المنظمة الألمانية لمكافحة الجوع: "توزيع الغذاء في العالم غيرعادل"
١٧ أكتوبر ٢٠١٣تم بث كلمة الرئيس الألماني قبل نشرات الأخبار الرئيسية في القناتين الأولى والثانية للتلفزة الألمانية. وقد شكلت هذه الكلمة نقطة انطلاق لحملة المنظمة الألمانية لمكافحة الجوع في العالم التي تأسست في ألمانيا عام 1962، وتسعى الحملة التي نظمت بالتزامن مع اليوم العالمي للتغذية في 16 أكتوبر/تشرين أول بهدف تشجيع الألمان على المشاركة في أنشطة مكافحة الجوع في العالم. في كل عام تقوم المنظمة الألمانية لمكافحة الجوع في العالم بتنظيم أسبوع فعاليات بهذا الشأن، وقد انطلقت حملة هذا العام تحت شعار: "توزيع الغذاء في العالم غير عادل".
وتنتقد المنظمة غير الحكومية انتشار الجوع بين 842 مليون إنسان، ووفاة 3.1 مليون طفل سنوياً بسبب نقص في التغذية، مما يعادل وفاة طفل كل عشر ثوان. هذا وقد بلغ عدد الوفيات الإجمالي سبع ملايين شخص في السنة. وناشدت المنظمة المجتمع الألماني بالتحرك وبجمع التبرعات خلال العطل المدرسية وفي الحفلات الموسيقية وفي الشركات من أجل إيقاف انتشار الجوع، وقال الرئيس الإتحادي في هذا الصدد: " باستطاعته كل شخص منا أن يقوم بشئ ما."
إعادة النظر في الفكر الاستهلاكي
يعبر السيد رومان هيره من شبكة FIAN للتوعية الغذائية عن قناعته أهمية أسبوع الفعاليات التي تنظمه المنظمة الألمانية لمكافحة الجوع في العالم، ويصرح في حديث مع DW: "الإيجابي في الموضوع هو نجاح هذه الحملات من خلال توعية الرأي العام بموضوع الجوع والاهتمام الواسع بكارثة الجوع." ويعدد هيره أسباب انتشار الجوع مشيرا في ذلك إلى السياسات الخاطئة في التعامل مع المواد الخام، وسياسات التصدير والاستيراد التي تخضع المزارعين الصغار في الجنوب للتبعية، وفي نقاط الضعف في النظام العالمي التي تتسبب في انتشار الجوع. لكن يمكن للمستهلك الأوروبي أن يقدم بعض المساهمة في حل هذه المشكلة، ويقول هيره: "يمكننا الاستفسار عن منشأ المنتجات، كما يتعين علينا الالتزام بنمط استهلاكي يحافظ نسبياً على استمرار الموارد الطبيعية."
ويضيف خبير حقوق الإنسان قائلا: "نعرف بالطبع أن إنتاج اللحوم يستهلك سبع أو ثمن أضعاف الغذاء، وأن النتيجة هي قطعة لحم بسيطة، وهو ما يحتاج إلى استيراد العلف." ويرى هيره في انتشار التظاهرات المطالبة بالتوزيع العادل للموارد مؤشرا إيجابيا، كان الحال في يناير/ كانون الثاني 2013 عندما نزل 25 ألف متظاهر إلى شوارع برلين وحملوا لافتات تقول:"لقد شبعنا وسئمنا"، ويشرح هيره:"إنها تحركات هامة في المشاركة السياسية وفي مكافحة الجوع على مستوى العالم."
الدعم المحلي عوض التحويلات النقدية
غير أن الصحفي السابق ومؤسس "نداء بون" كورت غيرهارد ينظر إلى الموضوع من زاوية مختلفة. فمبادرته "نداء بون" ترفض السياسة التنموية في الشكل الذي تمارسه البلدان الصناعية. وتطالب المبادرة بضرورة نهج سياسة محلية أفضل، ويقول غيرهارد: "إن مصير الناس في أفريقيا يحسم هناك، وليس في شوارعنا وساحاتنا، حيث يتجمع الناس للتظاهر أو يتم جمع التبرعات." ورغم ذلك فهو يعتبر أسبوع الفعاليات خطوة إيجابية ويلاحظ قائلاً: "قد تنطلق إشارات إيجابية من خلال تلك الحملة التي يتحرك فيها المترددون الذين لم يتبرعوا من قبل، أما الآن فهم يساهمون." ولذا فهو يعتبر أسبوع الفعاليات أسبوعا ناجحا على هذا المستوى.
يشدد غيرهارد على أهمية وصول المساعدات المالية بالكامل إلى المحتاجين في أفريقيا وغيرها، حيث يمكن للمساعدات أن تساهم في إنقاذ حياة الناس، وينتقد غيرهارد وزملاؤه الأعضاء في „نداء بون" الأمم المتحدة التي تهدف إلى تخصيص نسبة 0.7 في المائة من ميزانيات الدول الغنية للتنمية. ويقول: "علينا توخي الحذر من صب المزيد من الأموال في القارة الأفريقية، ويجب ألا نعتقد أن المزيد من الأموال يعني مزيدا من التنمية. إنها فكرة في غاية الخطورة." ويشرح غيرهارد أنه من الضروري تقديم الدعم على الصعيد المحلي من أجل إقامة نظام اقتصادي فعال ومن أجل مكافحة الفساد، وبذلك يمكن توقع المزيد من المبادرات المهمة من الجانب الأفريقي.
ويختتم الرئيس الألماني غاوك كلمته المنقولة عبر التلفزيون بالقول: "ادعموا منظمة الإعانة الغذائية العالمية". وستكشف الأيام المقبلة عن مدى إقدام المواطنين الألمان على المساعدة. وسيستمر أسبوع الفعاليات الذي تنظمه منظمة الإعانة الغذائية العالمية حتى يوم 20 أكتوبر/تشرين أول 2013.