الملف النووي الإيراني: هل تأتي مفاوضات موسكو بالاختراق المأمول؟
٩ يونيو ٢٠١٢ظهرت الشكوك مجددا حول سبل التوصل إلى تسوية بشأن الملف النووي الإيراني، وذلك بعد انهيار المحادثات يوم الجمعة (الثامن يونيو/ حزيران 2012) بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية في العاصمة النمساوية فيينا بشأن عمليات تفتيش المواقع النووية المشتبه بها في إيران. وتأتي هذه الأنباء قُبيل جولة المفاوضات الحاسمة في موسكو في منتصف الشهر الجاري بين إيران ومجموعة 5+1 والتي تعد في نظر المراقبين بمثابة فرصة أخيرة لتحقيق اختراق في الملف النووي الإيراني قبل الوصول "لنقطة اللاعودة"، ما قد يزيد من احتمالات اللجوء للخيار العسكري.
وقد كثفت القوى الغربية ضغوطها على طهران آخرها تصريحات مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين لوحوا فيها إلى أنه، في حالة عدم إحراز تقدم في موسكو، فإن سلسلة جديدة من العقوبات سيتم فرضها على إيران وسط احتمالات توجيه إسرائيل ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية. برنامجDW عربية "مع الحدث" ناقش في حلقة هذا الأسبوع تطورات المحدثات بشأن الملف النووي الإيراني والسيناريوهات المحتملة في حال فشلها.
تشديد العقوبات ورقة ضغط أم تعقيد للأزمة؟
تنقسم آراء الخبراء حول مدى مساهمة سياسة تشديد العقوبات على طهران في الدفع نحو إحراز تقدم في المفاوضات حول الملف النووي الإيراني. فبينما يرى البعض أنها تؤثر بشكل كبير على أداء الاقتصاد الإيراني ما قد يدفع طهران إلى تقديم تنازلات، يرى آخرون أن الأخيرة لا تزال تراهن على سياسة اللعب على الوقت. فهل تمكنت العقوبات الاقتصادية المشددة حتى الآن بالفعل من تحريك الموقف الإيراني أم أنها قد تأتي بنتائج سلبية؟
إدموند غريب، المحلل السياسي وأستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأمريكية بواشنطن، يشير هنا إلى تباين رؤى إيران من جهة والدول الغربية وإسرائيل من جهة أخرى، ويلفت إلى موقف الدول الغربية التي ترى "أن الضغوط الاقتصادية على إيران هي التي تدفع طهران الآن على الأقل لإظهار مرونة والقبول بالمفاوضات وتقديم بعض التنازلات". لكن روسيا تعتقد أن تشديد العقوبات من شأنه أن يساهم في عزلة إيران ويكون له رد فعل عكسي على جهود التوصل لحل للملف النووي الإيراني حسب إيلينا سوبونينا الصحفية والخبيرة الروسية في شؤون الشرق الأوسط.
ضربة عسكرية؟
وفيما يتعلق بسيناريو توجيه ضربة عسكرية لمنشآت إيران النووية، ترى إيلينا سوبونينا أن حل الملف النووي الإيراني صعب ويعتمد على استمرار المفاوضات، موضحة أن روسيا تعارض أن تصبح إيران دولة نووية لكنها في نفس الوقت تعارض أي تدخل عسكري لحل هذه القضية. كونستانتين كوستن، خبير الشؤون الإيرانية في مؤسسة فريدريش إيبرت والجمعية الألمانية للسياسة الخارجية، يرى بدوره أن أي ضربة عسكرية على إيران لن تكون الحل بل إنها ستؤدي إلى تشديد الأزمة وتقود إلى عزلة إيران، ويقول "إن ذلك سيدفع إيران إلى الانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية وستقرر تصنيع الأسلحة النووية". ويواصل القول "الضربات العسكرية قد تؤخر البرنامج النووي الإيراني لبضع سنوات، لكنها لن تفشله".
مقتطفات من آراء قراء صفحتنا على فيسبوك
حول ما إذا كانت العقوبات الدولية سترغم إيران على تقديم تنازلات بشأن برنامجها النووي، تباينت آراء قراءنا الذين شاركوا في الحوار حول موضوع الحلقة على صفحة DWعربية على فيسبوك. أسماء ه. كتبت في تعليقها أن "إيران تراوغ وتلعب على خمسين حبلا فلا تنفع معها عقوبات ولا غيرها" وجاء رأي ليلى ج. في نفس الاتجاه ومتبت "برغم معرفتي البسيطة بالحكومة الإيرانية، فباعتقادي أن العقوبات الدولية لن تؤثر على سياساتها وقراراتها". أما علي القيسي فيرى أن "أمريكا تعلم أكثر من أي دولة في العالم أن العقوبات المفروضة على إيران شكلية ولا وقيمة أو تأثير لها في ظل وضع حكومة إيران في العراق، كل مقدرات العراق وثرواته وأمواله تحت تصرف النظام الإيراني". عمر كمال استبعد بدوره تأثير العقوبات على الموقف الإيراني وكتب في تعليقه على صفحتنا على فيسبوك "حتما لأنهم لم ينفقوا المليارات للتنازل عنه". لكن هناك من يرى أن العقوبات من شأنها أن تدفع إيران إلى تقديم تنازلات. في تعليقه كتب أبو حمزه المصري "نعم سوف تجبر إيران على تقديم تنازلات لان إيران تكذب بشان برنامجه النووي.
طارق أنكاي
مراجعة: حسن زنيند