستان من دون التزام ايجابي من جانب باكستان". ويأمل الحلف الأطلسي في أن تعيد باكستان قريبا فتح حدودها أمام القوافل الأمريكية والتي أقفلتها في 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2011 ردا على مقتل 24 جنديا باكستانيا من طريق الخطأ أثناء غارات جوية أمريكية.
"الدفاع الذكي" لمواجهة تخفيض الإنفاق العسكري
وإضافة إلى الدول الـ 28 في أوروبا وأمريكا الشمالية الأعضاء في الحلف، سيشارك في القمة دول من آسيا والشرق الأوسط كانت انضمت إلى قوات التحالف الدولي في أفغانستان. في هذا السياق، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "لقد دخلنا (أفغانستان) معا وسنخرج معا"، وذلك رغم أن فرنسا قررت تعجيل وتيرة سحب قواتها مع نهاية هذا العام.
وثمة أولوية أخرى للقمة هي إضفاء الطابع الرسمي على المرحلة الأولى من درع الأطلسي المضادة للصواريخ، وهو مشروع طموح يهدف إلى حماية أوروبا من صواريخ قد تطلق من الشرق الأوسط، وتحديدا من إيران. وهذا المشروع الذي يستند إلى تكنولوجيا أمريكية أثار انتقاد روسيا التي اعتبرته تهديدا لأمنها، الأمر الذي ينفيه الحلف. وسيعرض راسموسين أيضا 25 مشروع تعاون في إطار برنامج "الدفاع الذكي" (سمارت ديفنس) الذي يهدف إلى خفض تأثير التراجع في النفقات العسكرية، وخصوصا في أوروبا. وفي ظل التخفيض المستمر لميزانيات الدول الأعضاء الدفاعية يعتقد الحلف أن البديل هو"الدفاع الذكي". في هذا السياق، قال راسموسين إن "الطريقة الأكثر ذكاء هي تحديد الأولوية والتخصص والتعاون. والتركيز ليس على ما خفضناه ولكن على ما نحتفظ به. واختيار حلول متعددة الأطراف بدلا من حلول أحادية الجانب ".
(ع.ج.م/ د ب أ، أ ف ب)
مراجعة: منصف السليمي