المفوضية العليا لشؤون اللاجئين: وضع الفارين من ليبيا مأساوي للغاية
١ مارس ٢٠١١يزداد وضع الفارين من أعمال العنف في ليبيا والذين لجؤوا إلى الأراضي التونسية سوءا يوماً بعد يوم. وتخشى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة من أن الوضع قد يصل إلى "مرحلة الأزمة"، حسب تصريح لناطق باسم المفوضية. وتقدر المفوضية بأن عدد الفارين من ليبيا قد بلغ 140 ألف شخص وأن عدد الذين يعبرون الحدود إلى تونس يبلغ حوالي ألف شخص في الساعة.
وقال شتيفان تيلوكن، المتحدث باسم الفرع الألماني للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة، إن وضع الفارين الآن صعب جداً وإن معظمهم هم من المصريين والتونسيين الذين يريدون العودة إلى أوطانهم. غير أن هناك أيضاً أعدادا كبيرة من رعايا دول أخرى، ممن كانوا يعملون في ليبيا وهم الآن عالقون على الحدود الليبية التونسية.
وأضاف تيلوكن، في حديث خاص مع دويتشه فيله: "هناك أيضاً فارون من جنسيات مختلفة، كما هناك عراقيون وفلسطينيون وصوماليون وإريتريون وغيرهم من الجنسيات، وهؤلاء يخشون حتى الآن الخروج من أماكن إقامتهم خوفاً من الاعتداء عليهم بسبب لون بشرتهم." وتابع تيلوكن: "من جهة، هناك من يتهمهم بأنهم من المرتزقة الأجانب، ومن جهة أخرى يتهمهم البعض بأنهم خونة."
وحسب تصريحات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين فإن فريقاً للمفوضية ومنظمات إغاثة أخرى ومجموعات تطوعية وعناصر من الجيش التونسي والمصري تقوم حالياً بأعمال الإغاثة وبناء الخيام وإيصال مواد المعونة للفارين على الحدود. وقد اضطر الآلاف من الفارين إلى قضاء الليل في العراء وفي البرد القارس نظراً لعدم توفر الخيام، وهم ينتظرون السماح لهم بعبور الحدود.
ودعى المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين لدى الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس الدول الأوروبية ودول شمال أفريقيا إلى فتح الحدود والسماح لجميع اللاجئين بالعبور بغض النظر عن جنسيتهم.
أزمة إنسانية ومشكلة لوجيستية
أما المتحدثة باسم المكتب الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لدى الأمم المتحدة، عبير عطيفة، فقالت بأن الأوضاع صعبة الآن وبأن إمكانيات المجتمعات المحلية في تونس التي تحاول إمداد العالقين على الحدود بالغذاء قد أصبحت محدودة جداً. وتابعت عبير عطيفة، التي توجهت إلى نقطة عبور رأس جدير لتتفقد أحوال الفارين هناك: "الأزمة أزمة إنسانية ومشكلة لوجستية في المقام الأول. الغالبية العظمى من الفارين يريدون العودة إلى أوطانهم، ولكن وجودهم يمكن أن يطول إلى أن يتم تسيير عملية عودتهم، وبالتالي فإنهم يحتاجون إلى المأوى والغذاء والرعاية الصحية، ولكن الأهم من هذا أنهم يحتاجون إلى العودة إلى بيوتهم."
وحسب رأي عبير عطيفة، فإن المطلب الرئيسي لجميع الفارين من كافة الجنسيات الآن هو السماح لهم بالعبور والمغادرة إلى بلادهم. ودعت عطيفة أيضاً إلى فتح المعابر الجوية والبرية والبحرية للفارين وناشدت المجتمع الدولي أن يمد يد العون لبرنامج الأغذية العالمي كي يستطيع هو بدوره إغاثة الفارين على حدود ليبيا في الأسابيع القادمة.
نادر الصراص
مراجعة: عبد الرحمن عثمان