الناتو يؤكد دعم أفغانستان والوحدة في مواجهة موسكو
٩ يوليو ٢٠١٦وافق قادة دول حلف شمال الأطلسي(الناتو) على مواصلة تدريب قوات الأمن الأفغانية حتى عام 2017 وتمويلها حتى عام 2020. وقال ينس ستولتنبرغ أمين الحلف "نرى الهجمات الإرهابية، نرى الاضطرابات ولا نتوقع أن يصبح ذلك أمرا سهلا قريبا جدا. إنهم لا يزالون يحتاجون دعمنا". وكان الناتو قد بدأ مهمة "تدريب الدعم الحازم" الاستشارية في أفغانستان العام الماضي، بعد أن أنهى 13 عاما من العمليات القتالية في البلاد. ويشارك نحو 13 ألف جندي من 39 دولة حاليا في العملية. وكانت العديد من الدول المشاركة تعتزم في بادئ الأمر خفض مشاركتها في أفغانستان هذا العام. لكن استمرار عنف طالبان دفع لإعادة التفكير في المسألة، لاسيما بعد أن تمكن المتمردون من اجتياح مدينة قندز عاصمة الإقليم الذي يحمل نفس الاسم فى شمال البلاد. وأضاف ستولتنبرغ خلال جلسات قمة الناتو في وارسو "مازالت أفغانستان تواجه حالة من عدم الاستقرار والعنف الخطيرين.. لذلك رسالتنا واضحة: أفغانستان لا تقف وحدها وإننا ملتزمون تجاهها على المدى الطويل". وتابع ستولتنبرغ أن عدد أفراد قوات الناتو المشاركين في مهمة "تدريب الدعم الحازم" العام المقبل من المتوقع أن يبقى متماسكا عند نحو 12 ألف جندي.
وكان الرئيس الامريكي باراك أوباما قد أعلن يوم الأربعاء الماضي أن بلاده ستترك 8400 جندي في أفغانستان حتى العام المقبل. وأضاف أن الوضع الأمني مازال خطيرا. وتساهم ألمانيا حاليا بأقل من ألف جندي فقط. ورفض ستولتبرغ التكهن بعدد الاعوام التي ربما تستمر فيها عملية "الدعم الحازم" في نهاية المطاف. وأضاف "إننا ملتزمون وعلى استعداد للبقاء". وستواصل القوات الافغانية أيضا الحصول على تمويل حتى عام 2020 "عند المستوى الحالي، وهو خمسة مليارات دولار سنويا أو ما يقرب من ذلك، طبقا لما ذكره ستولتنبرغ. وتتحمل الولايات المتحدة نسبة كبيرة من عملية التمويل. وتساعد الحكومة الأفغانية أيضا في تمويل قواتها الأمنية. فقد ساهمت العام الماضي بـ421 مليون دولار، طبقا للبيت الأبيض. ويتمثل الهدف في أن تتولى البلاد المسؤولية المالية الكاملة لقطاعها الأمني بحلول عام 2024 .
ورحبت كابول بموقف الناتو، حيث قال الرئيس التنفيذي الأفغاني عبد الله عبد الله إن حكومته ترحب بقرار الناتو الإبقاء على "المستوى الحالي" للدعم، بالنسبة لقوات الأمن الأفغانية إلى ما بعد عام 2016 . وذكر الرئيس الافغاني أشرف غني أنه هو وبلده الممتن يعربان عن تقديرهما للجنود "الذين دفعوا ثمنا غاليا" أثناء خدمتهم في أفغانستان. وأضاف غني "التغلب على العقبات يتطلب عملا متزامنا على الجبهات الأربع: "الوطنية والاقليمية والإسلامية والدولية".
من ناحية أخرى أعلن الأمين العام للحلف الأطلسي أن قادة الحلف "متحدون" في مواجهة روسيا، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن موسكو لا تشكل "تهديدا" ولا "شريكا استراتيجيا". وقال ستولتنبرغ في اليوم الثاني والأخير من قمة الحلف "إننا متحدون" مضيفا "لا نرى أي تهديد آني لحليف في الحلف الأطلسي. كما أن روسيا ليست شريكا استراتيجيا".
وتابع ستولتنبرغ خلال مؤتمر صحافي "ليس لدينا الشراكة الاستراتيجية التي حاولنا تطويرها بعد الحرب الباردة، لكننا لسنا كذلك في وضع حرب باردة"، وقال "اننا في وضع جديد مختلف عن كل ما عرفناه من قبل" وأضاف "دفاع قوي وحوار بناء، هما الالتزامان اللذان تقوم عليهما علاقاتنا مع روسيا".
ع.ج/ ف. ي (ا ف ب، د ب أ، رويترز)